شرع الله تعالى احكاما واضحة لالبس فيها ولكن هيمنة الثقافة الغربية على بلاد المسلمين جعلتهم يتشبعون بها ولاينظرون للامور غالبا الا من زاويتها المادية الضيقة ...والقوانين الالهية ربما في بعضها ظاهر يراه الكثير عنيف ومتوحش ولكنها عند التامل بعمق فيها نجدها عين الرحمة بالبشر عكس القوانين الغربية التي هي كالافعى بظاهر براق وباطن فيه السم الزعاف.....ومن امثلة ذلك عقوبة السارق فقد بين الله تعالى في كتابه الكريم عقوبة السرقة بما لامجال للشك فيه في قوله تعالى:{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }فاجمع المسلمون على ذلك-نظريا على الاقل- وان اختلفوا في طريقة التنفيذ ...بينما نجد ان عقوبة السرقة هي السجن في كل دول العالم تقريبا اليوم فما هو الفرق بين العقوبتين وايهما افضل للمجتمع وللسارق نفسه
حين ناخذ عقوبة البشر للسرقة اي السجن لنتاملها نجدها في ظاهرها عقوبة انسانية لانها تضع المجرم في سجن يبعد المجتمع عن اذاه وفي نفس الوقت يحفظ كرامة الجاني فيؤدي عقوبته في مكان يجد فيه الماكل والملبس وغيرها من ضروريات العيش ......ولكن هذا الظاهر فقط اما الحقيقة الواقعية التي تحدث فهي ان انسانا يبدء بالجريمة لاسباب كثيرة ولكنه في بدايته تكون نسبة الشر فيه محدودة -ما من انسان يولد شريرا بل يكتسبه تدريجيا- وفيه ايضا نسبة من الخير فيقبض عليه لجرمه ويلقى في مكان يحيط به ويعاشره محترفو الاجرام مبتعدا عن مصادر الخير والرحمة التي هي عائلته فتكون تلك البيئة اي السجن سببا في تقوية نسبة الشر وتغليبها على الخير الباقي فيه ليخرج -غالبا- وقد اصبح محترفا للاجرام وذو روابط قوية مع المجرمين ليمثل خطرا اكبر على المجتمع مما كان يمثله سابقا-وهو واقع نراه- وهكذا فان عقوبة البشر فيها افساد للانسان وتعريض المجتمع لخطر اكبر.....
بينما لو تاملنا في عقوبة الله عزوجل للسرقة فعلى العكس تماما فهي في ظاهرها يراها الكثير وحشية في قطع اليد لكن في نفس ذلك المنظر الردع
للسارق-ولغيره ممن يفكر في البدء بالسرقة- فيتلقى المعاقب صدمة نفسية قوية يكون تاثيرها عليه اكبر من تاثير اغراء السرقة والمال الحرام لتتغلب نسبة الخير على الشر فيه اضافة الى تعويقه عمليا عن السرقة مجددا وارجاعه الى عائلته التي هي بيئة للرحمة من ام واب وزوجة واطفال -عكس بيئة السجن- فتكون كل الظروف تلك مساعدا له في توبته والانخراط في حياة نظيفة وعمل شريف فتكون تلك العقوبة الالهية رحمة للسارق واهله وللمجتمع وهكذا في باقي حدود الله تعالى فقوانين الله
سبحانه تتعامل مع الانسان بواقعية نافعة لكل البشر كيف لا ومن وضع تلك القوانين هو الخالق الخبير العليم وهو ارحم الراحمين.







وائل الوائلي
منذ 4 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN