قال تعالى : {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} [الكوثر: 3]
الناس في الدنيا يتشمتون بمن ليس له ذرية وينعتونه بالأبتر .
وفي الحقيقة هذا ليس عيبا ،بل قضاء إلهي وسنة كونية ، يقول تعالى بهذا الشأن : {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} [الشورى: 49، 50].
كما نفى سبحانه تلك الأبهة النسبية المنتهية بآية أخرى تدعو الإنسان الى أن لا يغتر بنسبه كونه لا ينفعه في الآخرة :قال عز من قائل : {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: 101].
اذ الأبتر الحقيقي يوم القيامة من جاء خالي الوفاض وليس بجعبته عمل صالح كونه أبتر الخلق القويم والعقائد الحقة والأفعال الحسنة، يقول أحد العلماء :-
" وليس المقصود من كون الفاعل أبتر هو انقطاع النسل فحسب، فإن المصيبة الأليمة هي أن الإنسان لا يحقق غرضه الأصلي من هذه الحياة ولايبلغ هدفه الحقيقي الذي خلق من أجله، وإلا فإن العقم وانقطاع النسل لايعد فجيعة لاسيما في عالم الآخرة الذي لا دور فيه للعلاقات النسبية: {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ } [المؤمنون: 101] وكل إنسان هناك يحل ضيفاً على عقائده وأخلاقه وأعماله.







وائل الوائلي
منذ يومين
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN