إن ما يراه الإسلام من بناء التكامل الإنساني والمجتمعي إنما يكمن في بناء الأسرة الصالحة التي تكون ركيزة لبناء المجتمع وقد أكد الدين إن الزواج لهو العنصر الأساسي الذي تتقوم به الأسرة وبالتالي يتقوم به المجتمع لأنّ المجتمعات البشرية في هذه العصور ابتنت على فكرة الاختلاط بين الجنسين ولا يمكن الفصل التام بين الرجل والمرأة في حركة الواقع الاجتماعي اليومي، ولكن لها القدرة على توقي هذا الاختلاط من خلال حياتهم الاجتماعية وتأسيس الأسرة والزواج وسائر النشاطات الاجتماعية وبذلك يتسنّى للمجتمع التوصل إلى حفظ العفة الاجتماعية أكثر، ولذا نرى الإسلام قد جعل للزواج أهمية بالغة واكد عليها أيما تأكيد قد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) حديثاً قال فيه: من تزوج أحرز نصف دينه... فليتَّق الله في النصف الآخر... (1). فانه اعتبر الامتناع عن الزوج عملاً غير مرغوب فيه. ويرى أن العزاب يشكلون خطراً مهماً على سلامة المجتمع، فالرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) يقول: " شرار أمتي عزابها " (2).
وهذا التأكيد على لزوم الاقتران بالمرأة لتكون الأسرة دلالة على إنها هي العنصر الفعال في تقويم المنهجية الأخلاقية للشباب والركيزة الأساسية لبناء شخصيته وإضفاء روح التكامل في الدين والعقيدة لديه وذلك أيضاً يبتي على اختيار الصالحات من النساء التي يمكن ان يكون لهن الأثر البالغ في تحقق مفهوم التكامل لدى الرجل حيث أشار النبي (صلى الله عليه وآله) للزوم اختيار الصالحات من النساء في قوله (صلى الله عليه وآله): إياكم وخضراء الدمن. قيل: يا رسول الله وما خضراء الدمن قال: المرآة الحسناء في منبت سوء (3). ويقول الإمام علي (عليه السلام) حسن الأخلاق برهان كرم الأعراق (4) فيستكشف أن حسن أخلاق الإنسان شرافة طباع عائلته وكرم نفوسهم يؤدي إلى إنشاء مجتمع صالح منطلقاً من بذرة البيت الذي أسس على تلك العلاقة الطيبة التي طرفيها الزوج والزوجة.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الوسائل، 20/17، ح11.
(2) مستدرك الوسائل، ج 2 531.
(3) بحار الأنوار، ج 2354.
(4) غرر الحكم ودرر الكلم ص 167 طبعة النجف الأشراف.







وائل الوائلي
منذ يومين
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN