المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23



ملاك التفاضل  
  
2337   09:06 صباحاً   التاريخ: 21-3-2018
المؤلف : الشيخ حبيب الكاظمي
الكتاب أو المصدر : نحو أسرة سعيدة
الجزء والصفحة : ص12ـ13
القسم : الاسرة و المجتمع / المرأة حقوق وواجبات /

إن طبيعة حياة المرأة وانشغالها بشؤون الزوج والأولاد ، قد لا تسمح لها بالتكامل العلمي ، كما تُتاح الفرص للرجل ، فيؤدي ذلك الى التفاوت في المستوى الفكري والثقافي بين الزوجين ، فيكتشف الزوج أن هنالك شرخاً عميقاً بينه وبين زوجته في هذا الجانب ، ومن هنا يبدأ في الاستكبار والاستعلاء عليها .. ولكن هذا ليس من الإنصاف أبداً !.. فإن انشغال المرأة في تدبير شؤون المنزل والأولاد ، قد يعيقها عن الترقي العلمي ، بل ويلهيها أيضاً عن الله تعالى ، فتتوقف حركتها التكاملية الروحية والثقافية .. فما تحملته من هذا الحرمان العلمي والروحي ، إنما كان من أجل خدمة الزوج ، وأولاد يُنسبون له ويفتخر بهم ، وفي سبيل أن يحقق طموحاته في الحياة !.. بالإضافة الى أنه ليس كل علم يمتاز به الإنسان ، فملاك التفاضل في العلم هو ما يورث الخشية لصاحبه ، وكل علم لا يُبكي صاحبه جدير ألا ينفعه .. وقد تكون هذه المرأة بأعمالها الصالحة وتعبها في تربية أولادها ، قد اكتسبت من الشفافية والقرب من الله تعالى ، ما لم يكتسبه هو في الجامعات والمعاهد العلمية .. فالتي تخاف من ربها وترتدع عن الحرام ولو على خلاف مزاجها ، فهذه امرأة عالمة وفاضلة .. وأما الذي يترقى في سلم العلم  ، ويزداد بُعداً عن الله تعالى ؛ فهذا الإنسان لا وزن ولا قيمة له ، فالعلم إذا لم يكن معه خشية ـ حتى في العلم الديني ـ قد يثمر العكس .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.