ايقونة تاريخ اليوم : الاربعاء ٠٧ ذو الحجة ١٤٤٦هـ المصادف ۰٤ حزيران۲۰۲٥م
مقالات

تبقى المرجعية العليا صمام أمان للجميع

تعتبر المرجعية الدينية العليا صمام أمان لعموم فئات الشعب العراقي من أقصاه إلى أقصاه، وترى ان دورها يعني الاشراف على شؤون المؤمنين الروحية والعبادية والاجتماعية وهي تكليف وليس تشريف، وهي قبل كل شيء مقام ديني واجتماعي وليست مركزا سياسيا، واذا كان لها وجهة نظر سياسية فانه نابع من حرصها الشديد على أن ينال كل العراقيين على اختلاف طوائفهم وقومياتهم حقوقهم المنصوص عليها بالدستور، وأن لا يكون هنالك تمييز لشريحة معينة على حساب بقية شرائح الأمة، وعندما طالبت بكتابة الدستور وبأيد عراقية انما كانت تهدف الى احلال السلم المجتمعي وبسط العدالة الاجتماعية لكافة مكونات الشعب العراقي، وأن لا يكون لفئة ما امتياز على بقية الفئات، وهذا موقف أبوي تجاه جميع شرائح المجتمع العراقي وليس موقفا سياسيا ملزما.

أما مطالبتها بإجراء الانتخابات فهي ضرورية في اشراك الشعب في انتخاب الدستور الذي يريد والأشخاص الذين يوفرون له سبل الحياة الكريمة، وهي ما تتوخاه الأمم المتحضرة من هذه الممارسات الديمقراطية، ولكننا شاهدنا عكس ما يتوخاه السيد تماما فإننا لمسنا تقصيرا واضحا من قبل الذين تصدوا للعمل السياسي في العراق من مختلف المكونات، من خلال ظهور التقسيم الطائفي للحكم في العراق ليس على اساس الكفاءة والنزاهة والمؤهلات كما كان يدعو اليه السيد السيستاني (حفظه الله) مرارا وفي مناسبات مختلفة، كذلك استشراء الفساد المالي والاداري في كل مفاصل الدولة وعلى مختلف المستويات، وأخيرا أدى هذا التناحر بين الكتل السياسية والفساد المالي إلى سوء الخدمات وتزايد مستويات الفقر وسرقة المال العام، مما ادى الى استغلال هذا الترهل والضعف الحكومي من دخول المجموعات الارهابية وعلى راسها تنظيم داعش الهمجي والاستيلاء على مساحات واسعة من أرض العراق.

ما شهده العراق من اخفاقات وانتكاسات من قبل السياسيين انما حصل بالرغم من التحذير المستمر من قبل المرجعية العليا من خطورة هذه الأمور على مستقبل العراق، ودعواتها المستمرة الى الالتزام بحقوق الشعب وتوفير الخدمات والعيش الكريم له والحفاظ على المال العام، كما كانت تطالب المواطنين في بداية كل انتخابات على مستوى النواب أو المحافظات، الى اختيار الأفضل على اساس الكفاءة والنزاهة لتولي المناصب العليا في البلاد، والمرجعية قامت بكل ذلك للحؤول دون رجوع الديكتاتورية في الحكم وانهاء حالة الانقسام والفساد المستشري بالطرق الديمقراطية وعن طريق كتابة الدستور واجراء الانتخابات، ولكن السياسيين بدل من ان يصغوا إلى منطق الحكمة، فإنهم تمادوا في غيهم واستمروا في نهجهم الخاطئ الذي جر البلاد إلى الهاوية، ولولا فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي للدفاع عن الوطن والمقدسات، لكن العراق أرضا ومقدسات وكرامة في خبر كان.

وليعلم الجميع ان باب المرجعية الدينية العليا باب رحمة وأنه مفتوح أمام الجميع، إلا أمام الذين لا ينفع معهم النصح والارشاد، ومن الواضح ان الكتل السياسية بمختلف اتجاهاتها قد فشلت طيلة الثلاث عشر عاما من الحكم وهي فترة ليست بالقليلة، والمطلوب من الشعب العراقي ان لا يجرب المجرب وأن ينتخب من يتصف بمواصفات الكفاءة والنزاهة مما يؤهله القيام بدوره الوطني بعيدا عن املاءات الخارج وعن املاءات الأحزاب والكتل السياسية الفاشلة التي لم تقدم شيئا يذكر للعراق بعد التغيير، وحان وقت التصحيح الحقيقي وليس اجترار الماضي بكل مآسيه وتداعياته الخطيرة التي ما زلنا نكتوي بلظاها الحارقة ونارها الفتاكة.


فتوى الدفاع الكفائي


النص الكامل لخطبة صلاة الجمعة بتاريخ (14شعبان 1435هـ)

ما ورد في خطبة الجمعة لممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في (14/ شعبان /1435هـ) الموافق ( 13/6/2014م ) قال الشيخ الكربلائي في خطبة صلاة الجمعة الثانية من الصحن الحسيني الشريف ما يأتي :
إن العراق وشعبه يواجه تحدياً كبيراً وخطراً عظيماً وإن الارهابيين لا يهدفون إلى السيطرة على بعض المحافظات كنينوى وصلاح الدين فقط بل صرحوا بأنهم يستهدفون جميع المحافظات ولا سيما بغداد وكربلاء المقدسة والنجف الأشرف ، فهم يستهدفون كل العراقيين وفي جميع مناطقهم ، ومن هنا فإن مسؤولية التصدي لهم ومقاتلتهم هي مسؤولية الجميع ولا يختص بطائفةٍ دون أخرى أو بطرفٍ دون آخر.
وأكد الكربلائي : إن التحدي وإن كان كبيراً إلاّ أن الشعب العراقي الذي عرف عنه الشجاعة والإقدام وتحمّل المسؤولية الوطنية والشرعية في الظروف الصعبة أكبر من هذه التحديات والمخاطر . المزيد