بعد حنين من الرسل وبعد ان عم الجهل والخرافة والانحراف بين الناس وتزعم على رقاب الناس اهل الباطل وقد استغلوا هذه الضياع لصالحهم من جميع النواحي حتى وصل بهم الى تجسيد الالهة لينتفعوا بالقرابين من خلال النذور والقرابين التي تقدم لها وهنا قد صدع صوت الحق بان أرسل الله سبحانه وتعالى نبيه الخاتم للعالم ليصحح تلك الافكار وينفي المعتقدات الباطلة بإرساء الدين الاسلامي الحق وبنهج القرآن ليكون للأمم دستور مصحح ومنقذ من الهلاك.
ومع تلك الانطلاقة للدين حيث ابتدأ بإرسال الوحي على الخاتم المصطفى (صلى الله عليه وآله) لكن هذه الحركة الالهية التي تمثلت بإنزال الوحي لم تكن في أول الامر ظاهرة عادية يمكن أن يتقبلها الناس بل كانت مشكلة فكرية وعقائدية يصعب فهمها ولا يمكن ان يستوعبها الناس مع ما كان يطبق عليهم من الجهل.
لكن مع كل هذا قد بعث الله سبحانه وتعالى نبيه في يوم السابع والعشرين من رجب إذ انزل عليه الوحي جبرائيل حامل بشرى الرسالة للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وهو في غار حراء يتعبد لله تعالى حيث انه (صلى الله عليه وآله) لم يؤمن منذ صغره بما كان يعتقده أهل مكة من عبادة الأوثان فألقى عله وحي الله من أولى آيات القرآن الكريم من سورة العلق: ۱ـ۵. وهي: (بِسْمِ اللهِ الْرّحْمَنِ الْرّحِيْمِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الّذِي عَلّمَ بِالْقَلَمِ عَلّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ).
وبعد ان تلقى (صلى الله عليه وآله) البيان الالهي انتقل النبي (صلى الله عليه وآله) من الغار الى أهله مبلغاً أمر ربه فبذلك بدأ مبشراً بدعوته بين أهله وقد التحق به اول المصدق له الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) والزوجة المثالية السيدة خديجة (عليها السلام) وهكذا بدأ يدخل من كان قريبا عليه فدخل الاسلام مملوكة زيد بن حارثة وبذلك كان النبي (صلى الله عليه وآله) يختار أفراداً ممن يرى فيهم القبول ليدعوه الى الاسلام حتى جاءه الامر الالهي بان يبدأ بدعوة عشيرته فنزل قوله تعالى : (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) الشعراء 214. فعمد النبي (صلى الله عليه وآله) الى دعوتهم والامر الذي لم يستسيغه بعض عشيرته بل نكروا عليه الأمر ودعوا عليه بالجنون لكن كل ذلك لم يوقف النبي (صلى الله عليه وآله) من النهوض بمسؤوليته بنشر التعاليم الألهية التي جاء فيها وحي السماء عمل على تصحيح السلوكيات التي عاشت عليها الناس في عصر الجاهلية فغير ها من فساد واحتراب ووحشية وتخلف الى اسلمية التعايش بين الناس والتحضر والبناء القانون الذ سر امر العباد لتصبح الحياة أكثر جدية ولقد عانا النبي الأكرم ما عانا جراء من كان يسود المجتمع أعراف قبلية تحتم عليهم قتل الانا وسبي أقوام لأقوام اخر زرع النبي بنهضته الألهية روح التسامح ونبذ التفرقة وبذلك حقق النبي (صلى الله عليه وآله) انتصاره الأكبر الذي لم تحققه أ حضارة من حضارات العالم ولم نجح اي شخص يريد ان يقود حركة اصلاحية لكون النبي قد انطلق من وسط قوم لم يكن يعرف شيء عن الحضارة والتقدم بل عيش الهمجية والتعصب ولذلك اشار قولته تعالى: (وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها) آل عمران: 103. هذه حقيقة ما كان عيشه اهل الجاهلية التي انطلقت منها رسالة النبي ودعوته لتصبح بعد ذلك دعوة عالمية فكان من عنصر نجاحها وصدق مدعاها انها نشأت (عليها السلام) هكذا اوساط لم تعرف معنى الحضارة.
ان العمل على الاحتفاء بذكر المبعث النبوي لهي فرصة لنا للرجوع للعيش بروح الإسلام الحقيقي لتجديد الشكر لله تعالى على عظم نعمه فلس لأمتنا إلا التمسك بمبادئ هذا الدين القويم لتخرج من الظلم والجهالة الت اعتراها اليوم بسبب الابتعاد عن هذا النهج والتقرب الى ما كان ينتهجه جاهلية العصر الاول للإسلام وان العودة لسلوك الخط القويم لمنهج الاسلام الأصيل لهو السبيل الوحيد لنتجاوز التخلف والانحطاط الذي سري اليوم في جسد الأمة.







وائل الوائلي
منذ يومين
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN