اعتاد الناس في يوم السابع والعشرين من شهر رجب بزيارة قبور الأهل والأصدقاء باعتقاد ان هذا اليوم هو يوم خصص لزيارة قبور امواتهم واسموه باسمها ( زيارة الموتى) لكن مدى صحة هذا المعتقد الذي توارثه الناس أباً عن جد ومن جيل الى جيل وترسخت مبادئه عندهم حيث ترى المقابر في مثل هذا اليوم تغص بالناس ومن كل اطراف المدن تتجه لزيارة تلك المقابر.
وان كان قد وردة كثير من الروايات التي تحث على استحباب زيارة القبور لما فيه من فائدة على الميت وعلى الحي كما ترويه الروايات منها كونها هدية من الحي للميت وكونها توسعة على الميت في قبره وغيرها من المنافع التي تعود للميت ومنها نافع تعود على الحي حيث انه يتذكر سيرة حياة الاموات ليكون منهج موعظة يتعظ بها الاحياء مما عاشه الاموات وما حملوا في حياتهم من خير ينفعهم أو شر يزيد في عذابهم ليتجنبه من يلتحق بعدهم في حياته وسنورد من تلك الروايات لنبين مشروعية الزيارة منافعها.
روى المجلسيّ، في بحار الأنوار، ج79، ص 64 عن داود الرقّيّ، قال: "قلت لأبي عبد الله: يقوم الرجل على قبر أبيه، وقريبه، وغير قريبه، هل ينفعه ذلك قال: نعم، إنّ ذلك يدخل عليه كما يدخل على أحدكم الهديّة".
و روى الكلينيّ في الكافي، ج3، ص 230 عن أمير المؤمنين عليه السلام: "زوروا موتاكم، فإنّهم يفرحون بزيارتكم".
و روى الكلينيّ في الكافي، ج3، ص 228 عن الإمام الصادق عليه السلام في حديثه عن زيارة القبور: "إنّهم يأنسون بكم، فإذا غبتم عنهم استوحشوا".
روى الحرّ العاملي في وسائل الشيعة، ج7، ص 415 عن عبد الله بن سليمان أنّه سأل الإمام الباقر عليه السلام عن زيارة القبور، فأجابه عليه السلام: "إذا كان يوم الجمعة فزرهم، فإنّه من كان منهم في ضيق وسع عليه ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، يعلمون بمن أتاهم في كلّ يوم".
وفي أخذ العبرة والاتعاظ من زيارة الأموات روى لمجلسيّ، في بحار الأنوار، ج79، ص180 عن أمير المؤمنين عليه السلام وقد رجع من صفّين، فأشرف على القبور بظاهر الكوفة وقال: "يا أهل الديار الموحشة، والمحالّ المقفرة، والقبور المظلمة، يا أهل التربة، يا أهل الغربة، يا أهل الوحدة، يا أهل الوحشة، أنتم لنا فرط سابق، ونحن لكم تبع لاحق، أمّا الدور فقد سُكنت، وأمّا الأزواج فقد نُكحت، وأمّا الأموال فقد قُسمت، هذا خبر ما عندنا، فما خبر ما عندكم ثمّ التفت عليه السلام إلى أصحابه فقال عليه السلام: أما لو أُذِنَ لهم في الكلام لأخبروكم أنّ خير الزاد التقوى".
وأما في ذكر الموت روى المجلسيّ، في بحار الأنوار، ج22، ص530 أنه ورد أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم زار قبر أمّه فبكى وأبكى من حوله... ثمّ قال: "استأذنت ربّي في أن أزور قبرها، فأذن لي فزوروا القبور، فإنّها تذكّركم الموت".
وفي استذكار سير أهل الفضل روى الكلينيّ في الكافي، ج3، ص 228 عن الإمام الصادق عليه السلام: "عاشت فاطمة عليه السلام بعد أبيها خمسة وسبعين يومًا لم تُرَ كاشرة ولا ضاحكة، تأتي قبور الشهداء في كلّ جمعة مرّتين: الاثنين والخميس، فتقول عليه السلام: ههنا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ههنا كان المشركون".
لكن هل لتخصيصها بيوم السابع والعشرين من رجب دليل أم لا
لم اجد في الروايات الشريفة من أهل البيت (عليهم السلام) ما يشير الى خصوصية هذا اليوم الذي يعتقده الناس هو يوم لزيارة مقابر الاموات كما انه لم يرد في كتب الادعية والزيارات التي ألفها كبار علماءنا لم يردوا من ذلك شيء بل لم يتطرق احد منهم الى تلك الممارسات بل يذكرون أعمال خاصة من الزيارة لأمير المؤمنين (عليه السلام) والدعاء عند قبره والصوم والغسل وغيرها من الاعمال.
نعم ان يوم السابع عشر من رجب الاصب هو يوم المبعث النبوي الشريف وليس يوم لزيارة القبور وان كان لالا ضير من يتجه الناس لزيارة قبور أحبتهم واصدقائهم بعد ادائهم لأعمال هذا اليوم وزيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) على ان لا يكون منها ترك الاهم والمخصوص من هذا اليوم وهو أحياء يوم المبعث النبوي الشريف الذي جعله الله يوم عيد للمسلمين ببعثة النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) ليخرج الناس من ظلام الضلالة لنور الهداية.







وائل الوائلي
منذ يومين
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN