الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
نظرة لحياة المرأة ومكانتها في التاريخ
المؤلف:
الخطيب الشيخ حسين انصاريان
المصدر:
الاُسرة ونظامها في الإسلام
الجزء والصفحة:
ص 72 ــ 75
2025-10-08
69
ان ما تعرضت له المرأة على أيدي الجهلة على مر التاريخ أمر يثير الدهشة، فالمرأة بنظر من كانوا يعيشون بعيداً عن منطق الحق ونور الوحي كانت بمثابة اداة ووسيلة لإرضاء غرائز الرجل، ويعتبرونها سبباً في اثارة شهواته.
وكانوا يرون خطورة تعلمها القراءة والكتابة، ولا يسمحون لها بالخروج من الدار لقضاء الحاجات الحياتية وزيارة الارحام، ويحددون حياتها بين جدران المنزل، ويعدونها فاقدة للاختيار ازاء الرجل الذي يعتبرونه فعالاً لما يريد.
ففي المناطق المسيحية التي انحرف فيها الناس 180 درجة عن الديانة المسيحية كانوا يقولون: يجب كمَ فم المرأة كما يكم فم الكلب، وكانوا يشككون في روح المرأة هل هي روح بشرية أم حيوانية؟!
وكانت المرأة في افريقيا تعامل، كالبضاعة والثروة ولا يرون لها قيمة أكثر من قيمة البقرة أو رأس الغنم، والاغنى لديهم من تحت تصرفه أكثر عدد من النساء، ثم أن بيع المرأة وشراءها واستخدامها لحراثة الأرض كان عملاً متعارفاً وعادياً.
وكانت النساء في كلدة وبابل تباع كسائر السلع، ويقام في كل عام سوق لهذا الغرض حيث تعرض البنات ممن بلغن سن الزواج أنفسهن للبيع.
وفي الهند كانوا يزوجون الفتاة وهي في الخامسة من عمرها، ولا يرون لها حقاً، وكانوا يعتبرون حياة المرأة مرهونة بحياة الرجل فعندما يموت الرجل يحرقونها معه، وليس هنالك مخلوق في نظرهم أسوء من الأرملة.
وفي عصرنا الراهن تكتب الصحف أن الكثير من الهندوس يقتلون بناتهم وهن في سن الطفولة خشية عدم القدرة على توفير اثاث الزواج لهن في الصين وهضبة التبت لم يكن للنساء حق سوى العمل في إطار المنزل، وكانوا يقيدون الاناث بقوالب حديدية بعد الولاة لأضعاف قدرتهن على المشي ثم يفصلون تلك القوالب من اقدامهن عند بلوغهن الخامسة عشر!
وفي اليونان التي كانت مركزاً للعلم والفلسفة والحكمة، كان إنجاب المرأة للأنثى يعد جرماً، وإذا ما انجبت انثى لمرتين فإنها تحاكم وتجبر على دفع غرامة، وإذا ما كررت ذلك ثالثة فإنها تحكم بالإعدام!
اما في الجزيرة العربية فقد كان دفن البنات وهن احياء أمراً عادياً وبسيطاً كما نوه اليه القرآن الكريم: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [النحل: 58، 59].
هذا بعض ما تعرضت له المرأة من جرائم على أيدي الجاهلين والحمقى. وقد وردت تفاصيل ذلك في الكتب التي تتناول حياة المرأة وبإمكانكم الرجوع اليها.
واستناداً إلى ما ورد في القرآن والروايات من تعابير بحق المرأة من قبيل:
أم: مصدر ومنبع كل شيء، حرث: مبعث بقاع النوع.
لباس: غطاء الحياة.
تسكين: سبب السكينة.
ريحانة: باقة ورد ظريفة (1).
نعمة: رحمة الله (2).
يتعين على الرجال والشباب من تزوج منهم أو الذين يعتزمون الزواج ايلاء المزيد من الاهتمام بالمكانة المعنوية والآثار الوجودية لهذا المخلوق الجميل ذي المنافع الثرة، وليعلموا ان انبياء الله والاولياء والعلماء والعارفين والحكماء والكتاب والمراجع والصالحين من عباد الله قد خرجوا من احضانهن الطاهرة إلى دائرة الوجود، وهنَّ منبع كل هذا الخير والبركة التي تعم حياة البشر.
وعلى الآباء والامهات التشديد أكثر فأكثر من اجل تبلور الكمال في نفوس بناتهم، والسعي إلى حد التضحية لتربيتهن تربية الهية وانسانية، وعلى الأزواج اداء حقوقهن بمنتهى الرصانة والادب حتى تتهيأ احضانهن في بيوت آبائهن أو في ظل رعاية الأزواج لحقوقهن لتربية جيل صالح. وبذلك يتم رفد المجتمع البشري معنوياً وعلى أفضل نحو.
ألم يولد الامام الثاني عشر، ناشر راية العدل على العالمين في الحضن الطاهر لامرأة كانت تعتنق المسيحية وقعت أسيرة في الحرب ثم دخلت بيت الامام الهادي (عليه السلام) وتلقت التربية الالهية من قبله ومن السيدة حكيمة؟
هكذا هي المرأة، فهي ينبوع من الكمال والحقائق الكامنة التي تتفجر حين يشرق عليها نور هداية الوحي وتخضع لتربية معلم يتصف بالصلاح، وتصبح مصدراً لمعطيات خالدة ومناهل دائمية.
ان احتقار المرأة والتعرض لشخصيتها وتقييدها بأمور تخرج عن إطار التعاليم الإسلامية، وزجرها ومنعها من زيارة الوالدين والاقارب والتعايش معها بعنف وحدة ونقل متاعب العمل ومشاكله إلى البيت وعدم تلبية حاجاتها لا سيما غرائزها الجنسية، كل ذلك، مما يرفضه الدين وتعتبر أعمالاً قبيحة وظلماً فاحشاً.
ولو أردتم بناء الحياة على اساس الحب والمودة فعليكم احترام شخصية المرأة، والتعبير لها عن محبتكم ومودتكم. واعانتها في أعمال البيت، وتجنب ايذائها، والتجاوز عن بعض الاخطاء الناجمة عن الاعمال اليومية والاتعاب التي تواجهها وطبيعة تكوينها، حتى تتذوقوا حلاوة الحياة، وبهذا تكونون قد عبدتم الله سبحانه عبادة لا تضاهى.
ان المرأة تمثل مصدر الخير وينبوعه وحرث الانسانية، وهي لباسكم في الدنيا ومدعاة الراحة وهي الريحانة التي تزين حديقة الوجود، وهي نعمة الله.
لقد قرن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حب المرأة إلى جانب حب الطيب والصلاة، فقال (صلى الله عليه وآله): (حبب الي من الدنيا النساء والطيب وقرة عيني الصلاة) (3).
وإذا ما أدى المرء حقوق المرأة واحترم شخصيتها، وظفر منها يولد صالح فإن ملف عمله لا ينقطع حتى بعد موته، بل ينعم بما يتمتع به ولده من صلاح وطهارة.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاث من صدقة جارية، وعلم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) (4).
فاعرفوا أيها الآباء والامهات قدر البنت، وقدّروا ايها الرجال زوجاتكم الطاهرات الصالحات، فالبنت والزوجة غدير خير لدنيا الانسان وآخرته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ الروايات الواردة في الوسائل في باب الأولاد.
2ـ المصدر السابق.
3- البحار: ج 103، ص 218.
4ـ المواعظ العددية: ص 138.
الاكثر قراءة في المرأة حقوق وواجبات
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
