قال الله تبارك وتعالى "آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا" الكهف 96 قطراً: رصاصاً مذاباً، أو حديداً مذاباً، أو نحاساً مذاباً، و "وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ" سبإ 12 عين القطر: عين النّحاس فَـنَـبَع ذائبا كالماء، حيث فجر الله له نبعا من النحاس يسيل كالماء، و "سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمُ النَّارُ" ابراهيم 50 القَطِران الشديد الاشتعال.
جاء في معاني القرآن الكريم: قطر القطر: الجانب، وجمعه: أقطار. والقطران: ما يتقطر من الهناء. قال تعالى: "سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ" ابراهيم 50، وقرئ: من قطرآن وهي قراءة شاذة أي: من نحاس مذاب قد أني حرها، وقال: "آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا" الكهف 96 أي: نحاسا مذابا.
عن قوله تعالى "سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمُ النَّارُ" ابراهيم 50 قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو أن سربالا من سرابيل أهل النار علق بين السماء والأرض لمات أهل الدنيا من ريحه. وقال الإمام علي عليه السلام: فلو رأيتهم يا أحنف ينحدرون في أوديتها ويصعدون جبالها، وقد ألبسوا المقطعات من القطران، وأقرنوا مع فجارها وشياطينها، فإذا استغاثوا بأسوأ أخذ من حريق شدت عليهم عقاربها وحياته.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: عن قوله تعالى "سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمُ النَّارُ" ابراهيم 50 "قَطِرَانٍ" بفتح القاف وسكون الطاء أو بكسر القاف وسكون الطاء، وهي مادة تؤخذ من شجرة الأبهل ثم تغلى فتثخن وتطلى بها الإبل عند إصابتها بمرض الجرب، وكانوا يعتقدون أن المرض يزول بسبب وجود الحرقة في هذه المادة، وعلى أي حال فهي مادة سوداء نتنة وقابلة للاشتغال. فيكون معنى الجملة "سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ" أنهم يلبسون ثيابا من مادة سوداء ونتنة وقابلة للاشتعال، حيث تمثل أسوأ الألبسة لما كانوا يعملونه في هذه الدنيا من ارتكاب الذنوب والفواحش. وسوادها يشير إلى أن الذنوب تؤدي إلى أن يكون الإنسان مسود الوجه أمام ربه، وتعفنها يشير إلى تلوث المجتمع بهم ومساعدتهم على إشعال نار الفساد، وكأن القطران تجسيد لأعمالهم في الدنيا. "وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمُ النَّارُ" بسبب لباسهم الذي هو من قطران، لأنه عند اشتعاله لا يحرق جسمهم فقط، بل يصل لهيبه إلى وجوههم.
جاء في الولاية التكوينية لآل محمد عليهم السلام للسيد علي عاشور: عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: سأله رجل عن الإمام فوض الله اليه كما فوض إلى سلمان عليه السلام. فقال عليه السلام: نعم، وذلك أنه. وفي رواية: كان سليمان عنده اسم الله الأكبر الذي إذا سأله أعطى، وإذا دعا به أجاب، ولو كان اليوم لاحتاج إلينا. وقد فوض الله لسليمان الريح وعين القطر، بل وآتاه من كل شئ قال تعالى: "وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ" (سبأ 12). وقال: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ" (النمل 16). فكل ما ثبت لسليمان بهذه الآية يثبت لآل محمد عليهم السلام. وعن علي بن الحسين عليهما السلام قال: ما أعطى الله نبيا شيئا قط إلا أعطاه محمدا، وأعطاه ما لم يكن عندهم، وكل ما كان عند رسول الله فقد أعطاه أمير المؤمنين عليه السلام.







وائل الوائلي
منذ 3 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN