ايقونة تاريخ اليوم : الخميس ٢٩ رجب ١٤٤٦هـ المصادف ۳۰ كانون الثاني۲۰۲٥م
مقالات

المرجعية الرشيدة تنتشل الأطفال من الأمراض المزمنة

بأناملها الحانية، وعطفها الأبوي المعهود، وخدماتها الطبية الجليلة لجميع طبقات المجتمع لاسيما البراعم التي تسعى المرجعية الرشيدة بسقيها ورعايتها وادامتها بماء المكرمات؛ لتجعل كل واحد منها زهرة أخّاذة في قادم الأيام، نعم انه برعم ينبغي الاعتناء به وسقيه بالماء الزلال الصافي وتشذيبه من الطحالب الضارة والأعشاب القاتلة، ليتفتّح وردا زاهيا تفوح رائحته الآفاق، ويسرّ بمنظره الأخاذ وألوانه الزاهية الرائح والغاد.

برعم ما أبهاه ما أجمله ما أسناه، إنه زينة وسند ومآل، إنه أنس وبهجة ووصال، وعاء نظيف يستوعب التربة الخصبة المسمى عندنا بالأصيص أو السندان، يترعرع البرعم فيه وهو يتغذى من ذلك الصلصال ويسقى من ذينك الغدير المتدفق، تتكون من تلك الثلاثية الجميلة هالة تضخ الحياة بهجة وألقا وجمالا.

لا تزال البشرية تنتظر المزيد منها لتكتمل الصورة التي طالما تأسر النفوس، وتريح القلوب، ويطفق المرء منتشيا بنخب المودة والرحمة والرضوان.

رياحين يفوح منها رائحة زاكية، أين منها رائحة الروابي والسهول والهضبان! تتصدر الأماكن بكل جدارة وتكون قرة عين للعاشق والولهان، هبة الله لا يفوقها عطاء مهما بلغ، ولا يدانيها بذل وخير واحسان.

هكذا يتصدر المشهد ماديا ومعنويا وأخلاقيا عندما يكون البرعم والأصيص والصلصال قد رشفت من نفحات القداسة وتغذت من مناهل العرفان، لم لا وهي تتصدر المواقع، وتبهر النواظر، وتسكن المواجع، لما تتمتع به من هيبة وسكينة ووقار، رزقها طيب، منبتها أصيل، تؤتي أكلها كل حين.

أوجه شبه عديدة بينها وبين الانسان الذي يكون للمتقين إماما وللمصلحين قائدا وناصرا ومنارا! كما أن شذاها ينتشر في الكون، كذلك كلامه يكون مؤثرا في المجتمع، ولمجلسه أثر في النفوس، وحركة تدب في ضمائر الأمة هادية مستبصرة راشدة!

وكما أنها تشذّب من الآفات والهوام، كذلك الذي بينه وبين الموبقات بون شاسع، تراه يتقلب بين ثنايا الصلاح يسبح في بحر لجي صاخب لعله يصل الى مرفأ التربية والهداية والرشاد، رعاية الأطفال في مفهوم المرجعية الرشيدة هي الاعتناء بالطفل والقيام بكل شؤونه على أفضل وأكمل وجه حتى تتحقق له الحماية من الأخطار، والإشباع الطبيعي لحاجياته المتعددة، مع نمو شخصيته بشكل متوازن وسليم وفق منهج الإسلام وتعليماته.

وبتوجيه مباشر من قبل ممثل المرجعية العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه)، ومنذ افتتاحها في ربيع الأول من عام 2021م لغاية الآن استقبلت مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام السرطانية في كربلاء المقدسة، أكثر من عشرة آلاف طفل مصاب بالسرطان، وقد تم تقديم الخدمات العلاجية لهم بالمجان على نفقة العتبة الحسينية، حيث تم إنفاق اكثر من ستة مليارات دينار عراقي ولا تزال العناية مستمرة لهذه البراعم الى ان يتماثل المريض منهم بالشفاء التام، وفي هذا الصدد اكد ممثل المرجعية الدينية العليا في اعلانه البدء بمشروع التوسعة الثانية لمؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام السرطانية المكون من برجين بأربعة وعشرين طابقا بقوله: "ان الغرض الاساسي من إدخال اجهزة حديثة وتقنيات متقدمة في مستشفيات العتبة الحسينية المقدسة هو مواكبة التطورات العلمية التي تحصل في العالم". مخاطبا الكادر الطبي: "ان هذه الجهود الطيبة التي تقدمونها تعد احياء للنفس".

وأضاف في حفل الافتتاح: "اعجز عن اقدم الشكر الذي تستحقونه على ما تقدمونه من الخدمات الطبية المتطورة لعلاج مرض السرطان الذي اصبح شيئا مرعبا بالنسبة للعائلات ومن يصاب به منهم، وأعلن: "ان المؤسسة منذ بداية افتتاحها تقدم كل الخدمات المجانية لعلاج الاطفال من مختلف الامراض السرطانية من سن (12) عاما فما دون مجانا ومدفوعة الكلفة من العتبة الحسينية المقدسة، من التشخيص الى آخر العلاج حتى لو استمر العلاج لسنوات عدة، وفي هذا اليوم اعلن ان العلاج المجاني سيكون شاملا للأطفال من الذكور والاناث لمن هم من سن (15) فما دون بدلا من سن (12) سنة فما دون، وهذا لا يعني ان الاعمار التي تكون اعلى من عمر (15) سنة ان يكون العلاج مكلفا، بل بالعكس نحن نستقبل يوميا جميع المرضى والشرائح الاجتماعية التي ليس لديها امكانية العلاج، وتعلمون ان كلفة علاج الامراض السرطانية باهظة جدا وهي اعلى الكلف، ونحن نقدم لهم المساعدات المناسبة لتحمل تكاليف العلاج وان كان لفترة طويلة، حتى بعض كبار السن نشملهم بمجانية العلاج وان وصل الى عشرات الملايين، ومن يؤخذ منهم شيء من الاموال فلا نأخذ منه دينارا واحدا ابدا، بل نحن من العتبة الحسينية وجميع اداراتها العليا واقسامها تقدم دعما كبيرا ومتواصلا لهذه المستشفيات وبقية المشاريع، ولكن لمثل هذه المستشفى نوفر لهم الدعم الخاص".

واشار انه "عندما نسأل احيانا المريض من اي محافظة جاء، ليس لنا هدف الا ان نشعر ان هذه المستشفى تقدم الخدمات لجميع محافظات العراق، مع قطع النظر عن الانتماء الديني او المذهبي او القومي ويتعالج عندنا الان من كل الاديان والمذاهب والقوميات المتعددة، بل الآن هناك مرضى من خارج العراق يتعالجون في هذا المستشفى، وهناك مشاريع في بعض المحافظات ومنها مستشفى الامراض السرطانية في البصرة الذي سيفتتح خلال الفترة بين شهري آب وتشرين الاول من العام الحالي". وتابع "ان الجميع يشترك في الانجاز واعمالكم وما تقدمونه اشبهها بالجسم الواحد حيث ان جميع الاعضاء يتناسق العمل فيما بينها من اجل ان يؤدي هذا الجسم وظائفه المتعددة، وان اختلفت مراتبه بالأهمية بين الاعضاء، ونأمل ان يعمل الجميع بروح الفريق الواحد، واجعلوا نيتكم رضا الله تعالى والتعاون بين الجميع، والكل لابد ان يستشعر انه بحاجة الى البقية ولا احد يستغني عن الآخرين، لان هذه المدينة المقدسة التي تشرفت بمرقد ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) ويتوجه اليها الزائرون من داخل العراق وخارجه ستكون خلال السنوات المقبلة ايضا ملجأً وملاذا لجميع المرضى من داخل العراق وخارجه".

وسيرا على نهج المرجعية الدينية العليا في تقديم العون والمساعدة لكل المحتاجين وتجسيدا لدعوة مكتب المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني في تقديم مختلف انواع العون والمساعدة للشعب السوري المنكوب من الزلزال الاخير الذي أسفر عن أعداد كبيرة من الضحايا والمصابين وخسائر مادية هائلة في المساكن والبنى التحتية، في كارثة انسانية قلّ نظيرها في العصر الأخير، استقبل يوم السبت الموافق01-04-2023م ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي اول طفل سوري مصاب بالعمى وأمر بعلاجه مجانا في مستشفيات العتبة الحسينية المقدسة عونا منها لإحدى العائلات السورية المنكوبة التي تهدمت دارها أثر الزلزال.

ان المرجعية الدينية العليا تعلم قبل غيرها ان المودة والرحمة والحوار هي من أسس رعاية الأطفال وحفظ حقوقهم، ويتجلى ذلك في ضمان حقوقهم في الصحة والتعليم خاصة؛ لضرورة ان يعيش الطفل في بيئة صحية وسليمة، وضرورة ان يتمتع بحقه في التعليم الديني والأكاديمي، وهذا ما دأبت عليه العتبتان الحسينية والعباسية المقدستان في الاهتمام المتزايد بهذين القطاعين عبر افتتاح عشرات المشاريع الخيرية في هذا المجال، اضافة الى ذلك فان الأطفال ولاسيما الأيتام منهم وذوو الأمراض المزمنة، بحاجة الى التودد معهم ورحمتهم وتقبيلهم ومداعبتهم والمسح على رؤوسهم والتصابي معهم مما يشعرهم بلذة الرحمة والحنان والعطف، كما أن الحوار الهادئ معهم ينمّي عقلهم، ويوسّع مداركم، ويزيد من نشاطهم، وكل هذه الصفات من رحمة وشفقة وحوار هي من أسس رعاية الأطفال الصحيحة، وهي ما أكد عليه القران الكريم والعترة الطاهرة في العديد من النصوص الشرعية، وهي كذلك ما دأبت عليه المرجعية الدينية العليا والترغيب في جعلها ثقافة متداولة بين الناس؛ لبلوغ الأهداف السامية في حفظ حقوق الأطفال وتهيئة النشيء الصالح لقيادة المجتمع في مستقبل زاهر.


فتوى الدفاع الكفائي


النص الكامل لخطبة صلاة الجمعة بتاريخ (14شعبان 1435هـ)

ما ورد في خطبة الجمعة لممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في (14/ شعبان /1435هـ) الموافق ( 13/6/2014م ) قال الشيخ الكربلائي في خطبة صلاة الجمعة الثانية من الصحن الحسيني الشريف ما يأتي :
إن العراق وشعبه يواجه تحدياً كبيراً وخطراً عظيماً وإن الارهابيين لا يهدفون إلى السيطرة على بعض المحافظات كنينوى وصلاح الدين فقط بل صرحوا بأنهم يستهدفون جميع المحافظات ولا سيما بغداد وكربلاء المقدسة والنجف الأشرف ، فهم يستهدفون كل العراقيين وفي جميع مناطقهم ، ومن هنا فإن مسؤولية التصدي لهم ومقاتلتهم هي مسؤولية الجميع ولا يختص بطائفةٍ دون أخرى أو بطرفٍ دون آخر.
وأكد الكربلائي : إن التحدي وإن كان كبيراً إلاّ أن الشعب العراقي الذي عرف عنه الشجاعة والإقدام وتحمّل المسؤولية الوطنية والشرعية في الظروف الصعبة أكبر من هذه التحديات والمخاطر . المزيد