عقدت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة مؤتمراً صحفياً بعد انتهاء مراسم الزيارة المليونية التي شهدتها مدينة الكاظمية المقدسة في الذكرى السنوية (1261) لشهادة العبد الصابر الإمام موسى بن جعفر الكاظم "عليه السلام" بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة، خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري، وأمين بغداد، ومحافظ بغداد، وقائد عمليات بغداد، وقائد عمليات الحشد الشعبي وكوكبة من مسؤولي الدوائر الخدمية والقيادات الأمنية، وبين خلال حديثه أن عدد الزائرين الذين أحيوا هذه المناسبة الأليمة على مدى أيام ولحين بلوغ يوم الذروة ظهر هذا اليوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر رجب 1444هـ الموافق 17 شباط 2023 تجاوز (12 مليون) زائر وما زالت الحشود تتوافد الى الصحن الكاظمي الشريف وذلك خلال إلقاء كلمته وهذا نصها:
بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيم
(ذلكَ ومَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإنَّهَا مِن تَقوَى القُلُوبِ(
صدق الله العلي العظيم
بعيون عبرى وقلوب بالأسى ملئى نرفع من هذه الرحاب الطاهرة أسمى آيات المواساة مع تعازينا القلبية إلى مقام مَن له أرواحنا الفِدا إمامنا المعزى المهدي صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه وإلى مراجعنا العظام وعلمائنا الأعلام سيما سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) وإلى العالمين الإسلامي والإنساني بذكرى استشهاد كاظم الغيظ الإمام المظلوم المسموم موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام.. فأعظم الله أجورنا وأجوركم وأحسن لكم العزاء.
على بركة الله تعالى وموالاةً للإمامين الكاظمين الجوادين عليهما السلام وللتشرف بخدمتهما وخدمة زوارهما الكرام استنفرت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة جميع ملاكاتها الإدارية والتنظيمية والخدمية والإعلامية لاستقبال الحشود المليونية لأداء واجباتها ومهامها بمهنية عالية بالتنسيق فيما بين الأقسام والشعب والوحدات في العتبة المقدسة من جهة ومع الجهات الرسمية وشبه الرسمية والأهلية والمواكب والهيئات الحسينية من مؤسسات دينية وأمنية وخدمية وصحية وفعّاليات مدنية وشعبية من جهة أخرى من خلال إجراءات مكثفة لتوفير الأجواء الإيمانية للحشود المؤمنة الموالية لأداء مراسم الزيارة وإقامة الشعائر العزائية.. لتتظافر الجهود لإنجاح الزيارة والحفاظ على أمن الزائرين وتوفير سبل الراحة والأمان وضمان انسيابية حركتهم في الوصول والمغادرة بحمد الله وتوفيقه.. راجين بذلك أن نكون من المرحومين الذين عناهم الإمام جعفر الصادق عليه السلام بقوله: (أحيوا امرنا رحم الله من أحيا أمرنا).
لقد قارَبَ عدد الزائرين الذين أحيوا هذه المناسبة على مدى أيام أكثر من (12،000،000) زائرا وعدد المتطوعين من الرجال والنساء (5000) فضلا عن جهود المشروع التبليغي للحوزة العلمية بنشر (110) محطة تبليغية وبمشاركة (493) مبلغا ومبلغة و(40) مصححا لقراءة سورة الفاتحة وعدد المواكب المشاركة في مدينة الكاظمية المقدسة ما يقارب (2000) موكبا والمؤسسات الإعلامية السمعية والمرئية والمقروءة (83) وعدد الإعلاميين المشاركين في التغطية الإعلامية (230) إعلاميا.
ولتستمر الخدمة على قدم وساق بمواصلة الليل بالنهار تعبيرا عن الولاء وتجديد العهد بخدمة الزائرين الوافدين الذين جاءوا من كل حدب وصوب إلى الإمامين عليهما السلام ليواسوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقائم آل محمد بهذا المصاب الجلل.
وعملا بالحديث القائل: (مَنْ لَمْ يَشْكُرِالْمُنْعِمَ مِنَ الَمخْلُوقينَ لَمْ يَشْكُرِ اللَّهَ عَزّوجل) تتقدم الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة بالشكر الجزيل والثناء الجميل لله تعالى أولا وإلى مقام صاحب العصر والزمان الحجة بن الحسن العسكري عجل الله تعالى فرجه الشريف ثانيا وإلى مقام المرجعية الدينية العُليا في النجف الأشرف مُمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظلّه الوارف)، وإلى ديوان الوقف الشيعي وكل دوائره الساندة سيما دائرة إحياء الشعائر الحسينية، ودائرة العتبات المقدسة، والأمانات العامة للعتباتِ المقدسة من داخل العراق وخارجه والأمانات الخاصة للمزارات الشريفة وإلى أساتذة الحوزة العلمية وفضلائها في المشروع التبليغي وإلى ممثلية المرجعية الدينية في مدينة الكاظمية المقدسة، وإلى القوات الأمنية بمختلف صنوفها وتشكيلاتها والتي أسهمت جميعاً في توفير الحماية للزائرين بشكل مباشر من خلال الجهد الأمني الكبير والمتميز والمشرف الذي كان برعاية ميدانية مباشرة من القائد العام للقوات المسلحة الاخ السيد رئيس مجلس الوزراء المحترم وإشراف ميداني مباشر الاخ السيد وزير الداخلية المحترم ومن خلال السيد قائد عمليات بغداد والفرقة الثانية، واللواء الثامن/ الشرطة الاتحادية، وفوج حماية العتبة الكاظمية المقدسة والجهات الأمنية الأخرى، والشكر موصول إلى كل الوزارات المشاركة بكافة تشكيلاتها وإلى الدوائر الصحية لا سيما دائرة صحة بغداد الكرخ ومدينة الإمامين الكاظمين الطبية والمركز الوطني لنقل الدم وجمعية الهلال الأحمر وإلى معاونية شؤون الطبابة والمقاتلين، وكذلك الدوائر الخدمية لا سيما أمانة بغداد والأخ أمين بغداد والأخ محافظ بغداد ودوائر المحافظة وإلى دائرة بلدية الكاظمية والدوائر البلدية المساندة ووزارة الكهرباء لاسيما دائرة كهرباء الكاظمية وسائر المؤسسات والدوائر الحكومية الرسمية وشبه الرسمية ومنظمات المجتمع المدني المباركة والمتطوعين الكرام.
شكر وتقدير إلى طيران الجيش الذي رفع راية الإمامين الجوادين وعلم العراق عاليا في سماء الكاظمية المقدسة أثناء تشييع النعش الرمزي للإمام الكاظم عليه السلام.
كل الشكر والتقدير إلى القادة والأمراء والمراتب الأمنيين والشكر موصول إلى الجهات الاستخبارتية والأمن الوطني وجهاز مكافحة الإرهاب ومديرية مكافحة المتفجرات ومكافحة المخدرات والشرطة المجتمعية ووحدة حماية الروضتين.
كل الشكر والتقدير إلى أهالي مدينة الكاظمية المقدسة الكرام والمواكب والهيئات الحسينية لما بذلوه من جهود مباركة من حسن الاستقبال والضيافة للزائرين الوافدين من داخل العراق وخارجه.. كما نشكر جميع وسائل الإعلام والقنوات الفضائية والوكالات الأخبارية التي نقلت هذا الحدث المليوني إلى العالم، وشكر خاص إلى حشود الزائرين الكرام لالتزامهم بالتعليمات والضوابط وآداب الزيارة، كما لا يفوتنا تقديم الشكر إلى أبنائنا وبناتنا خدّام وزائري الإمامين الكاظمين الجوادين عليهما السلام الذين بذلوا قصارى جهودهم منذ أيام استعدادا لهذه الزيارة واستقبال الزائرين وخدمتهم على مدار الساعة بكل تفان وإخلاص ومن دون تعب أو كلل فشكرا جزيلا لهم..
كل الشكر والتقدير لشهدائنا الأبرار سيما من اسمتهم المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف بـ(أبطال معارك الانتصار) وشهداء الحوزة العلمية وكل الشهداء الابرار شهداء العقيدة والمبدأ والشكر موصول إلى الشهداء الاحياء الذين كان لهم سهم في هذه الزيارة وفي كل زيارة لما قدموه من تضحيات من أجل الدفاع عن العراق والعتبات المقدسة والشكر موصول لعوائلهم الكريمة: الأمهات والأرامل والأيتام الأعزاء فلولا تضحياتهم لاندثرت هذه الشعائر المباركة ولانطمست الهوية ولما كانت لنا هذه الوقفة للحديث عن أجواء الزيارة المليونية الحاشدة.. كل الشكر لكل من شارك ودعم وساند هذه الزيارة المباركة بيده أو لسانه أو قلبه جعل الله تعالى ذلك في موازين الاعمال يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.. ولا زالت الحشود متواصلة في زحفها إلى مدينة الكاظمية المقدسة داعين لهم بقبول الأعمال وسلامة العودة.
ختاما نحمد الله العليّ القدير على سلامة الزائرين وبناتنا وأبنائنا الخدم أعزهم الله ونجاح مراسم الزيارة ونسأله أن يسدد خطى الجميع لنصرة الدين ومذهب أهل البيت وخدمة النبي المختار وآله الأطهار.. وأن يثيب كل من بذل جهداً.. وأن يحفظ البلاد والعباد من كل سوء وبلاء ويرحم شهداءنا الأبرار وكلَّ من غاب عن زيارة هذا العام بعد رحيله إلى الباري عز وجل.. وأن يمن على الجرحى والمرضى بالشفاء العاجل.. اللهم عجّل لوليك الفرج والعافية والنصر برحمتك يا أرحم الراحمين..
يا أبا الحسن يا موسى بن جعفر أيها الكاظم يا ابن رسول الله إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك الى الله وقدمناك بين يدي حاجاتنا يا وجيها عند الله اشفع لنا عند الله.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة
الجمعة 25 رجب الأصب 1444 الموافق 17 شباط 2023