بقلم / مجاهد منعثر منشد
توافد المؤمنون يباركون حجَّ ميثم التمَّار في السوق أَخبروه قبل ثلاثة أيام عن قتل مسلم وهاني وسعت حدقة عينيه صمت أشتكى أحدهم قسوة عامل الوالي ومطاردته لأصحاب علي .
نهض ومضى إلى دار الإمارة حرك لسانه : أيها الوالي الباعة يعانون من ظلم عاملك في السوق .
أنحنى حرس ابن زياد هامسا في أذنه اليمنى : أتعرف هذا أيها الأمير إنه الكذاب مولى الكذاب.
ـ ويحكم هذا الاعجمي
فأردف الطاغية : أين ربك
أجابه بشجاعة : بالمرصاد للظلمة وأنت منهم.
صمت ابن زياد ونظر بوجوه الحاشية قائلا: هل كل الموالي لعلي من هذه القماشة لما لم تنفضوا التراب والقمل عنه قبل أن تسمحوا له بدخول دار الأمارة
منذ متى لم يمس جلدك الماء أيها التمار
ألم تغتسل بحياتك
تعالت قهقهات جلاوزة الوالي .
ـ رد عارفا فقيها : أولا :عليكم أن تعلموا أيه الجهلة أن التراب هو المطهر بعد الماء .
ثانيا : أفضل أن يأكل القمل جسمي النحيل هذا خير من أن يأكله بين جدران القبر الدود والعقارب والافاعي .
ثالثا : من صفات أبناء الزنا والحرام أن يحقروا أعدائهم بهذه التهم والأكاذيب وها أنا بينكم لا أحمل قملا ولاترابا.
أشتاط ابن زياد غضبا كبركان يتطاير شراره سارت به قدماه مسرعتين. ركل وجه ميثم فأسقطه على الأرض.
كلمه حاجبه : فديتك ياسيدي دع هذا العجوز الواقف على حافة القبر يبدو إنه ملأ بطنه خبزا فامتلأ به جلبابه فالجدل مع هذا البائس لا يليق بمثلك سيدي .
صرخ سوف أقتله شر قتله أمرهم خذوه وأخرجوا لسانه من حلقومه القذر ثم أَصلبوه على جذع نخلة ليبصق الناس عليه .
ـ غرد لسان ميثم كبلبل يشدو : لاحول ولاقوة إلا بالله قسمًا بذات الله إنَّني كنت على علم بما ستفعله بي لقد سمعت كل شيء من سيدي علي .
استغرب الوالي مرددًا :علي ماذا سمعت من علي ياحقير
ـ حدثني سيدي علي عن كيفية موتي قال لي: ياميثم أنت سوف تقتل حتمًا على يد ابن زانية يقطع لسانك ويعلقك على جذع النخلة التي كنت تقتات منها .
كشر عن أنيابه ابن زياد قائلا : علي كذاب سأثبت لك إنَّه كاذب كبير سأجعل قتلك مُغَايرًا لما تنبأ به علي
نادى يا ابن حريث خذوه لغياهب سجن مظلم لتأكل لحمه الحشرات ويموت منسيا .
أطرق مسامعه ميثم : أنت على يقين من صدق علي عليك يافاسق اذهب وافعل ما يحلو لك أقسمُ بالله العظيم ما سمعت من عليٍّ شيئا غير الحقيقة والحجج الناصحة .
تأَهوَّه ابنُ زياد مستهزئا :آهٍ آهٍ . إستدار لخادمه يقول له: يابن حريث الطمْهُ على فمِهِ وأبعده عن ناظري .
أصابه ألم في صدره سار لغرفته يتألم يتمايل بجسمه يردد : آهٍ آهٍ .
ضربه جلاوزته عدة ركلات على ظهره ووجهه وسحبوه بقوة نحو سجنه المظلم .
تألم واخترق صوته مسامع المختار فحدثه :وأخيرا قمت بعمل مثلي دفنك حيًّا .
ـ أجابه : أين القبر من هذا النفق المظلم يا أبا أسحاق أعوذ بالله من ضغطة القبر ومنحدره أن الوصول للحبيب مليء بالمخاطر أدعو الله تعالى كي لانضيع ونحن نسعى للخلاص من متاهات هذه الانفاق المتداخلة .
أردف المختار : سوف لن نضيع عندما ننظر إلى السماء نرى النجم الذي يهتدى به .
ـ أجل وإن كانت السماء غائمة أو صادفتنا بالطريق بئر فهناك من كان رأسه في السماء فوجد نفسه بالبئر ماذا نصنع حينئذ
لاتتشائم ياميثم طريقنا طريق صعب ووعر لكننا ليس في الجاهلية حبّ الإمام علي سبيل رشادنا .
ـ سأله : هل أنا مجنون يامختار
همهم قائلا معاذ الله ان كنت مجنونا فمن العاقل أذن
أردف بسؤال أخر : أنت مغرم يامختار
ـ أَلا أَبدو لك كذلك .
فأجابه :لا يبدو عليك ذلك وجرح عينك هذا يثير الشك أحذر الشيطان يامختار سوف تُكَلَفُّ بمهمة خطيرة ستقتل ابن مرجانه وتدوس على وجهه بقدمك وعندها إياك والغفلة من البئر الذي تحت قدمك لربما يرسلك لقعر جهنم .
حرس السجن أبلغوا قائد الشرطة : ميثم لا يكفُّ عن السبِّ وتحريض السجناء .
خاطبهم :بأمر الأمير اقطعوا لسانه فورا اشنقوه أمام الناس وعلى جذع النخلة .
قيدوه صلبوه على جذع النخلة لجموه اليوم الثالث طعن بالحراب كبر أخر النهار سالت الدماء من فمه وأنفه التحقت روحه بالسماء.







وائل الوائلي
منذ 3 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN