المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



حديثان بحق علي و اولاده (عليهم السلام)  
  
3770   09:33 صباحاً   التاريخ: 29-01-2015
المؤلف : ابي جعفر محمد بن ابي القاسم الطبري
الكتاب أو المصدر : بشارة المصطفى(صلى الله عليه واله)لشيعة المرتضى(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج3,ص184-189.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-02-2015 12352
التاريخ: 5-5-2016 3622
التاريخ: 29-01-2015 3665
التاريخ: 1-5-2016 3251

حدّثنا أبو محمد عبد الله بن عدي بجرجان ، عن أبي يعقوب الصوفي عن ابن عبد الرحمان الأنصاري ، عن الأعمش سليمان ، قال : بعث إليَّ أبو جعفر أمير المؤمنين وهو نازل بطريايا ، فأتاني رسوله بالليل ، فقال : أجب أمير المؤمنين ، قال : فقلت في نفسي : ما بعث إليَّ أمير المؤمنين في هذه الليلة إلاّ ليسألني عن فضائل علي ، فلعلّي إن أخبرته قتلني ، قال : فكتبت وصيّتي ولبست كفني ثمّ خرجت ، فلمّا دخلت عليه قلت : السلام عليك يا أمير المؤمنين ، فقال : وعليك السلام يا سليمان ، ما هذه الريح ؟ , قال : قلت : يا أمير المؤمنين ، أتاني رسولك بالليل  ، فقلت : ما بعث إليَّ أمير المؤمنين في هذه الساعة إلاّ ليسألني عن فضائل علي ( عليه السلام ) ، فلعلّي إن أخبرته قتلني ، فكتبت وصيّتي ولبست كفني ، قال ـ وكان أبو جعفر متكئاً فاستوى قاعداً ـ ثمّ قال : لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم ، ثمّ قال : يا سليمان ، كم تروي في فضائل علي ( عليه السلام ) ؟ .

قال : قلت : كثيراً يا أمير المؤمنين ، فقال : والله لأُحدّثك بحديثين لم تسمع بمثلهما قط ، قال : قلت : حدّث يا أمير المؤمنين ، قال : كنتُ هارباً من بني مروان وأنا في أطمار لي رثة ، وكنت أتقرّب إلى الناس بحبّ علي ( عليه السلام ) فيطعموني ويقرّبوني ، حتى مررت ذات عشية بمسجد قد أُقيمت فيه صلاة المغرب ، فقلت في نفسي : لو دخلت المسجد فصلّيت وسألت أهله عشاءً ، قال : فلمّا صلّيت دخل المسجد غلامان ، فلمّا نظر إليهما إمام المسجد قال : مرحباً بكما وبمن اسمكما على اسمهما ، فقلت لشاب إلى جانبي  : مَن الغلامان مَن الشيخ ؟.

فقال : ابنا ابنه ، وليس في المدينة أحد يحبّ علياً حبّه ؛ فلذلك سمّى أحدهما الحسن والآخر الحسين ، قال : فقمت إليه فقلت : أيّها الشيخ ، ألا أُحدّثك حديثاً أقرّ به عينك ؟.

قال : إن أقررتَ عيني أقررتُ عينك .

قال : فقلت : أخبرني أبي ، عن جدّي ، عن ابن عباس ، قال : بينا نحن قعود عند رسول الله إذ أقبلت فاطمة ( عليها السلام ) وهي تبكي فقال لها : ما يبكيك يا فاطمة ؟ فقالت : يا نبيّ الله غاب عنّي الحسن والحسين البارحة فما أدري أين باتا ، فقال ( صلّى الله عليه وآله ) : لا تبكي يا فاطمة ، إنّ لهما ربّاً يحفظهما ، ثم رفع ( صلّى الله عليه وآله ) يده إلى السماء ثمّ قال : اللهمّ إن كانا أخذا بَرّاً أو بحراً فأحفظهما وسلّمهما .

قال : فأتاه جبرئيل فقال : يا رسول الله ، لا تحزن هذا الحسن والحسين في حضيرة بني النجّار  وقد وكِّل بهما ملكاً يحفظهما ، قد فرش أحد جناحيه لهما وأظلّهما بالآخر .

قال : فقام النبي ( صلّى الله عليه وآله ) وقام معه أصحابه حتى دخل الحظيرة ، فإذا الحسن والحسين معانق أحدهما صاحبه ، قد فرش لهما الملك أحد جناحيه وأظلّهما بالآخر ، فأقبل النبيّ حتى عانقهما ثمّ بكى وأخذهما ، ثمّ حمل الحسن على عاتقه الأيمن والحسين على عاتقه الأيسر . قال : فلمّا خرج من الحضيرة قال أبو بكر : يا رسول الله أعطني أحد الغلامين أحمله عنك . فقال : يا أبا بكر ، نِعمَ الحامل ونِعمَ المحمولان وأبوهما أفضل منهما ؛ ثمّ قال عمر مثل ما قال أبو بكر ، فقال له النبي ( صلّى الله عليه وآله ) : مثل ما قال  لأبي بكر ، ثمّ قال النبيّ : والله لأُشرّفكما كما شرّفكما الله من فوق عرشه .

قال : فلمّا أتى المسجد قال : يا بلال ، هلمّ عليَّ الناس ، فلما اجتمعوا صعد رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) المنبر ثمّ قال : يا أيّها الناس ، ألا أُخبركم اليوم بخير الناس جدّاً وجدّة ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : عليكم بالحسن والحسين فإنّ جدّهما رسول الله وجدّتهما خديجة الكبرى بنت خويلد سيّدة نساء الجنّة ؛ ثمّ قال : يا أيّها الناس ، ألا أُخبركم اليوم بخير الناس أباً وخيرهم أُماً ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : عليكم بالحسن والحسين فإنّ أباهما شاب يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله ، وأُمهما فاطمة بنت رسول الله  سيّدة نساء العالمين ؛ ثمّ قال : يا أيّها الناس ، ألا أُخبركم بخير الناس عمّاً وخيرهم عمّة ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : عليكم بالحسن والحسين فإنّ عمّهما ذو الجناحين الطيّار في الجنّة ، وعمّتهما أُم هاني بنت أبي طالب .

ألا أُخبر بخير الناس خالاً وخالة ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : عليكم بالحسن والحسين ، فإنّ خالهما القاسم ابن رسول الله ، وخالتهما زينب بنت رسول الله ، ثمّ أقبل النبي ( صلّى الله عليه وآله ) علينا ، ثمّ قال : اللهمّ إنّك تعلم أنّ الحسن في الجنّة والحسين في الجنّة ، وجدّهما في الجنّة وجدّتهما في الجنّة ، وأباهما في الجنّة وأُمهما في الجنّة ، وعمّهما في الجنّة وعمّتهما في الجنّة ، وخالتهما في الجنّة ، اللهمّ إنّك تعلم أنّ محبّهما في الجنّة ومبغضهما في النار .

قال : فقال الشيخ : مَن أنت يا فتى ؟ قلت : من العراق ، قال : عربي أم مولى ؟ قال : قلت : بل عربي ، قال : فأنت تحدّث الناس بحديث مثل هذا الحديث وأنت على مثل هذا الحال ، قال : فكساني خلعة وأعطاني بغلة ، قال : فبعتها في ذلك الزمان بثلاثمئة دينار ، ثمّ قال لي : قد أقررتَ عيني ولي إليك حاجة ، قلت : ما حاجتك ؟ قال : هاهنا أخوان أحدهما إمام والآخر يؤذّن ، فأمّا الإمام فلم يزل محبّاً لعلي ( عليه السلام ) منذ خرج من بطن أُمه ، وأمّا المؤذّن فلم يزل مبغضاً لعلي منذ خرج من بطن أُمه ، فأتِ الإمام حتى تحدثه ، قال : قلت : دلِّني على منزله . فأشار إلى منزله ، فعرفت الباب فقرعته فخرج إليَّ شاب فسلّمت عليه فعرف الكسوة وعرف البغلة فقال : اعلم أنّ الشيخ لم يكسك خلعته ويعطيك بغلته  إلاّ وأنت تحبّ علياً فحدّثني في فضائل علي ( عليه السلام ) .

قال : قلت : أخبرني أبي ، عن جدّي ، عن عبد الله بن عباس ، قال : بينا نحن عند رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) إذ أقبلت فاطمة ( عليها السلام ) وهي تبكي ، فقال : ما يبكيك يا فاطمة . قالت : يا رسول الله ، عيّرتني نساء قريش آنفاً زعمن أنّك زوّجتني رجلاً مُعدماً لا مال له .

قال : لا تبكين يا فاطمة ، فوالله ما زوّجتك حتى زوّجك الله من فوق العرش وأشهدَ على ذلك جبرئيل وميكائيل ، ألا وإنّ الله اطّلع من فوق عرشه فاختارني من خلقه وبعثني نبيّاً ، ثمّ اطّلع ثانية  فاختار من الناس علياً فجعله وارثاً ووصيّاً ، فعلي أشجع الناس قلباً وأكثرهم علماً وأعدلهم في الرعية وأقسمهم بالسويّة ، والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ، واسمهما في توراة موسى شابير وشابور لكرامتهما  على الله .

يا فاطمة ، لا تبكين ، إذا كُسيتُ غداً كُسيَ علي معي ، وإذا حُبيت غداً حُبيَ علي معي ، يا فاطمة ، لواء الحمد بيدي والناس تحت رايتي يوم القيامة فأناوله علياً لكرامته على الله عزّ وجلّ ، يا فاطمة ، علي عوني على مفاتيح الجنّة ، يا فاطمة ، علي وشيعته هم الفائزون يوم القيامة . قال : فلمّا حدّثته بهذا الحديث ، قال : يا فتى ، مَن أنت؟ قلت : من أهل العراق ، قال : عربي أم مولى ؟ قلت : عربي ، قال : فأنت تحدّث بهذا  الحديث وأنت على مثل هذا الحال ، فكساني ثلاثين ثوباً وأمر لي بعشرة آلاف درهم ، ثمّ قال : قد أقررتَ عيني ولي إليك حاجة ، قال : قلت : ما حاجتك ؟ قال : تأتي صلاة الغداة مسجد بني فلان أو مسجد بني مروان حتى يأتيك الأخ المبغض  علياً ، قال : فطالت عليَّ تلك الليلة فلمّا أصبحت غدوت إلى المسجد .

قال : فبينا أنا أُصلّي وإذا بشاب يصلّي إلى جانبي وعليه عمامة إذ سقطت العمامة عن رأسه ، فإذا رأسه رأس خنزير والله ما دريت ما أقول في صلاتي فلمّا انصرف قلت له : ويلك ما الذي أرى بك من سوء الحال ؟ قال : فقال لي : لعلّك صاحب أخي ؟ قال : قلت : نعم ، فأخذ بيدي ثمّ خرج بي من المسجد وهو يبكي بكاءً شديداً حتى أتى بي داره ، ثمّ قال لي : ترى هذه الدار ؟ قال : قلت : نعم .

قال : فأنا كنت مؤذّناً وألعنُ  علياً في كل يوم ألف مرة ـ وفي رواية أُخرى مئة مرة ـ حتى إذا كان يوم من الأيام لعنتُه عشرة آلاف مرة ـ وفي رواية أُخرى ألف مرة ـ فخرجت من المسجد ، ثمّ انصرفت إلى داري هذه ونمت في هذا المكان فرأيت فيما يرى النائم كأنّ النبي ( صلّى الله عليه وآله ) قد أقبل ومعه أصحابه والحسن والحسين عن يمينه ويساره ، فجلس رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) وأصحابه ، والحسن والحسين ( عليهم السلام ) واقفان ، وفي يد الحسن كأس وفي يد الحسين إبريق يسقي الناس فرفع النبيّ رأسه ، فقال : يا حسن ، اسقِني .

فمدّ الحسن يده بالكأس إلى الحسين ، فقال : يا حسين صب , فصبّ من الإبريق في الكأس ، فناول الحسين ( عليه السلام ) النبي ( صلّى الله عليه وآله ) فشرب ، ثمّ قال : اسقِ أصحابي . فسقاهم ، ثمّ قال : اسقِ النائم على الدكّان .

قال : وكان الحسن والحسين يبكيان ، فقال لهما النبيّ : ما يبكيكما ؟ فقالا : يا رسول الله فكيف نسقيه وهو يلعن أبانا في كل يوم ألف مرة وقد لعنه اليوم عشرة آلاف مرة .

قال : فرأيت النبي ( صلّى الله عليه وآله ) قام مغضباً حتى أتاني ، فقال : أتلعن علياً وأنت تعرف أنّه بالمكان الذي هو به منّي ، ثمّ ضربني ، وقال ( صلّى الله عليه وآله ) : قم ، غيّر الله ما بك ( من ) خِلقة ؛ فقمت ورأسي ووجهي هكذا .

ثمّ قال : يا سليمان ، هل سمعت مثل هذين الحديثين قط ؟ قال : قلت : لا يا أمير المؤمنين ، ثمّ قلت : يا أمير المؤمنين ، الأمان  ، قال : لك الأمان ، قلت : فما تقول في قاتل الحسن والحسين ؟ قال : في النار يا سليمان ، قال : قلت : فما تقول في قاتل أولاد الحسين ؟ قال : فسكت مليّاً ، ثمّ قال : يا سليمان ، المُلك عقيم ، اذهب فحدّث في فضائل علي ( عليه السلام ) ما شئت.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.