المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2764 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



ماهية الدلالة: ابعادها النفسية والاجتماعية ومساحتها (الفروق والمساحات الدلالية)  
  
482   11:53 صباحاً   التاريخ: 16-8-2017
المؤلف : د. فايز الداية
الكتاب أو المصدر : علم الدلالة، النظرية والتطبيق
الجزء والصفحة : ص24- 29
القسم : علوم اللغة العربية / علم الدلالة / الدال و المدلول /

 

‏قدم  أبوهلال العسكري  (ت 3٩٥)  عملاً دلاليا متميزاً له طرافته العلمية، إضافة الى جهوده اللغوية والنقدية التي منها معجمه (التلخيص في معرفة الأشياء)  المرتب بحسب أبواب المعاني، فقد صنف مؤلفاً بعنوان (الفروق اللغوية)(1) رغب في أن يظهر من خلال أبوابه الثلاثين المساحات الدلالية لعدد من الألفاظ التي تتقارب وتتداخل عند أهل اللغة والعلماء، وهو يقول في مقدمة الكتاب:

‏(اني ما رأيت نوعاً من العلوم وفناً من الآداب إلا وقد صنف فيه كتب تجمع أطرافه، وتنظم أصنافه إلا الكلام في الفرق بين معان تقاربت حتى أشكل

ص24

الفرق بينها نحو العلم والمعرفة، والفطنة والذكاء، والإرادة والمشيئة، والغضب والخد، وما شاكل ذلك، فإني ما رأيت في الفرق بين هذه المعاني وأشباهها كتابا يكفي الطالب ويقنع الراغب، مع كثرة  منافعه فيما يؤدي إلى المعرفة بوجوه الكلام، والوقوف على حقائق معانيه، والوصول إلى الفرض فيه، وفرقت ما أردت تضمينه إياه من ذلك(2)).

‏يبدو من هذه الكلمة الموجزة لأبي هلال أنه قصد إلى درس تحليلي للدلالة اللغوية له خصوصية، ووظيفة في الاستعمال العلمي والفني واليومي. ونثبت بعض الإشارات إلى ماهية العمل في الفروق. فهي أولا لم تدخل في فروع المناقشات الدائرة حول: الترادف وما يكون من شأنه بصورة مباشرة، وإن يكن الموضوع قرب من هذه المشكلة اللغوية، وانصرف الاهتمام في الفروق إلى التعليل وشرح المعاني وبسط المساحة الدلالية التي يحددها الرمز الخاص بها، وماهي الحدود الفاصلة بينها وبين جارتها. وهناك أمر آخر هو أن الثقافة المفترضة عند المؤلف للقيام بمثل هذا العمل هي: الفلسفة والمنطق خاصة في بحوثه المتناولة للتعريفات والحدود وما يكونها، ولكن أبا هلال لم يستخدم مصطلحات أهل المنطق، بل كان شارحاً لغويا دلاليا، كما ‏سنرى في عدد من الشواهد نتقيها من هذا الكتاب.

‏يقول أبو هلال:

‏( الفرق بين الدعاء والنداء: أن النداء هو رفع الصوت بما له معنى، والعربي يقول لصاحبه: نادِ معي ليكون ذلك أندى لصوتنا، أي: أبعد له. والدعاء. يكون برفع الصوت وخفضه، يقال: دعوته من بعيد، ودعوت الله في نفسي، ولا يقال: ناديته في نفسي. وأمل الدعاء طلب الفعل يدعو وادعى ادعاء، لأنه يدعو إلى مذهب من غير دليل ؟ وتداعى، يدعو بعضه

ص25

بعضا إلى السقوط، والدعوى: مطالبة الرجل بمال يدعو الى أن يعطاه (3).

‏(الفرق بن النجوى والسر: أن النجوى اسم للكلام الخفي الذي تناجي به صاحبك لأنك ترفعه عن غيره، وذلك أن أصل الكلمة: الرفعة، ومنه النجوة من الأرض، وسمي تكلم الله تعال موسى عليه السلام مناجاة: لأنه كان كلاماً أخفاه عن غيره. والسرُّ: إخفاء الشيء في النفس، ولو اختفى بستر أو وراء جدار لم يكن سرا. ويقال في هذا الكلام سر: تشبيهاً بما يخفى في النفس، ويقال متري عند فلان: تريد ما يخفيه في نفسه من ذلك، ولا يقال نجواي عنده.

‏والنجوى تتناول جملة ما يتناجى به من الكلام، والستر يتناول معنى ذلك، وقد يكون السر في غير المعاني مجازاً، تقول: محل هذا سراً. وقد أسر الأمر، والنجوى لا تكون إلا كلاماً (4) ".  

‏وأعتقد أن  الفروق اللغوية  تفتح باباً للتحليل الدلالي، أو هي ينبغي أن تنور طبيعة الجهود الدلالية العربية القديمة، خاصة واننا نلتمس توظيفا للبحوث الدلالية التطبيقية على نحو واسع في حياتنا العلية. ويبرز ههنا دور التعريب وقضايا المصطلحات وكذلك التوجه إلى التطبيقات الدلالية الفنية في الأدب ونقده.

‏لقد تميز أبو هلال السكري في أنه أفرد مصنفا خاصا(للفروق)، وقد وصلنا مع آثاره اللغوية والأدبية، إلا أن مؤلفاً آخر كان معاصرا له دون كتابا في هذا الشأن، ألا وهو أبو الطيب اللغوي عبد الواحد بن علي (٣٥١ هـ)، ونقل عنه السيوطي ي المزهر ما توصف به اليد عند لمسها كل صنف من الملموسات ما يجعلنا نتأمل بحث علمائنا عن الدقة في التعبير، مما يرفع اللغة العربية الى

ص26

مرتبة عالية في صلاحيتها لأداء مكنونات النفس ودقائق الأمور المادية، وبذا ترفع اللبس عن المتحاورين، وتوصل جزئيات العلوم مثلما يكون التوصيل في كلياتها.

‏يقول السيوطي: "وقال أبو الطيب اللغوي في كتاب الفروق: يقال يده من اللحم غمرة، وندلة، ومن اللبن وضرة، ومن السمك والحديد أيضا سهكة، ومن البيض ولحم الطير زهمة، ومن العسل لثقة، ومن الجُبن نسمة، ومن الودك ودكة، ومن النقس طرسة، ومن الدهن والسمن نمسة، ومن الخل خمطة، ومن الماء لثثة، ومن الخضاب رَدِعة، ومن الطين ردغة، ومن العجين لوثة، ومن الدقيق نثرة، ومن الرطب والتمر حمتة، ومن الزيت وصئة، ومن السويق والبزر رغفة، ومن النجاسة نجسة، ومن الأشنان حرضة، ومن البقل زهرة، ومن القار حلكة، ومن الفرصاد قنئة، ومن الرطاب مصعة، ومن البطيخ نضخة، ومن الذهب والفضة قثمة، ومن الكامخ شهرة، ومن الكافور سطعة، ومن الدم شحطة، ومن التراب تربة، ومن الرماد رمدة، ومن الصحناء صحنة، ومن الخمط مسسة، ومن الخبز خبزة، ومن المسك ذفرة، ومن غيره من الطيب عطرة، ومن الشراب خمرة، ومن الروائح الطيبة أرجة (5) ".

وممن تنبهوا الى قيمة النظر في الفروق ابن قتيبة في (أدب الكاتب) إذ أفرد فصلاً عرض فيه للمسألة. وحض على دراية هذا الجانب في عمل الكاتب (6).

ونذكر ههنا عناية مؤلفي المصنفات (7) المشابهة والمقاربة لعمل ابن قتيبة بإيراد الألفاظ الخاصة بجوانب النشاط الاقتصادي والفكري والعسكري، لتكون دليلاً للعاملين في الدواوين، فلا يخطئ واحدهم في تعبيره عن قضية هامة تتبدل

ص27

الأحكام فيها بحسب دقة دلالاتها. ونصل حديثنا نحن في هذا الموضع من الدراسة بالجهود اللغوية فيما نسميه بمعجمات المعاني من مثل فقه اللغة للثعالبي، والتلخيص في معرفة الأشياء للعسكري، والمخصص لابن سيده، ذلك أنها يمكن أن توظف في التحليل الدلال وفي ربط مجموعات الدلالات في حيز معين مكاني أو زماني أو متصل بوجه من وجوه النشاط، وهذا ما يفرد له الباحثون المحدثون في علم اللغة الحديث والدلالة خاصة باب  (الحقول الدلالية (8) )  .

‏ونورد ملامح من اهتمام اللغويين العرب بهذه الظاهرة، فقد كانوا يتناولونها في مصنفاتهم من غير إفرادها بأبواب وفصول مستقلة، إلى أن اجتمعت بقدر نبه  أبا الطيب اللغوي وأبا هلال العسكري إلى ضرورة اتخاذ الكتب الخاصة بها.

‏فما جاء عن ابن دريد صاحب جهرة اللغة قوله في الجهرة: "الشنداخي: طعام الإملاك، والعقيقة: ما يذبح عن المولود، والوضيمة: طعام المأتم، والنقيعة: طعام قدوم المسافر، والمأدبة والمدعاة: طعام أي وقت كان " ‌.

‏وقال ابن دريد: ه قال أبو عثان عن التوّزي عن أبي عبيدة عن أبي الخطاب الأخفش، وهو في نوادر أبي مالك، قال: الشبر: من طرف الخنصر إلى طرف الإبهام. والفِتر: من طرف الإبهام الى طرف السبابة، والرتب: بين السبابة والوسطى، والعتب: مابين الوسطى والبنصر، والوصيم: ما بين الخنصر والبنصر، وهو البصم أيضاً. ويقال: ما بين كل إصبعين فوت، وجمعه أفوات (9) " .

‏وقال ابن الأعرابي في نقل لثعلب أحمد بن يحيى أورده صاحب ( فقه

ص28

اللغة : الصباحة في الوجه، الوضاءة في البشرة، الجمال في الأنف، الملاحة في ‏الفم، الحلاوة في العينين، الظرف في اللسان، الرشاقة في القدّ، اللباقة في الشمائل، كمال الحسن في الشعر(10) ".

‏وقال أبو علي القالي في أماليه : "حدثنا أبو بكر بن الأنباري قال: حدثني أبي عن أحمد بن عبيد قال: يقال للقطعة من الشعر: الفليلة، وللقطعة من القطن: السبيخة، وللقطعة من الصوف: العمتة (11) ".

‏وهناك نقول عن ابن خالويه والفراء، والزجاجي، والأصمعي، والكسائي وابي زيد في هذا المجال التحليلي (12).

ص29

__________________

‏(1) الفروق اللغوية، لأبي هلال العسكري، ط مكتبة القدسي (حسام الدين القدسي)    القاهرة  1353 هـ.

‏(2) الفروق 17.

(3) الفروق اللغوية، أبو هلال العسكري ٢٦ ‏.

(4) ‏ الفروق اللغوية ٤٨ ‏.

(5) المزهر السيوطي (1/447).

(6) أدب الكاتب، ابن قتيبة، 55 فما بعدها، 208.

(7) من هؤلاء مثلاً ابن السيد البطليوسي في (الاقتضاب في شرح أدب الكتاب).

(8) Lyons, J. Eléments de Sémantique, p. 202, Larousse, paris 1978.

(9) المزهر، السيوطي (1/445).

(10) المزهر، السيوطي (1/445). ‏

(11) المزهر (1/443).

(12) ينظر فى المزهر (١‏/٣٣٥ ‏- ٤٤٩).

 




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.