ورد أن الامام علي بن موسى بن جعفر الرضا عليه السلام عاش مع أبيه تسع وعشرين سنة وأشهرا وبعد أبيه أيام إمامته عشرين سنة وولده محمد الامام فقط ومشهده بطوس وخراسان في القبة التي فيها هارون إلى جانبه مما يلي القبلة وهي دار حميد بن قحطبة الطائي في قرية يقال لها سناباد من رستاق نوقان. واسم تكتم كان مشهورا كأسم من أسماء النساء قال الشاعر: طاف الخيالان فهاجا سقما خيال تكنى وخيال تكتما.
ألقابه عليه السلام: سراج الله، ونور الهدى، وقرة عين المؤمنين، ومكيدة الملحدين كفو الملك، وكافي الخلق، ورب السرير، ورءاب التدبير، والفاضل، والصابر والوفي، والصديق، والرضي. عن البزنطي قال : قلت لأبي جعفر محمد بن علي بن موسى: إن قوما من مخالفيكم يزعمون أن أباك إنما سماه المأمون الرضا لما رضيه لولاية عهده فقال: كذبوا والله وفجروا بل الله تبارك وتعالى سماه بالرضا لأنه كان رضي لله عز وجل في سمائه ورضي لرسوله والأئمة بعده في أرضه، قال: فقلت له: ألم يكن كل واحد من آبائك الماضين رضي لله عز وجل ولرسوله والأئمة بعده فقال بلى، فقلت : فلم سمي أبوك من بينهم الرضا قال: لأنه رضي به المخالفون من أعدائه كما رضي به الموافقون من أوليائه، ولم يكن ذلك لاحد من آبائه عليهم السلام فلذلك سمي من بينهم الرضا.
حول زيارته عن الإمام الرضا عليه السلام: (مَنْ شَدَّ رَحْلَهُ الي زِيَارَتِي أَسْتَجِيبَ دُعَاؤُهُ وَ غُفِرَتْ لَهُ ذنوبه، فَمَنْ زَارَنِي فِي تلك الْبُقْعَةِ کان کمن زَارَ رَسُولَ اللَّهِ صُلِّيَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ کتب اللَّهُ لَهُ ثَوَابَ أَلْفِ حَجَّةٍ مَبْرُورَةٍ وَ أَلْفِ عُمْرَةٍ مَقْبُولَةٍ، وَ کنت أَنَا وَ آبَائِي شُفَعَاءَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَ هَذِهِ الْبُقْعَةُ رَوْضَةُ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَ مُخْتَلَفُ الملائکة، لَا يَزَالُ فَوْجُ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَ فَوْجُ يَصْعَدُ، الي أَنْ يُنْفَخَ فِي الصُّورِ). عبد العظيم الحسني جاء إلى الإمام الجواد عليه السلام بنية زيارة الإمام الحسين عليه السلام ليطلب الإذن ويودعه، فانهمرت الدموع من عيون الإمام الجواد عليه السلام وقال: زوار جدي الحسين كثيرون ولكن زوار والدي قليلون.
أقوال وحكم الامام الرضا عليه السلام عديدة. يقول الامام الرضا عليه السلام محكم ومتشابه القرآن الكريم (من رد متشابه القرآن الى محكمه هدي الى طريق مستقيم). ويقول عليه السلام عن صفات المؤمن (العلم خليل المؤمن والحلم وزيره، والعقل أميرجنوده، والرفق أخوه، والبر والده). وعن التفقه قال (التفقه مفتاح البصيرة). وعن التوكل قال (من أراد أن يكون أقوى النَّاس فليتوكَّل على الله). قال الإمام الرضا لأصحابه عن ابنه الامام الجواد عليهما السلام: (قد ولد لي شبيه موسى بن عمران فالق البحار، وشبيه عيسى بن مريم).
وكان الامام الرضا عليه السلام كريما. عن الريان بن الصلت قال: كنت بباب الرضا بخراسان فقلت لمعمر: إن رأيت أن تسأل سيدي أن يكسوني ثوبا من ثيابه ويهب لي من الدراهم التي ضربت باسمه، فأخبرني معمر أنه دخل على أبي الحسن الرضا من فوره ذلك، قال: فابتدأني أبو الحسن فقال: يا معمر لا يريد الريان أن نكسوه من ثيابنا أو نهب له من دراهمنا قال: فقلت له: سبحان الله هذا كان قوله لي الساعة بالباب، قال: فضحك ثم قال: إن المؤمن موفق قل له فليجئني، فأدخلني عليه فسلمت فرد علي السلام ودعا لي بثوبين من ثيابه فدفعهما إلي، فلما قمت وضع في يدي ثلاثين درهما.
هنالك روايات عديدة تؤيد امامة الرضا بعد أبيه الامام الكاظم عليهما السلام. عن عبد الله بن مرحوم قال: خرجت من البصرة أريد المدينة فلما صرت في بعض الطريق لقيت أبا إبراهيم وهو يذهب به إلى البصرة فأرسل إلي فدخلت عليه فدفع إلي كتبا وأمرني أن أوصلها بالمدينة، فقلت: إلى من أدفعها جعلت فداك قال: إلى ابني علي فإنه وصيي والقيم بأمري وخير بني. عن جعفر بن خلف قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر يقول: سعد امرء لم يمت حتى يرى منه خلفا وقد أراني الله من ابني هذا خلفا وأشار إليه يعني إلى الرضا.
ورد عن عبادة الامام الرضا عليه السلام (قليل النوم بالليل، كثير السهر، يحيي أكثر لياليه من أولها إلى الصبح، وكان كثير الصيام فلا يفوته صيام ثلاثة أيام في الشهر، ويقول ذلك صوم الدهر). يقول رجاء بن أبي الضحاك عن الامام الرضا عليه السلام (فوالله ما رأيت رجلاً كان أتقى لله منه، ولا أكثر ذكراً له في جميع أوقاته منه، ولا أشد خوفاً لله عز وجل).







وائل الوائلي
منذ يومين
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN