المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

بمختلف الألوان
بسم الله الرحمن الرحيم استقبل سماحة السيد السيستاني (دام ظله) قبل ظهر اليوم سعادة الدكتور محمد الحسان ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثتها في العراق (يونامي) والوفد المرافق معه. وقد قدّم لسماحته شرحاً موجزاً حول مهام البعثة الدولية والدور الذي تروم القيام به في الفترة القادمة. وفي المقابل... المزيد
أخر المواضيع
الرئيسة / مقالات اسلامية
الآثار الوضعية للذنوب... تداعيات الإنفاق بأموال الحرام (25)
عدد المقالات : 303
الآثار الوضعية للذنوب... تداعيات الإنفاق بأموال الحرام (25)

حسن الهاشمي
هل ينفع ان تصرف بعض أموال الحرام في سبل الخير والبر والاحسان؛ ليحل له المتبقي من المال الحرام؟! هذه الحيلة الشرعية يلجأ اليها بعض ضعّاف النفوس من التجار والسياسيين والموظفين ظنا منهم ان الصرف في مجالات الخير يضفي على أموال السحت والحرام مسحة الحلية والبركة والاستغفار! وكذلك يحاول بهذه الحيلة الشرعية ان يرضي ضميره ويظهر أمام الناس بمظهر حسن ويغطّي على ما ارتكبه من تطاول على المال العام أو الخاص بغير وجه حق، ليعلم ان الذي يلتجأ الى هكذا خدع وتصرفات مشينة ـ ان الله تعالى لا يخدع في جنته، فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره.
في هذا المضمار أن بعض الناس يرى مغفّلاً، فيبيعه بأكثر، أو يشتري منه بأقل، أو يتطاول على بيت المال، أو يأكل أموال اليتامى بالباطل، معتبراً أن ذلك من الذكاء، لأنه خدع المغفّل أو خدع القانون أو خدع العرف، ثم يدفع بعض المال لبناء مساجد أو حسينيات أو مبرات للأيتام وهكذا، ظناً منه أن ذلك يعود عليه بالخير، غير أنه واهم، لأن الله تعالى سيمحقه ويمحق ما تبقّى عنده من أموال السحت والحرام، قال النبي صلى الله عليه وآله: (لا يكتسب العبد مالاً حراماً ويتصدق به فيؤجر عليه، ولا ينفق منه فيبارك له فيه، ولا يتركه خلف ظهره إلاّ كان زاده إلى النار) بحار الأنوار للمجلسي ج100 ص14. قوله (ص): لا يكتسب العبد مالاً حراماً، أي يأخذ المال بالحرام لينفقه في الخير ـ يتصدق به ـ فيؤجر عليه، بل أن الأجر يذهب إلى صاحب المال، والعذاب ينصب عليه خاصة.
الله تعالى عدل مطلق، وما يصيب الانسان من ظلم فمن نفسه وما اقترف من ذنوب ومعاص وموبقات، واكتساب المال الحرام هو تلويث الانسان نفسه بالمعاصي وعليه تقبل تداعيات ذلك؛ لأنه قد ظلم نفسه بهذا العمل المشين وعرّضها للهتك والفضيحة والعذاب، قال تعالى: (إِنَّ الله لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) يونس: 44. أما قوله صلى الله عليه وآله: ولا ينفق منه فيبارك له فيه، تبيان أن الإنفاق له أثر وضعي فمن أنفق نمى ماله، غير أن الله لا يبارك لمن أخذ المال بالحرام، واعلم ان الخير والبركة والأجر والنماء والزيادة انما تنصب على الصالحين، أما الطالحين فما لهم سوى الخيبة والخسران المبين، بعض الصالحين الأفذاذ بإمكانه أن يلج الحرام بكلمة أو فعل أو تقرير، غير أنه لا يفعل ذلك حفاظاً على دينه وشخصيته وسمعته، تبعا لذلك فان الله تعالى يسهل له الأمور ويجعل له مخرجا، قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ الله يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ∗ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى الله فَهُوَ حَسْبُهُ) الطلاق:2-3.
عادة الذي يتطاول على أموال الغير، ولا يتحرى الحلال في كسبه، فان المادة قد استولت على كيانه وردمت في نفسه مقومات الفضيلة والعفة والشرف، قال تعالى بشأن الذين ينظرون الى الأمور بالمنظار المادي البحت وينظرون الى الدنيا بانها الهدف والمآل والمصير: (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) الروم: 7.
كيف يمكن أن يساوى بين من يعتبر هذه الدنيا مرحلة نهائية وهدفاً أصليّاً، ومن يعدّها مزرعة وميداناً للامتحان للحياة الخالدة التي تعقب هذه الحياة الدنيا، فالأوّل لا يرى أكثر من ظاهر هذه الحياة، والآخر يفكر في أعماقها؟!.
وهذا الاختلاف في النظر يؤثر في حياتهم بأجمعها، فالذي يعيش حياة سطحية وظاهرية يعتبر "الإنفاق" سبباً للخسران والضرر، في حين أن هذا الموحد يعدّها تجارة رابحة لن تبور.
وذلك المادي يعتبر "أكل الربا" سبباً للزيادة ووفرة المال، وأمّا الموحد فيعده وبالا وشقاءً وضرراً.
وذلك المادي يعتبر "الجهاد" ضنىً وشقاءً ويعتبر الشهادة فناءً وانعداماً، وأمّا الموحد فيعد الجهاد رمزاً للرفعة، والشهادة حياة خالدة!
أجل، إن غير المؤمنين لا يعرفون إلاّ الظواهر من الدنيا، وهم في غفلة عن الحياة الأُخرى، أما المؤمنون يتخذون من الدنيا جسرا وممرا لحياة أبقى وأهنى من الأولى.
إن البركة أثر وضعي للإنفاق في سبيل الله، وإن الهلكة أثر وضعي للإنفاق في سبيل الرياء والتغطية على المحرمات، فالفقير قد يتحول إلى غني بالإنفاق في سبيل الله، وذلك من أسرار الله تعالى، فمن يمتلك أموالاً قليلة ثم ينفق جزءً منها في سبيل الله، فإن الله تعالى يبارك سعيه ويحوّله إلى ثري ببركة الإنفاق في سبيله تعالى، أما أخذ الأموال بطرق غير مشروعة ثم إنفاقها ظاهرا في سبيل الله فلن يؤدي إلى بركة في المال، بل الى المحق والزوال والهلكة.
وقوله صلى الله عليه وآله: ولا يتركه خلف ظهره إلاّ كان زاده إلى النار، إن الأموال إذا أخذت اختلاساً بالدهاء وحلاوة اللسان ومهارة التعامل، فإن العاقبة عدم الاستفادة منها للورثة، بل يدخلون نزاعاً يؤدي بهم إلى متاهات لا حدود لها، وقد بيّن الله سبحانه وتعالى في كتابه أن من أكل مالاً حراماً فإنه سوف يعذب بطنه يوم القيامة، فقال: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا) النساء: 10.
يقول الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير الأمثل: يستفاد من هذه الآية أن لأعمالنا مضافا إلى وجهها الظاهري وجها واقعيا أيضا، وجها مستورا عنا في هذه الدنيا، لا نراه بعيوننا هنا، ولكنه يظهر في العالم الآخر، وهذا الأمر هو ما يشكل مسألة تجسم الأعمال المطروحة في المعتقدات الإسلامية.
إن القرآن يصرح في هذه الآية بأن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما وجورا، وإن كان الوجه الظاهري لفعلهم هذا هو الأكل من الأطعمة اللذيذة الملونة، ولكن الوجه الواقعي لهذه الأغذية هو النار المحرقة الملتهبة، وهذا الوجه هو الذي يظهر ويتجلى على حقيقته في عالم الآخرة.
إن بين الوجه الواقعي للعمل والكيفية الظاهرية للعمل تناسبا وتشابها دائما، فكما أن أكل مال اليتيم وغصب حقوقه يحرق فؤاد اليتيم، ويؤذي روحه، فكذا يكون الوجه الواقعي للعمل نارا محرقة.
إن الانتباه إلى هذا الأمر (أي الوجه الحقيقي الواقعي لكل عمل) خير رادع للذين يؤمنون بهذه الحقائق، كيما لا يرتكبوا المعاصي ولا يقترفوا الذنوب، فهل يوجد ثمة من يحب أن يأخذ بيديه قبسات من النار، ويضعها في فمه ويبتلعها؟
إنه من غير الممكن - والحال هذه - أن يقدم المؤمنون على أكل مال اليتيم ظلما، ولو أننا وجدنا ثمة من لا يقدم على هذا الفعل، بل ولا يفكر في المعصية أبدا (كالأولياء)، فلأنهم يرون - بفضل ما لديهم من الإيمان والعلم، وما حصلوا عليه من تربية خلقية - حقائق الأفعال البشرية ووجوهها الواقعية، فلا يفكرون في اقتراف هذه الأعمال السيئة، فضلا عن الهم باقترافها. الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ٣ - ص ١٢٤.
بشرى لمن حفظ فمه عن أكل الحرام فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد ضمن له الجنة، فقال: (من ضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه ضمنت له الجنة) معاني الأخبار للصدوق: ٤١١ / ٩٩. أي: فلا يأكل إلا حلالاً، ولا يشرب إلا حلالاً، ولا ينكح الا حلالا، وكلما تورع المرء عن الحرام فهذا دليل على صدق اللجوء إلى الله، وصحة الاستقامة، وعنوان الإيمان والتقوى.
اعضاء معجبون بهذا
جاري التحميل
ثقافية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 1 اسبوع
2024/11/11م
السيد محمد حسين الطباطبائي توفي 1402 في قم بعد أن بلغ سنا عالية. قال في ترجمة نفسه: ولدت في أسرة علمية بمدينة تبريز وقد حازت شهرة علمية منذ زمن بعيد في ذلك البلد وفقدت أمي في الخامسة من عمري وأبي في التاسعة منه، فذقت بذلك ألم اليتم وأحسست به منذ صباي، ولكن الله قد من علينا بيسر في المعيشة والمال ويراقبني... المزيد
عدد المقالات : 111
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ 1 اسبوع
2024/11/11م
حسن الهاشمي الدولة الديمقراطية التي تلبي طموح الشعب في الاستقلال والحرية والرفاه والتقدم في إطار حفظ القيم والمقدسات التي تحافظ على كرامة المواطن ووحدة البلد، هذه الدولة لا يمكن ان تستقر وتزدهر الا بالتداول السلمي للسلطة، وشفافية عمل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية بما يخدم تطلعات الشعب... المزيد
عدد المقالات : 303
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 3 اسابيع
2024/10/29م
1 - عصر ما قبل الاسلام : وهو العصر الذي يمتد قبل بعثة النبي (ص) بمئة وخمسين او مئتين سنة تقريبا . 2 - عصر صدر الاسلام : يبدأ هذا العصر بظهور الاسلام وينتهي يقيام الدولة الاموية سنة 14 هـ . 3 - العصر الاموي : ويبدأ بظهور الدولة الاموية سنى 14 هـ وينتهي بسقوطها سنة 123 هـ . 4 - العصر العباسي : ويبدأ يقيام الدولة... المزيد
عدد المقالات : 111
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 3 اسابيع
2024/10/29م
من وجوه النجف واعلام الإماميّة آية الله الفقيه المرحوم الشيخ راضي أبو عبد الحسن ابن الشيخ محمّد ابن الشيخ محسن ابن الشيخ خضر النجفي (قدّس سرّه). والده الشيخ محمّد، فاضل، من طلبة البحث الخارج في حوزة النجف، ومن أساتذتها، صهر الشيخ كاشف الغطاء وتلميذه. الشيخ راضي: هو جدّ الأُسرة المعروفة في... المزيد
عدد المقالات : 74
أدبية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2024/11/07م
ولد بدر شاكر السياب عام 1926 في قرية ( جيكور ) في محاقظة البصرة وقضى طفولته المبكرة فيها توفيت والدته وهو في السادسة من عمره فكان لوفاتها عميق الاثر في نفسه التحق بدار المعلمين العالية ( كلية التربية حاليا ) فدرس الادب العربي وتخرج فيها عام 1948 شارك في الحياة السياسية والثقافية مشاركة واسعة اذا كان من... المزيد
عدد المقالات : 111
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2024/11/07م
أغير لباس المدرسة وأغسله. أشد شعري مرة أخرى، أختار لنفسي قطعة جميلة ألبسها، أحل جميع واجباتي المدرسية ثم أفتح صندوق الفرح ليومي. أتناول الطعام بلذة، أذهب للخارج أتمشى بين الحقول، أخلي سبيل السجن الذي يقيد أفكاري داخل المدرسة وأتأمل على جانبي الطريق. إنني كائن أعشق التأمل وأحب اللون الأخضر، لون... المزيد
عدد المقالات : 19
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 1 شهر
2024/10/16م
هو العلم الذي يتخذ من الجملة و الاسلوب اللغوي موضوعاً له وميداناً، فهو متخصص بنظم الكلمات في مجموعات كلامية في لغة معينة - كلغتنا العربية مثلا- كما أن ثمة اختلاف فيما بين اللغات الانسانية من ناحية نحوها وعناصره، فلكل لغة نظامها النحوي الخاص ، كالإعراب مثلا يوجد في اللغة العربية، ولا وجود له في لغات... المزيد
عدد المقالات : 111
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ شهرين
2024/10/02م
عريس الحشد (2) علاقته وصاحب الزمان بقلم // مجاهد منعثر منشد (والذي بعثني بالنبوة إنهم لينتفعون به، ويستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن جللها السحاب)... كيف لطفل بعمر ست سنوات يعشق صلاة المساجد، خدمة المواكب، هل هو فضول الأطفال، أم تربية الأبوين؟ أليس غريب صغير قائم قاعد يحرك... المزيد
عدد المقالات : 377
علمية
تذبذب اسعار الدولار في اي بلد، يجعل بيئة الاعمال بيئة غير نشطة، فتلقي بظلالها على الاداء الاقتصادي بشكل تلقائي. ويختلف تأثير تذبذب الدولار على اداء الاقتصاد من حيث طبيعته إن كان عرضي أم بنيوي، لان الاول هو مؤقت والثاني مستدام. متى يكون عرضي ومتى... المزيد
هو منتج طبيعي مستخرج من الألياف الموجودة في قشور جوز الهند. يعتبر وسيلة زراعية ممتازة للزراعة بدون تربة، ويستخدم عادة كبديل للتربة في الزراعة العضوية وزراعة النباتات في الأواني. فيما يلي تفاصيل حول الكوكوبيت: خصائص الكوكوبيت: 1. احتباس الماء... المزيد
تعد المياه الجوفية التي تحتوي على حامض الكاربونيك المذيب الرئيس للصخور الجيرية التي تحتوي على معدن الكالسايت الذي يتكون كيميائياً من كاربونات الكالسيوم التي يسهل اذابتها بالأحماض ، كما تكثر في الصخور الجيرية الشقوق والمفاصل ، مما يجعل عملية... المزيد
آخر الأعضاء المسجلين

آخر التعليقات
المنقذ الموعود
الشيخ أحمد الساعدي
2024/11/13م     
النخب والمفاهيم النمطية الموروثة
عبد الخالق الفلاح
2024/11/16م     
القوى السياسية والمجتمعية وغياب التسامح
عبد الخالق الفلاح
2018/01/12م     
اخترنا لكم
د. أمل الأسدي
2024/10/30
يتحدث الشيخ الدكتور أحمد الوائلي(رحمه الله) في إحدی محاضراته عن الرزق وأنواعه، ويقول: إن العلم من الرزق، والعلم رزق رائع!! فأي رزق ينفد،...
المزيد

صورة مختارة
رشفات
الإمام علي بن الحسين السجّاد (عليه السلام)
2024/09/18
( من لم يكن عقله أكمل ما فيه كان هلاكه من أيسر ما فيه )
المزيد

الموسوعة المعرفية الشاملة
القرآن وعلومة الجغرافية العقائد الاسلامية الزراعة الفقه الاسلامي الفيزياء الحديث والرجال الاحياء الاخلاق والادعية الرياضيات سيرة الرسول وآله الكيمياء اللغة العربية وعلومها الاخبار الادب العربي أضاءات التاريخ وثائقيات القانون المكتبة المصورة
www.almerja.com