المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية والأهمية الاقتصادية للكرفس
2024-11-25
الاعذار المسقطة للجهاد
2024-11-25
الخليفة الذي طبخ نفسه في التنور !
2024-11-25
شهادة الإمام الجواد "ع" بيد المعتصم
2024-11-25
الإمام الجواد "ع" في عصر المعتصم
2024-11-25
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الكرفس
2024-11-25



النبي (صلى الله عليه واله) يزور عليا وفاطمة بعد الزواج  
  
3425   04:10 مساءً   التاريخ: 16-12-2014
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص135-136.
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / قضايا عامة /

روي : انه (صلى الله عليه واله) قال : مرحبا ببحرين يلتقيان، ونجمين يقترنان.

قال علي (عليه السلام) : (عليه السلام)ومكث رسول الله (صلى الله عليه واله) بعد ذلك ثلاثا لا يدخل علينا، فلما كان في صبيحة اليوم الرابع جاءنا ليدخل علينا، فصادق في حجرتنا اسماء بنت عميس الخثعمية، فقال لها : ما يقفك ههنا وفي الحجرة رجل؟, فقالت : فداك ابي وامي، ان الفتاة اذا زفت الى زوجها تحتاج الى امراة تتعاهدها وتقوم بحوائجها، فاقمت ههنا لاقضي حوائج فاطمة (عليها السلام).

قال : يا اسماء، قضى الله لك حوائج الدنيا والاخرة، قال علي (عليه السلام) : وكانت غداة قرة ، وكنت انا وفاطمة تحت العباء، فلما سمعنا كلام رسول الله (صلى الله عليه واله) لأسماء ذهبنا لنقوم فقال : بحقي عليكما لا تفترقا حتى ادخل عليكما، فرجعنا الى حالنا، ودخل (صلى الله عليه واله) وجلس عند رؤسنا وأدخل رجليه فيما بيننا، وأخذت رجله اليمنى فضممتها الى صدري، واخذت فاطمة (عليها السلام) رجله اليسرى فضمتها الى صدرها، وجعلنا ندفئ رجليه من القر، حتى اذا دفينا قال : يا علي، ائتني بكوز من ماء، فأتيته، فتفل فيه ثلاثا، وقرا عليه ايات من كتاب الله تعالى، ثم قال : يا علي، اشربه واترك فيه قليلا، ففعلت ذلك فرش باقي الماء على راسي وصدري، وقال : اذهب الله عنك الرجس يا ابا الحسن وطهرك تطهيرا، وقال : ائتني بماء جديد، فأتيته به، ففعل كما فعل، وسلمه الى ابنته (عليها السلام)، وقال لها : اشربي واتركي منه قليلا، ففعلت فرشه على راسها وصدرها، وقال : اذهب الله عنك الرجس وطهرك تطهيرا، وأمرني بالخروج من البيت، وخلا بابنته وقال : كيف انت يا بنية، وكيف رايت زوجك؟, قالت : يا ابت، خير زوج، الا انه دخل علي نساء من قريش وقلن لي : زوجك رسول الله من فقير لا مال له، فقال لها : يا بنية، ما ابوك بفقير، ولا بعلك بفقير، ولقد عرضت علي خزائن الارض من الذهب والفضة واخترت ما عند ربي عز وجل؛ يا بنية، لو تعلمين ما علم ابوك لسمجت الدنيا في عينك.

والله! – يا بنية- ما ألوتك نصحا ان زوجتك اقدمهم سلما، واكثرهم علما، واعظمهم حلما، يا بنية، ان الله عز وجل اطلع الى الارض اطلاعة فاختار من أهلها رجلين، فجعل احدهما اباك والاخر بعلك.

يا بنية، نعم الزوج زوجك، لا تعصي له امرا، ثم صاح بي رسول الله (صلى الله عليه واله) : يا علي، فقلت : لبيك يا رسول الله، قال : ادخل بيتك، والطف بزوجتك، وارفق بها، فان فاطمة بضعة مني، يؤلمني ما يؤلمها، ويسرني ما يسرها، استودعكما الله واستخلفه عليكما، قال علي (عليه السلام) : فوالله ما اغضبها ولا اكرهتها على امر حتى قبضها الله عز وجل اليه، ولا أغضبتني ولا عصت لي امرا، ولقد كنت أنظر اليها فتكشف عني الهموم والاحزان.

قال علي (عليه السلام) : ثم قام رسول الله (صلى الله عليه واله) لينصرف، فقالت له فاطمة (عليها السلام) : يا أبت، لا طاقة لي بخدمة البيت، فاخدمني خادما تخدمني وتعينني على أمر البيت،ـ فقال لها : يا فاطمة، اولا ترين خيرا من الخادم؟ فقال علي : قولي : بلى، قالت : يا ابت، خيرا من الخادم، فقال : تسبحين الله عز وجل في كل يوم ثلاثا وثلاثين مرة، وتحمديه ثلاثا وثلاثين مرة، وتكبرينه اربعا وثلاثين مرة، فذلك مائة باللسان والف حسنة في الميزان يا فاطمة، انك ان قلتيها في صبيحة كل يوم كفاك الله ما أهمك من أمر الدنيا والاخرة.

وروى الصدوق في (الأمالي) بأسناد معتبر عن عباس، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : ان الله تبارك وتعالى آخى بيني وبين علي بن ابي طالب (عليه السلام)، وزوجه ابنتي من فوق سبع سماواته، واشهد على ذلك مقربي ملائكته، وجعله لي وصيا وخليفة، فعلي مني وأنا منه، محبه محبي، ومبغضه مبغضي، وان الملائكة لتتقرب الى الله عز وجل بمحبته.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.