المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

بمختلف الألوان
بسم الله الرحمن الرحيم (إنا لله وإنا إليه راجعون) الإخوة والأخوات الإيمانيين في مدينة باراجنار الباكستانية (أعزهم الله تعالى) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مرة أخرى، ارتكب الإرهابيون المتشددون جريمة شنيعة، حيث قاموا بهجوم مسلح على المسافرين الذين كانوا في طريقهم من باراجنار إلى بيشاور، مما... المزيد
أخر المواضيع
الرئيسة / مقالات ثقافية
شبكات التجسس من يهود العراق لصالح إسرائيل
عدد المقالات : 377
بقلم/مجاهد منعثر منشد
كانت الحكومة العراقية في العهد الملكي تواجه عدة مشاكل فيما يخص الطائفة اليهودية سنة 1950 وما بعدها ,إذ تنحصر تلك المشاكل بالتالي :
1.تهجيراليهود المنظم من قبل المنظمات الصهيونية داخل العراق بطرق غير شرعية ,وأخرى شرعية .
2.رفض الأغلبية من الطائفة اليهودية للهجرة , فهذا الأمر جعل الحكومة تسعى إلى المحافظة على بقاء الأقلية اليهودية في البلاد في إجراءات ستذكر فيما بعد .
3.مواجهة شبكات التجسس داخل العراق والتي كانت تعمل تحت رعاية المنظمات الصهيونية وتقوم بأعمال إرهابية لبث الرعب والخوف بين يهود العراق ,وهذه الشبكات كان جواسيسها من بعض أبناء الطائفة اليهودية ,و لا يتواجد بينهم غرباء من طوائف أو قوميات عراقية أخرى , كما ينبه لذلك بعض الباحثين ,فمنهم فريد الفالوجي الذي قال : يمكن للباحث المدقق أن يستخلص بسهولة، اختلاف منهج الجاسوسية الإسرائيلية في العراق عنه في سائر الدول العربية الأخرى. ذلك أن مخابرات إسرائيل ابتعدت تماماً عن اللجوء إلى جواسيس غرباء من داخل القطر العراقي. . بل استثمرت – وبذكاء شديد – وجود الألاف من اليهود العراقيين، في تخريج كوادر قادرة على تنفيذ أهدافها وسياساتها، مستغلة في ذلك تغلغلهم داخل نسيج المجتمع العراقي كله، من البصرة جنوباً، إلى الموصل شمالاً ( 1).
وهنا لا بد لنا من عرض بعض مفاهيم الجاسوسية ليتسنى للقارئ الكريم تصور الموقف .
الجاسوس : هو الذي يتجسس الأخبار، وقيل التجسس :أن يطلب الخبر لغيره، والتجسس أن يطلبه لنفسه ,ففي الصحاح يقول الجوهري وجسست الأخبار وتجسستها، أي تفحصت عنها، ومنه الجاسوس.
وأقرب وصف للجاسوس ما قاله المتنبي في وصف الأسد
يطأُ الثرى مُترفقاً في تيهه ..... فكأنه آس يجسُّ عليلا
ان الجساس هو الأسد، لأنه يؤثر في فريسته ببراثنه.
وإما معنى التجسس اصطلاحا هو: البحث والتنقيب عما يتعلق بالعدو، من معلومات سرية باستخدام الوسائل السرية والفنية، ونقل ذات المعلومات بذات الوسائل، أو بواسطة العملاء والجواسيس، والاستفادة منها في أعداد الخطط.
و الجاسوسية هي عبارة عن علم له قواعده، وأصوله التي يجب إرشاد الجواسيس إليها ليتمكنوا من إنجاز و أداء واجباتهم كما تتطلبها الغاية التي يسعون إليها. فهم يعملون في وقت الحرب والسلم ويحصلون على معلومات لتعزيز جبهة الدولة التي يتجسسون لحسابها، في حالة نشوب حرب جديدة في الحصول على معلومات عن تطور الأسلحة الحربية في الدول الأخرى وما وصلت إليه من تكنولوجيا حديثة، ومن أجل تقوية الصراع القائم بين الدول على القواعد الاستراتيجية والسيطرة على مناطق النفوذ، والاستفادة من الاضطرابات السياسية في بقاع العالم، مثل مشكلة فلسطين والعراق عن طريق دس الفتن والمؤامرت السياسية لخدمة مصالحها السياسية والاستراتيجية.
وتعريف الجاسوس في القانونُ الدولي العام بأنه :ـ «الشخص الذي يعمل في خفية، أو تحت ستار مظهر كاذب، في جمع - أو محاولة جمع - معلومات عن منطقة الاعمال الحربية لإحدى الدول المتحاربة، بقصد أيصال تلك المعلومات لدولة العدو».
و نصت المادة «التاسعة عشرة» من لائحة «لاهاي» للحرب، على الاتي:
يُعدُّ جاسوساً، ذلك الذي يعمل سراً، أومن وراء ستار زائف، للحصول على معلومات في منطقة العمليات، بنية تبليغها الفريق الخصم. وطبقاً لذلك فان العسكريين - بزيهم الرسمي - حين يتسللون إلى منطقة عمليات جيش العدو، بغية الحصول على معلومات، لا يُعدُّون جواسيس، ومثلهم أولئك العسكريون الذين يُكلفون علناً بمهمة تسليم مكاتبات إلى جيشهم، أو إلى جيش العدو، ويتضمن هؤلاء من تنقلهم السفن الجوية بغية تسليم مكاتبات، أو بغية المحافظة على الاتصالات فيما بين الأجزاء المختلفة من جيوش أو مناطق. واعتباراً لما تقدم فان الفيصل هنا هو: «قصد الحصول على معلومات».
وأما تعريف التجسس المضاد: - هو عبارة عن مجموعة من الإجراءات البوليسية المضادة التي تتخذها إحدى الدول للمحافظة على المعلومات السرية التي تمتلكها، و منع عملاء العدو من الوصول إليها ،و الحفاظ على سرية عملياتها التجسسية واكتشاف نوايا العدو، وعملياته(2).
ونستفيد من المعلومات أعلاه بأن الحكومة العراقية محقه في إجراءاتها مع الجواسيس والعملاء , وأيضا يمكننا أن نطلق على من كان في شبكات التجسس الصهيونية من اليهود بأنهم عملاء وجواسيس ضد وطنهم الأصلي العراق ليس ذلك فحسب , بل أن أعمالهم الإرهابية غير المبررة هي جرائم ضد أبناء جلدتهم من الطائفة ذاتها .
ولهذا اتخذت الحكومة العراقية في العهد الملكي سنة 1951 بعض الإجراءات القانونية بحقهم ,وبعد القاء القبض عليهم يتم تحويل أوراقهم التحقيقية إلى المحاكم, فمن هؤلاء العملاء والجواسيس في شبكات التجسس التالية حوادثهم وذكرهم :ـ
في 26 حزيران 1951 أعلنت الحكومة العراقية عن اكتشاف شبكة تجسس في بغداد يديرانها رجلان أجنبيّان هما :
روبرت رودني Rodney الذي يحمل الجنسية البريطانية ,واتضح أنّه ضابط مخابرات (إسرائيلي).
و يهودا تَجّار، وهو ضابط إسرائيلي .
وقد القي القبض عليهما مع أغلب الأعضاء الذين يعملون معهما في سلسلة التفجيرات الّتي استهدفت عدداً من المباني والمصالح والمعابد اليهوديّة، واليهود أنفسهم، والّتي بدأت منذ بداية العام الماضي 1950.
واعلنت الحكومة العراقية بأنّه قد تمّ اكتشاف متفجّرات وملفّات وآلات كاتبة ومكائن لطباعة المناشير ولوائح بأسماء أعضاء تنظيمات سرّيّة، كانت كلّها مخبّأة في بعض المعابد اليهوديّة أو مدفونة تحت الأرض في منازل خاصّة. وقد تمّت مصادرة كلّ هذه المواد بحضور القاضي المكلّف بالتحقيق في هذه القضيّة، ومدير شرطة بغداد، وعدد من وجهاء يهود بغداد .
والقت السلطات العراقية القبض على يوسف إبراهيم بصري وشالوم صالح شالوم وهما أعضاء في تنظيم هاشورا و يوسف مراد عبد الله خبّازة , لقيامهم بأعمال إرهابية على معبد مسعودة شمطوف اليهودي في بغداد، ووجدت بقايا مواد متفجرة في شنطة يوسف بصري. وكانت من جملة القرائن التي آستدلَّ بها القاضي العراقي سلمان البيّاتي الذي حاكم هؤلاء الأشخاص على أنهم والصهيونية وراء هذه العمليّات الإرهابية ضد اليهود العراقيين.
واكتشف أيضا بأن المناشير التي وزعت بتأريخ 8/4/1950، في الأحياء اليهودية في بغداد من قبل المنظمات الصهيونية السرية , كانت تشير إلى الوقت من اليوم الذي طبعت فيه المناشير، إذ ذكرت أن ساعة الطباعة كانت الرابعة بعد الظهر. وهذا الحرص على تدوين الوقت ملفت، لكونه غير مسبوق، وعلى ما يبدو للوهلة الأولى لا لزوم له، ولكن قيام مجهولين بإلقاء قنبلة على مقهى الدار البيضاء اليهودي في الساعة التاسعة والربع من مساء ذات اليوم، يشير إلى أن أصحاب هذه المناشير هم أنفسهم الذين كانوا وراء العمليّة الإرهابية المذكورة، وأنهم إنما تعمدوا تحديد ساعة الطباعة للتمويه (3). وهذا ما يتفق عليه مع القاضي العراقي عدد من اليهود العراقيين، ومنهم الناشط الصهيوني السابق نعيم خلاصجي-جلعادي, وأثناء التداولات والتحريات التي أجرتها لجنة المحامين اليهود من أصل عراقي في إسرائيل عام 1955 للنظر في دعاوى اليهود العراقيين للمطالبة بتعويضات عن أملاكهم في العراق، أسر أحد هؤلاء المحامين (طالباً عدم ذكر أسمه) إلى نعيم خلاصجي-جلعادي بأن الفحوصات المخبرية التي أجرتها دائرة الجنائيات العراقية في مطلع الخمسينيات حول المناشير المعادية للأمريكان التي عثر عليها بعد إلقاء المتفجرات على مركز المعلومات الأمريكي في بغداد تم نسخها على نفس آلة ال ستانسيل (النسخ) التي استعملت في نسخ المناشير التي وزعتها الصهيونية على اليهود في بغداد خلال نفس تلك الفترة. ومما أيد مواقف هؤلاء اليهود دراسة أعدها، عام 1980، ضابط المخابرات المركزية الأميريكية (CIA )السابق، ويلبر كرين إيفلند ، التي أوضحت أن كل هذه الاعتداءات والقنابل والتفجيرات التي استهدفت حياة ومصالح اليهود في العراق طيلة هذه الفترة (منذ الأربعيّنيات)، بما فيها الاعتداء على مركز المعلومات الأمريكي في بغداد في شهر آذار (مارس) من عام 1950، إنما كانت من تخطيط وصنع وتنفيذ المنظمات الصهيونية.
والقت الحكومة العراقية القبض على أعضاء المنظمات الصهيونية في العراق الذين كانوا ضمن الشبكات التي يديرها المذكورين أعلاه وهذه أسماء الأعضاء:
لطيف أبرايم ,و ممدوح زكي موظف في وزارة الخارجية ,و مكي عيد الرزاق موظف في وزارة الخارجية ,و رشيد اسماعيل باجلان من خانقين ,و محمد أمين نقري ,و محمد أحمد البياتي ,و فيصل خوجة ,و الدكتور عبد اللطيف محي الدين واصف , و رحمة الله تاجر ,و سليم معلم ,و الدكتور البرت الياس ,و نسيم هوشي نسيم ,و نعيم موشي الذي هرب من العراق إلى فلسطين وتعين رئيسا للبرلمان الإسرائيلي (الكنسيت ) ,و ناجي صالح ,و كرجي حيم داوي ,و ساسون صديق .
وأتضح في التحقيقات بأن هؤلاء أرسلوا كجواسيس لتنفيذ عمليات إرهابية ضد يهود العراق بأمر من رئيس الوزراء الإسرائيلي دافيد بن غوريون (1948 - 1954) شخصيا إلى الموساد , فحكمة المحكمة العراقية على يوسف ابراهيم بصري وشالوم صالح شالوم بالإعدام (4) , و تمّ إثبات التهم على خمسة عشر من أصل واحد وعشرين متّهماً في عمليّات الإرهاب الصهيونيّة الّتي ارتكبها الصهاينة اليهود في العراق ضدّ سائر اليهود العراقيّين خلال العام ونصف العام الأخير. وقد تمّ الحكم بالسجن المؤبّد مع الأشغال الشاقّة على يهودا تَجّار(5).
وأمّا سائر المتّهمين، فقد تمّ الحكم عليهم بالسجن لمدة تتراوح بين الخمسة أشهر والخمسة عشر عاماً .
وكانت هناك اعترافات من قبل المعتقلين أعضاء إلى منظمة هامشورا ,فمنهم موريس بيرص الذي قال: دربنا على السلاح وبلغنا بالسفر حتما إلى إسرائيل كما أن علينا إقناع أهلنا ومعارفنا وأصدقائنا ضرورة الهجرة إلى إسرائيل وترك العراق واستخدمنا الإشاعات المغرضة ضد العراق للإساءة إليه لإجبار العوائل اليهودية العراقية على الهجرة وقال : أعلمونا داخل هامشورا أننا يجب أن نكون على استعداد للانضمام للجيش الإسرائيلي حال وصولنا أو العمل في المزارع الإسرائيلية وكنا ندفع اشتراكات شهرية للصندوق القومي اليهودي.
وقال المعتقل رحمين أمام المحقق: الهيكل التنظيمي لهامشورا هو الحابير (العضو) وحابيروت (العضوات) وبدريخ (المعلم) وبدريخة (المعلمة) وأن بين العضو والبدريخ حلقة وصل تسمى أمري.
وقال يعقوب ساسون: تدربنا على المسدسات كما كنا نبث الإشاعات ضد العراق من أجل إجبار اليهود على الهجرة ونقول لهم أن هناك عمليات انتقامية ستكون ضدكم إذا لم تغادروا العراق فورا وإننا عند قبولنا لأول مرة في هامشورا كنا نقسم بالعبارات التالية (تضع لعنة الله علي إذا بحت بشيء).
ومن اعترافات نعيم ثوينة العضو في هامشورا الذي قال: قالوا لنا أن كل واحد منكم (أعضاء المنظمة) يصل إلى إسرائيل قبل غيره يحصل على المناصب من دون تعب ويحصل على التخصيصات وأن مستقبله مضمون .
وأثار سليم مراد شقيق الهارب يوسف مراد أمام المحققين مسألة في غاية الأهمية فقال: لقد تعمدت ملاكات منظمة هامشورا الاختلاط بين الجنسين بين الشباب العزاب والشابات العذراوات وسمحوا بل وشجعوا بأية علاقة عاطفية قد تنشأ بين الأعضاء حتى إذا قرر أحدهما الهجرة يتبعه الآخر وهذا الأسلوب ليس غريباً فقد لجأ إليه مبعوثو إسرائيل مع ملاكات منظمة (تنوعة) عندما أخذوا يهجرون الأبناء قبل الآباء والبنات قبل الأمهات والأطفال قبل عوائلهم لكي يتبع البعض بعضه الآخر إلى (إسرائيل) لقد استعانوا بأساليب غير إنسانية للتفريق بين أفراد العائلة الواحدة ودمروا نسيج الطائفة اليهودية العريقة في هذا البلد.
ومن جانب أخر استطاعت الحكومة العراقية في يوم 29 تموز سنة 1951 وبعد توفر الأدلة الدامغة تحركت معاونية الشعبة الخاصة في مديرية الشرطة العامة باتجاه تحطيم التنظيم الصهيوني السري في الحلة وبعد استحصال موافقة حاكم تحقيق الحلة ومدير شرطتها ، تمت مداهمة الدار المرقمة (7/20) في محلة الجباويين و العائدة إلى (إبراهيم ساسون)( 6)حيث عثر فيها على بعض الأدلة الخاصة بالعمل التجسس والتهجير وبأختام وشعارات الدولة الإسرائيلية .
وفي اليوم التالي بعد اعترافات أعضاء التنظيم السري لتنوعة بابل في الحلة تم إجراء التحري في كنيس مناحيم دانيال الواقعة في محلة الجباويين فوجدت القوات الأمنية صناديق اسلحة مع كتب التعليم على السلاح بصور توضيحيه وإرشادات عامة للشباب اليهودي في كيفية الدفاع عن أنفسهم و استعمال السلاح ، وبعض التعليمات عن كيفية الخروج من الحلة إلى فلسطين ، وصور لمؤسس الحركة الصهيونية والنجمة السداسية والعلم الإسرائيلي.
وتم إلقاء القبض في 31تموز1951 على( يوسف إبراهيم وأبنته مسعودة وابن أخيه إبراهيم ساسون ودالي وعزرا وذن خضوري ومناحيم) وتقرر توقيفهم بأمر حاكم تحقيق الحلة استنادا إلى التهم الموجهة إليهم وهي انتماؤهم ومساعدتهم لمنظمة (تنوعة بابل) الصهيونية في الحلة.
و تقرر إحالة جميع المتهمين إلى المحكمة لتقرير مصيرهم ، وكانت الأحكام الصادرة بحقهم تتراوح بين السجن لبضع سنين ، وإطلاق سراح البعض الأخر لدوافع قانونية أساسها عدم توفر الأدلة الكافية لإدانتهم، وكشفت التحقيقات الجنائية للحكومة العراقية ضلوع شخصيات وشركات يهودية عراقية تعمل لصالح النشاط الصهيوني(7)، فضلا عن قيام تلك الشخصيات والشركات بتقديم المعلومات للسفارة البريطانية في العراق من أجل دعم النشاط الصهيوني ومباركته.
والمحاكمة ذكرتها جريدة الأوقات العراقيّة الصادرة باللغة الإنكليزيّة ( 8) حيث كتبت عن محاكمة المتورّطين في العمليّات الإرهابيّة الصهيونيّة في بغداد بأنّ الوثائق الّتي تمّ العثور عليها بحوزة المتورّطين قُرِئت في قاعة المحكمة. وقد كشفت هذه الوثائق عن الجانب التنظيمي للحركة الصهيونيّة في العراق، وأنّ ثلاثمائة من المراهقين اليهود الّذين كانت أعمارهم تتراوح بين الثالثة عشرة والثامنة عشرة عاماً كان قد تمّ تدريبهم تدريباً عسكريّاً من قبل النشطاء الصهاينة سرّاً في العراق. كما قرئ دفتر الملاحظات الّذي كان يخصّ أحد المتّهمين، والّذي ذكر فيه أنّ الدعاية المضادّة الّتي قام بها بعض اليهود العراقيّين لتشجيع سائر اليهود العراقيّين على البقاء في العراق، وعدم الهجرة إلى فلسطين، قد أُحبِطت وفور الإعلان عن هذه الاكتشافات والتحقيقات والمحاكمات، قامت أجهزة الإعلام الصهيونيّة في دول الغرب باتهام الحكومة العراقيّة بالحكم ظلماً، على هؤلاء المتّهمين، مدّعية بأنّ المتورّطين الحقيقيّين هم من الإخوان المسلمين، ولكنّ أجهزة المخابرات البريطانيّة والأمريكية، والسفيرين الأمريكي والبريطاني في بغداد، الّذين حضروا بعض مجريات التحقيق والمحاكمات أو اطلعوا على حيثيّاتها، كانوا متّفقين فيما بينهم مائة بالمائة بنزاهة وعدالة المحاكمات الّتي جرت في العراق، وبأنّ المتّهمين الصهاينة والإسرائيليّين كانوا هم فعلاً المسئولين عن كلّ هذه الجرائم الإرهابيّة.
وما تم ذكره فيض من غيض , وحتى بعد القبض على العملاء وما حدث إلى بعض الطائفة اليهودية من قبل الكيان الصهيوني استمر الصهاينة ببث سمومهم بين يهود العراق ,فاستغلوا تلك الأحداث القانونية ببث اشاعة بين الطائفة بأنهم مستهدفون من الحكومة العراقية الملكية ,مما أدى إلى هجرة أغلب الطائفة حيث قدر عددهم المتبقي سنة 1952 بستة آلاف مواطن فقط.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش
(1). انظر فريد الفالوجي , من ملفات الجاسوسية . إعدام اليهود العراقيين الستة , الجذور الأولى , مقال منشور على الشبكة العنكبوتية بتاريخ ٢٠ كانون الثاني ٢٠٠٣.
(2). انظر مقال مجاهد منعثر منشد , التجسس والجاسوسية وعلم التخابر من وجهة نظر الاسلام ,ج1 ,منشور على الشبكة العنكبوتية سنة 2010م.
(3). أي ليبعدوا التهمة عن أنفسهم.
(4), تاريخ الاعدام كانون الثاني 1952.
(5). اعترف يهودا تَجّار لاحقاً (عام 1966م) في مقابلة صحفيّة مع جريدة الفهد الأسود الّتي كان يحرّرها ويصدرها اليهود الّذين كانوا من أصول مشرقيّة في إسرائيل، بأنّه فعلاً كان، هو ورفاقه المتّهمين، وراء كلّ هذه العمليّات الإرهابيّة ضد يهود العراق.
(6). شامل عبد القادر ، خفايا نشاطات تنوعة بابل في الحلة ، ص11.
(7). شامل عبد القادر ، المصدر السابق ، ص11.
(8).العدد الصادر في 20كانون الاول لسنة 1951.
اعضاء معجبون بهذا
جاري التحميل
ثقافية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 4 ايام
2024/12/03م
يُعد واحدًا من أروع عجائب الهندسة المعمارية في العالم. ما يُثير الإعجاب حقًا هو أن هذا المعبد لم يُبنَ بالطريقة التقليدية بوضع الحجارة فوق بعضها البعض، بل تم نحته من أعلى إلى أسفل مباشرةً، مما يعني أنه تم تفريغ حوالي 200,000 طن من الصخور باستخدام أدوات بسيطة قبل أكثر من 1200 عام. تصميم المعبد معقد وغني... المزيد
عدد المقالات : 39
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 1 اسبوع
2024/11/30م
في عالم يبدو فيه كل شيء مختلّاً، تتجه إسبانيا نحو اتخاذ خطوة غير مسبوقة، بإقرار مشروع قانون يُعطي القردة حقوقاً قانونية ويحمي كرامتها. يبدو أن الحكومات الأوروبية وجدت في القردة كائنات أكثر جدارة بالحماية من البشر، خاصة أولئك الذين يعانون من ويلات الحروب والقصف اليومي. بينما تُدمّر غزة منذ أكثر من عام... المزيد
عدد المقالات : 18
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 1 اسبوع
2024/11/30م
بقلم : محمد عبد السلام يُعدّ بيان مكتب المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) الصادر في 22 نوفمبر 2024 بشأن الاعتداء الإرهابي على المؤمنين في باراجناربدولة باكستان انموذجاً متكاملاً للخطاب الديني المسؤول , يجمع البيان بين التعزية والوقوف مع المتضررين ، وإدانة الجريمة من ناحية ،... المزيد
عدد المقالات : 7
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 1 اسبوع
2024/11/28م
سياسة الحروب هي افشال اهداف، فكلما أفشلت هدفا للعدو كلما تقدمت خطوة للانتصار.. في حرب الكيان الغاصب مع المقاومة الإسلامية ما حصل؟ - ماذا حقق العدو من عمليته هل أوقف التهديد الجوي لمسيرات حزب الله ؟ الإجابة لا - هل نزع سلاح حزب الله ؟ الإجابة لا - هل دمر المنظومة الصاروخية لحزب الله ؟ الإجابة لا - هل... المزيد
عدد المقالات : 28
أدبية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 1 شهر
2024/11/07م
ولد بدر شاكر السياب عام 1926 في قرية ( جيكور ) في محاقظة البصرة وقضى طفولته المبكرة فيها توفيت والدته وهو في السادسة من عمره فكان لوفاتها عميق الاثر في نفسه التحق بدار المعلمين العالية ( كلية التربية حاليا ) فدرس الادب العربي وتخرج فيها عام 1948 شارك في الحياة السياسية والثقافية مشاركة واسعة اذا كان من... المزيد
عدد المقالات : 111
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 1 شهر
2024/11/07م
أغير لباس المدرسة وأغسله. أشد شعري مرة أخرى، أختار لنفسي قطعة جميلة ألبسها، أحل جميع واجباتي المدرسية ثم أفتح صندوق الفرح ليومي. أتناول الطعام بلذة، أذهب للخارج أتمشى بين الحقول، أخلي سبيل السجن الذي يقيد أفكاري داخل المدرسة وأتأمل على جانبي الطريق. إنني كائن أعشق التأمل وأحب اللون الأخضر، لون... المزيد
عدد المقالات : 19
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ شهرين
2024/10/16م
هو العلم الذي يتخذ من الجملة و الاسلوب اللغوي موضوعاً له وميداناً، فهو متخصص بنظم الكلمات في مجموعات كلامية في لغة معينة - كلغتنا العربية مثلا- كما أن ثمة اختلاف فيما بين اللغات الانسانية من ناحية نحوها وعناصره، فلكل لغة نظامها النحوي الخاص ، كالإعراب مثلا يوجد في اللغة العربية، ولا وجود له في لغات... المزيد
عدد المقالات : 111
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ شهرين
2024/10/02م
عريس الحشد (2) علاقته وصاحب الزمان بقلم // مجاهد منعثر منشد (والذي بعثني بالنبوة إنهم لينتفعون به، ويستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن جللها السحاب)... كيف لطفل بعمر ست سنوات يعشق صلاة المساجد، خدمة المواكب، هل هو فضول الأطفال، أم تربية الأبوين؟ أليس غريب صغير قائم قاعد يحرك... المزيد
عدد المقالات : 377
علمية
تُمثل الموازنة خارطة الدولة المالية لسنة قادمة، من حيث النفقات والايرادات المتوقعة للبلد. وتختلف الموازنة من بلد لآخر، من حيث الحجم والدور والاثر، حسب طبيعة النظام السياسي والاقتصادي المتبع في الدولة، إضافة لمدى قوة أو ضعف المؤسساتية. حيث تصبح... المزيد
حموضة التربة أو الرقم الهيدروجيني للتربة (بالإنجليزية: Soil pH)‏، هو قياس النشاط المُولِي لأيونات الهيدروجين في محلول التربة. عندما تكون قيم الرقم الهيدروجيني أقل من 7 فإن التربة تكون حمضية. بينما في حالة قيم الرقم الهيدروجيني أكبر من 7 فإن التربة... المزيد
تذبذب اسعار الدولار في اي بلد، يجعل بيئة الاعمال بيئة غير نشطة، فتلقي بظلالها على الاداء الاقتصادي بشكل تلقائي. ويختلف تأثير تذبذب الدولار على اداء الاقتصاد من حيث طبيعته إن كان عرضي أم بنيوي، لان الاول هو مؤقت والثاني مستدام. متى يكون عرضي ومتى... المزيد
آخر الأعضاء المسجلين

آخر التعليقات
رَشَـفَـات 【5】[ زيارة الأربعين]
عقيل الحمداني
2024/08/19م     
المنقذ الموعود
الشيخ أحمد الساعدي
2024/11/13م     
النخب والمفاهيم النمطية الموروثة
عبد الخالق الفلاح
2024/11/16م     
اخترنا لكم
د. أمل الأسدي
2024/10/30
يتحدث الشيخ الدكتور أحمد الوائلي(رحمه الله) في إحدی محاضراته عن الرزق وأنواعه، ويقول: إن العلم من الرزق، والعلم رزق رائع!! فأي رزق ينفد،...
المزيد

صورة مختارة
رشفات
الإمام علي بن الحسين السجّاد (عليه السلام)
2024/09/18
( من لم يكن عقله أكمل ما فيه كان هلاكه من أيسر ما فيه )
المزيد

الموسوعة المعرفية الشاملة
القرآن وعلومة الجغرافية العقائد الاسلامية الزراعة الفقه الاسلامي الفيزياء الحديث والرجال الاحياء الاخلاق والادعية الرياضيات سيرة الرسول وآله الكيمياء اللغة العربية وعلومها الاخبار الادب العربي أضاءات التاريخ وثائقيات القانون المكتبة المصورة
www.almerja.com