ان القرآن الكريم اتسم ببلاغة بيانه، وعظيم برهان الواضح، ودليله الساطع، والتي تكون بمثابة الشمس التي يستنير بها المؤمنون ليهتدوا الحق في حياتهم، حتى يصبح حجة قوية عليهم أمام الله تعالى، وفي بيان تلك الحقيقة يقول عز وجل: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا [النساء: 174]. وقال عز وجل أيضاً: ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ [البقرة: ٢].
وبما ان هذا الكتاب الذي جُعلَ حجة على الناس، فقد جُعل ذا بلاغة، وبيان، وفصاحة، ليكونَ فعلاً الحجة القادرة على أثبات أعجازه، ودحض ما يعرف فيه اهل الجاهلية من بلاغة في الكلام، والشعر، والأدب، فكان لابد ان يأتي بما يجعله أكثر إعجازاً، وأقوى حجةً.
وقد شغلت بلاغة القرآن الكريم جملة من العلماء حيث أنّ الخطابي قال: "وذهب الأكثرون من علماء النظر إلى أنّ وجه الإعجاز فيه من جهة البلاغة، ولكن صعب عليهم تفصيله".
ومن إعجاز القرآن في صغار سوره سورة الكوثر.
فقد روى المفسرون أنّ العاص بن وائل السهمي رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخرج من المسجد، فالتقيا عند باب بني سهم، وتحدّثا، وأُناس من صناديد قريش جلوس في المسجد، فقالوا: من الّذي كنت تتحدث معه. قال: ذلك الأبتر، وكان قد توفي قبل ذلك عبد الله بن رسول الله وهو من خديجة، وكانوا يسمون من ليس له ابن أبتر، فسمته قريش عند موت ابنه أبتر، ومبتوراً، فأنزل الله سبحانه هذه الآيات: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ [سورة الكوثر].
قال الزمخشري، في رسالته حول إعجاز سورة الكوثر: "أُنظر، كيف نُظمت النظم الأَنيق، ورُتِّبت الترتيب الرشيق، حيث قدّم منها ما يدفع الدعوى ويرفعها، وما يقطع الشبهة ويقلعها إنّا أعطيناك الكوثر)، ثم لِما يَجبُ أَنّ يكون عنه مسبَّباً وعليه مترتباً فصل لربك وانحر)، ثم ما هو تتمة الغرض من وقوع العدو في مُغَوّاتِه الّتي حفر، وصَلْيه بحرف ناره الّتي سَعَر (إنّ شانئك هو الأبتر)".







وائل الوائلي
منذ يومين
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN