تواصل الملاكات الفنية والهندسية في العتبة العباسية المقدسة بما تمتلكه من كفاءات ذاتية في أعمال البُنى التحتية والإشراف الهندسي، وبتنفيذ مدني مباشر من شركة أرض القدس الهندسية – شركة عراقية تتخذ من كربلاء المقدسة مقراً لها- بإنجاز مشروع توسعة العتبة المقدسة قاطعةً مراحل متقدمة في الجزء الشمالي الغربي لها.
هذا ما تحدث به لموقع الكفيل رئيس قسم المشاريع الهندسية في العتبة المقدسة المهندس ضياء مجيد الصايغ وأضاف" بعد أن تمت الموافقات الإدارية والرسمية على التصاميم الهندسية من قبل ديوان الوقف الشيعي، بدأت الكوادر بالأعمال الخاصة بالمشروع، حيث عمدنا إلى تقسيمه إلى (18) جزءً، كل جزءٍ يمثلُ مرحلةً بحد ذاتها, وعند إتمامها ننتقل إلى جزء آخر لضمان استمرار العمل على وتيرة متصلة، وهي - بالوقت عينه- تتيح للزائرين أداء الزيارة من غير أن يعرقل سير العمل بالمشروع على سير الزيارة بيُسر وانسيابية".
وأضاف "فقد بدأ العمل بالأجزاء الشمالية الغربية من العتبة المقدسة، والمتمثلة بالمنطقة الممتدة من بوابة الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) إلى باب العلقمي، وفي هذه المرحلة اعتمدنا البناء الخرساني المسلح، الذي أثبت أنه أطول عمراً، وأقل اندثاراً، وأكثر مقاومة للظروف المناخية - العراقية في مدينة كربلاء - من الأبنية التي تعتمد على الهياكل الحديدية".
مبيناً "مشروع التوسعة حسب التصاميم الهندسية يضيف للعتبة المقدسة مساحة من الأرض هي أكثر من ( 5800 )م2، حيث تُستغل عمودياُ من خلال بناء ثلاث طوابق، مجهزة بكل وسائل الخدمة وبطريقة عصرية، يمثل السرداب أولها والأرضي ثانيها والأول ثالثها".
مضيفاً " قبل البدء بالمباشرة بالعمل في أي جزء، نُعد التصاميم الإنشائية لخاصة به بعد أن انجازنا كامل التصميم المعماري للمشروع، وما سيلحق به من خدمات، ويتم عرضها على إدارة العتبة المقدسة للمصادقة عليه، وبعد المصادقة يتم البدء بالعمل، ففي الجزء العاشر بالتحديد، أتممنا الصب الخرساني للطوابق الثلاثة، وبدء الشروع بالأعمال التكميلية، كالكهرباء، والمياه، والمجاري، والاتصالات، والتدفئة والتبريد, والتغليف بالمرمر، وأن الأنتقال من جزء لأخر في المشروع، يتيح لنا التواصل على وتيرة واحدة من اجل إتمام العمل في المشروع، ونحن الآن في المراحل النهائية الخاصة بالجزء رقم (14)".
وقد بين المهندس ضياء " بد العمل في المشروع من الجزء 10 من تسلسل الأجزاء وصولاً إلى الجزء 14 بسبب الحاجة الملحة له حالياً, وسهولة العمل فيه حتى في أيام الزحام ليالي الجمع حيث الزيارة المخصوصة لللإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس عليهما السلام ".
مبيناً "العمل بمشروع التوسعة قدم فائدة أخرى في معالجته لمشكلة المياه الجوفية التي تعاني منها العتبة العباسية المقدسة، فقد عملنا - بعد أن حفرنا طابق السرداب- على مد شبكة تصريف للمياه الموجودة تحت الأرض، تعمل على سحب المياه المتجمعة بصورة آلية من خلال غطاسات وضعت لتعمل على التحكم بارتفاع أو انخفاض المياه الجوفية، وإرسالها الى آبار مخصصة لهذا الغرض، حيث سيساهم المشروع بشكل كبير في المحافظة على مستوى واحد من المياه الجوفية داخل العتبة المقدسة وحسب المواصفات التي وضعتها وزارة الموارد المائية العراقية ولجنة الخبراء المتخصصين في هذا المجال والتي شكلتها العتبة المقدسة لوضع الأرقام العلمية التي تحقق مناسيباً آمنة لمنشآت العتبة المقدسة في مواجهة المياه الجوفية".
موضحاً "ومن مميزات المشروع فتح أربع قنوات خدمية تحت الأرض، تعمل مستقبلاً على تلافي الحفر داخل العتبة لمد القابلوات الخاصة بالكهرباء أو الاتصالات، واحتواء أي توسع خدمي في المستقبل".
وحول جهة تمويل المشروع بين الصائغ " بأن تمويل كامل المشروع يتم عن طريق ديوان الوقف الشيعي ".
ومن الجدير بالذكر أن العديد من أقسام العتبة العباسية المقدسة قد نفذت العشرات من المشاريع الكبيرة والمئات من المشاريع المتوسطة والصغيرة، في شتى المجالات منذ تأسيس جميع أقسام العتبة المقدسة بعد سقوط اللانظام البائد في 9/4/2003م، ومنها قسم الشؤون الخدمية فيها فقد نفذ العديد من المشاريع الخدمية طوال السنوات السبع الماضية، وقسم الشؤون الفكرية والثقافية الذي نفذ العشرات من المشاريع في المجالات العلمية والثقافية والإعلامية والتبليغية، وقسم المشاريع الهندسية وقسم الصيانة الهندسية والفنية (الشؤون الهندسية والفنية سابقاً)، وشعبة الصياغة في قسم الهدايا والنذور والموقوفات في العتبة المقدسة، اللذين نفذوا العشرات من المشاريع الكبيرة، وغير ذلك من الأقسام، وقد تم تنفيذ معظم مشاريع تلك الأقسام بكوادرها (وهي عراقية فقط) وأشرف كلاً منها حسب اختصاصه على ما تبقى منها والمنفذ معظمه بكوادر عراقية أيضاً تابعة لشركات من خارج العتبة، أو النادر مما نفذته عمالة أجنبية(ومنها هذا المشروع).
وكانت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة على لسان الأمين العام العلامة السيد أحمد الصافي قد أدلى بتصريح رسمي لموقع الكفيل في وقت سابق مفاده إن "الأعمال المختلفة من المشاريع وشراء العديد من المعدات الهندسية والتصنيعية والعلمية والخدمية والسيارات المتنوعة، وذلك لرفد أقسام العتبة بما تحتاجه، لخدمتها ولتطويرها، ولراحة زائريها، يتم بتمويل من ديوان الوقف الشيعي التابع لمجلس الوزراء العراقي، وبنسبة 80% ، بينما يتم تمويل النسبة الباقية - أي 20% - من الأموال الواردة إلى شبابيك الأضرحة المقدسة من الزائرين، وقسم الهدايا والنذور في العتبة المقدسة، والتي ترد فيهما أموال من العراقيين في الداخل والخارج، ومن العرب والأجانب".