Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
التمييز الطائفي.. دراسة انطباعية في طريقة مواجهة المرجعية من خلال فتوى الدفاع الكفائي لتمدد الفكر المتطرف

منذ 6 سنوات
في 2019/06/17م
عدد المشاهدات :2018
كلما تطور العالم ازدادت عقده الاجتماعية والسياسية وكذلك الثقافية، وبفضل ماتوصل له العلم صار من السهل التواصل والتداخل الاجتماعي بشكل اسرع ، الاكثر سرعة عن ذي قبل قدرة نشر الاشاعة والفتنة بتعريض العقل الاجتماعي الى جملة من الافكار السلبية المنطقية التي يصدقها الفرد سيما اذا كان هذا الفرد قد شحن بطاقة سلبية لا بأس فيها كي تتحقق الدافعية الكافية لكراهية فرد اخر داخل دائرة نفس هذا المجتمع الذي يعيش فيه الطرفان، وليس هناك اي عذر سوى ان هذا ذو بشرة سوداء او بيضاء، وعلى الصعيد الديني هناك موجات اخرى تصيغ رسمها بطريقة لابأس فيها لتذويب سبل المحبة ودفع ابناء الديانات المختلفة او الدين الواحد الى الاحتقان الطائفي وقد يحدث بسبب ذلك الاقتتال الذي رغبة له هذه الجهة او تلك.
الفكر المتطرف فكر بني على الحسد والتباغض مهما كانت عباءته التي كان يرتديها الداعي له فمهما كان - الفكر المتطرف هو ليس اكثر من مجموعة افعال ووسائل وغايات شاذة جاءت نتيجة طفرة عقلية شيطانية احدثت نوع من انواع الفوضة التي بداياتها بذور سامة ومستقبلها اللانهائي شجرة يدفن عند طرفها نبي او يحبس في داخلها فكر معتدل وسطي ..
جماعة الافكار القاتلة اعتمدت على سلسلة من المخططات كان ابرزها اشاعة الفوضى داخل المذهب الواحد وبداياته كانت دائماً خدومة ووديعة تلبس جلد الافعى الناعم فغاياته في بدايته الخدمة ومن ثم تبدأ مرحلة التثقيف والتدريس لطموحات رجال الظل الاسود حتى تُستثمر طاقات الشباب بشكل غير مباشر وبعد اتمام عملية غسل الادمغة تبدأ المرحلة الاولى من عملية تذويب اخر الافكار الانسانية داخل العينة المأخوذة من المجتمع، وماهي الا ايام داخل رحلة الرعب المخفي يتحول الشاب شيئا فشيء الى آفة قتل على الهوية ومن غير ان يعلم يبدأ بالدعوة لهذا الفكر الشائك.
هذه المراحل هي البدايات لهذا الفكر الذي اعتمد على النرجسية والمزاجية والعاطفية لوضع خططه المحكومة بجملة قوانين ومبادئ خارجة عن المنطوق البشري والمفهوم الانساني لتبدأ بعد ذلك اخطر المراحل وهي شحذ همم الشباب ودفع طاقاتهم في محور الموت والتهديم ومنع هذه الطاقات من التفكير بغير الموت والقتل، بل جعل القتل والموت عقيدة يعتقد بها شباب هذا المجتمع او ذاك من خلال عمليات غسل الدماغ المدروسة والمعد لها مسبقاً.
كان للعراق تجربة عظيمة كما انها باهضة الثمن فالتممييز الطائفي والبناء العنصري عملت عليه قوى عدوانية شيطانية من داخله وخارجه كانت افكارها بالنسبة لذوي العقيدة الوسطية مفهومة ومدروسة كما انها مكشوفة، فالبلد الذي يملك اكبر مخزون من النفط كثروة اساسية اضافة لمخازين الثروات الاخرى التي يتمتع بها الوطن تحولت الى نقمة بسبب هؤلاء ذو الفكر التمييزي الطائفي، لذلك كانت الانقسامات الداخلية مفروضة على الجميع، احدهم زُرعت في داخله موجات سلبية عدوانية حملت في طيات مخه الكثير من الموت، وبالطرف الاخر مجتمع يحمل ثقافة وتربية امة تريد ان تعيش لتثمر وداً ومحبة يحمل فردها ثقافة ((أنفسنا)) ليكون الفكر الوسطي انسانياً بشكل حرفي.
حاول هذا الجزء من المجتمع ان يمنع حدوث ذلك الاقتتال الطائفي ومنع حدوثه باي شكل من الاشكال فالتمييز المتطرف بدأ يخرج الى الساحة دون حياء، وبات الحديث فيه علنياً غير مخجل ولا مخل حتى وصل الامر الى المواجهة المسلحة بسبب القوى الدافعة من خلف الحدود، والتي كان الهدف من تصرفاتها الاقتتال الطائفي والقضاء على اخر اشكال التنوع المجتمعي داخل العراق بلد الاعراق المختلفة .
لم تقف امة العراق مكتوفة الايدي كما ان الماضي المحفوف بالكثير من المواجهات كانت فيه الكثير من الانتصارات التي جاءت بثمار البناء والعطاء حتى كانت لنا حضارة الرافدين الممتدة من الجنوب الى الشمال.
كان قائد هذه الامة الصوت الاقوى بالاسلوب الذي جاء فيه حيث تمييز بالكثير من الحكمة التي كان في كل مرة يثبت انسانيته وحبه لأرض الوطن فكانت فتواه - فتوى الدفاع الكفائي- الدواء لداءٍ يصعب علاجه بسهولة، لكنها كانت سلسلة من التصرفات التي تحلى بها ظهير الوطن المرجع الاعلى الامام السيستاني (دام ظله)، والتي خلقت نوع من التماسك والبناء طول فترة البناء مع ابناءه في الجنوب والوسط.
كان يتصور رجال الظل والظلام ان هذا المرجع الديني لديه صوت مسموع وقاعدة واسعة في منطقة محدودة داخل المستطيل الشيعي، لكنها المفاجئة ما جعلت عدو الانسان صاحب الفكر المتطرف ينازع نفسه بالادعاءات التي ادعاها هذه المرة حتى صار مذهولا لايعرف كيف يرد هذه القوة المشعة.
كانت دعوى فتوى المرجعية دعوى لانقاذ ابناء المناطق التي اعتدى عليها برابرة الفكر المتطرف داعش واعوانه منطقة المثلث السني كما يدعون، واقع المفاجئة ان فتوى المرجعية لم تكن محاكاة مع الشيعة في العراق فقط بل جاءت لكل العراقيين فالعراق للجميع من كل الاطياف والالوان فكان الحشد من ابناء كل الطوائف أَلهمْ الوحيد والغاية الوحيدة هو تخليص البلد من خطر هؤلاء المجرمين .
التوحد خلف راية واحد.. يقود الواقعة قائد واحد قيادة دينية وقيادة لوجستية عسكرية ومعنوية ففي الوقت الذي كانت ساحات المعارك مليئة بالابطال عملت الوفود التابعة للمرجعية من طلبة الحوزة العلمية على اذابة الفوارق والنعرات الطائفية من خلال الدعم الذي قدموه لابناء المناطق المنكوبة والتي جاءت فيما بعد بالنجاح الاهم وهو ازالة الغشاء عن اعين المكففوفين بسبب مافعلته جماعات الفكر المتطرف وما زرعوه في نفس ابناء تلك المناطق حتى جاء النصر بسبب هذه التحركات الجبارة .
ان الذي لايجب ان يغفل عنه ان هذه الجماعة العاصية لن تترك البلد الذي انتصر عليها بفترة وجيزة ابداً لذلك لابد من احداث مناهج تعليمية واقعية تدعوا لنبذ العنصرية والطائفيية وتذويب الطبقية من خلال زرع مفاهيم الانسانية التي جاء بها القران {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107] وهذه الرحمة تتجسد في هيئة الدعوة البالغة {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125] ونوعية الموعظة والحكمة لابد ان تتخذ من مبدئ المساواة والتعاطي مع الطرف الاخر بالنوعية التي دع من خلالها نبي الرحمة (صلى الله عليه واله) {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13] .
نتيجة تصرفات المرجعية الدينية العليا جاءت حميدة ومعطاءة بناءة ورصينة عاملة على تخطي موضوع التمييز العنصري وتوحيد الاطراف في خانة البلد الاب من خلال توضيح وجهات النظر وكشف الخبايا امام اعين جهات اتخذت موقف الضد بسبب القوى المغرضة مما دفع هذه الجهات الى الرجوع عن امرٍ دبر بليل وكانت هذه ضربة اخرى سجلت ضمن نجاحات المرجعية في لملمة الوضع والحيلولة دون وقوع خسائر بشعة .
وهذا النجاح بهذا النصر العسكري والمعنوي يعد ضربة قاصمة قصمت ظهر اعداء الوطن وبحد ذاته هو نجاح لامة كاملة ودرس يجب ان يعلم ويفهم باسلوب منطقي محكم حتى يستمر بالحياة وينقذ مستقبل جيل كامل زرعة في قلبه وعقله الكثير من الافكار المتعصبة ذات الشكل الطائفي العنصري المتحجر.

اعضاء معجبون بهذا

الانقسام الاجتماعي في العراق من التناحر إلى الوحدة الإيمانية رؤية قرآنية
بقلم الكاتب : وائل الوائلي
إن العراق، ذلك البلد المبارك الذي ازدان بضياء النهرين وتراث الأنبياء، ظلّ عبر تاريخه الحديث يعاني من آفة التناحر والانقسام، حتى كادت نيران الفرقة أن تلتهم أخضرَه ويابسَه. ولئن تعددت مظاهر هذا الانقسام بين حزبيةٍ طاغية، وعشائريةٍ متجذرة، وطائفيةٍ مميتة، فإن المنهج القرآني يظلّ المنار الوضاء الذي... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى.... المزيد
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه، لكنه كان...
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد آلام أمةٍ...
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...


منذ اسبوعين
2025/11/03
عندما نقرا تاريخ الكرة الاسيوية ونحدد فترة معينة يمكن من خلالها معرفة من هم كبار...
منذ اسبوعين
2025/11/02
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء الثالث والسبعون: عودة الميكانيكا البوهمية: لماذا...
منذ اسبوعين
2025/10/31
عندما نفكّر اليوم في القنبلة النووية تنبثق أمامنا صورة طاقة هائلة تُطلق في لحظات...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )