ظهيرة يوم كان الجميع في حالة من القلق والاحباط، الأغلب كان يفكر بين النزوح إلى مدن الجنوب وبين الهجرة خارج البلاد.
كان الكل يفكر بما سيحدث خلال الأيام القادمة
هل ستسقط بغداد بيد التنظيم ال . ا . ر . ه . ـا .ب . ي؟
هل سيكون مصيرنا الموت؟
هل سيحل الخراب في مناطق الوسط والجنوب؟
هل سيكون الحكم لهم والسيطرة على العراق؟
لم يكن هذا التفكير هو تفكير العراقيين فقط، بل حتى دول الجوار كانوا يفكرون بمصيرهم، وهل سيحدث لهم كما حدث في العراق، حتى بلغت القلوب الحناجر واصبحت بغداد شبه خالية من سكانها فبقيت المنازل مهجورة خاوية واصبحت الشوارع فارغة يملؤها الخوف والارتباك. من هنا التنظيم الارهـابي وصل إلى حزام بغداد ومن هنا الانكسار الذي أصبح في القوات الأمنية بسبب أصحاب السياسة والقيادات الذين قرروا ان العراق لن ينجو من شر هذا التنظيم الارهابي إلا بعد ثلاثة عقود من الحرب.
فما هي إلا ساعة حتى صدح صوت سيد النجف بنداء الدفاع الكفائي (إنّ من يضحّي بنفسه منكم في سبيل الدفاع عن بلده وأهله وأعراضهم فإنّه يكون شهيداً إن شاء الله). فكانت الاستجابة لا مثيل لها استجابة حسينية فيها ما فيها من عشق كربلاء، أي عظيم هذا الذي يطلب الموت سوى انه كربلائي الهوى وحسيني العشق.
لقد اتقنوا فن التحرير وانقاذ الارض وساروا تحت جنح الليل وعبروا الهضاب والاودية والجبال وتحقق الصعب الذي راهنت عليه كبرى الدول بمدة زمنية اشبه بالمعجزة، حتى أثبتوا صدق نيتهم، وتغيرت المعادلة وأصبح الانكسار انتصارا والهزيمة عزيمة والخوف قوة وشجاعة، حيث دب الرعب في قلوب الأعداء وتشتت جمعهم، وبدأت الانتصارات تتسطّر الواحدة تلو الأخرى بنداء يا فاطمة الزهراء.
وما هي إلا أيام حتى كانت راية النصر ترفرف في ربوع الموصل ناسفة بذلك كل الأحلام التي بناها د١عش.
شكراً لقائد النصر العظيم السيد المعظّم علي السيستاني شكراً لأبطال معارك الانتصار ولجميع شهداء الحــ. ش . د . ا . ل . ش . ع . ب . ي والقوات الأمنية
ما ورد في خطبة الجمعة لممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في (14/ شعبان /1435هـ) الموافق ( 13/6/2014م )
قال الشيخ الكربلائي في خطبة صلاة الجمعة الثانية من الصحن الحسيني الشريف ما يأتي :
إن العراق وشعبه يواجه تحدياً كبيراً وخطراً عظيماً وإن الارهابيين لا يهدفون إلى السيطرة على بعض المحافظات كنينوى وصلاح الدين فقط بل صرحوا بأنهم يستهدفون جميع المحافظات ولا سيما بغداد وكربلاء المقدسة والنجف الأشرف ، فهم يستهدفون كل العراقيين وفي جميع مناطقهم ، ومن هنا فإن مسؤولية التصدي لهم ومقاتلتهم هي مسؤولية الجميع ولا يختص بطائفةٍ دون أخرى أو بطرفٍ دون آخر.
وأكد الكربلائي : إن التحدي وإن كان كبيراً إلاّ أن الشعب العراقي الذي عرف عنه الشجاعة والإقدام وتحمّل المسؤولية الوطنية والشرعية في الظروف الصعبة أكبر من هذه التحديات والمخاطر .
المزيد