المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

المضاف إليه
2023-09-17
Allyl Acetate
31-8-2017
الوسائل الاعلامية المقروءة
18-7-2017
The Discovery of Universal Gravitation
22-12-2015
معنى كلمة نشط‌
10-1-2016
Look for Closer Links
2024-09-15


رأي الإسلام في كيفية عبادة الفتيات  
  
2111   08:25 صباحاً   التاريخ: 15-8-2017
المؤلف : الشيخ مجيد الصائغ
الكتاب أو المصدر : تربية الفتاة في الإسلام
الجزء والصفحة : ص157ـ160
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-8-2018 1912
التاريخ: 25/12/2022 1307
التاريخ: 1-9-2020 2710
التاريخ: 2023-06-18 1109

لابدَّ أن ينتبه الآباء والأمهات والمربون الى ان الدين من أعظم العوامل المساعدة على تربية الأولاد ، وأن الإيمان مشعل وضاء ينير أحلك الطرق ويوقظ الضمائر ويقوّم الانحرافات وأن التنمية الصحيحة للمشاعر اساس التكامل النفسي والوصول الى السعادة والكمال المنشود للإنسان ؛ ولا يحصل ذلك الا بتنميته الإيمان والفضائل .

فالعبادة هي الركيزة الأساسية للإيمان ولا يمكن تحقيقها إلا بالعبادة المرضية لله سبحانه وتعالى، فينبغي تخصيص الجزء المهم من التربية الدينية في هذا الجانب ، وتنشئة الفتيات نشأة سليمة  لتكون معتقده بتعاليم دينها ومطبقة لها. والغرض الآخر أن تعتبر البنت الإسلام عقيدة صالحة  ومذهباً للحياة وأن تتقبل مبادئه وتعاليمه على أساس كونها أفكاراً حركيةً أصلية. ومن تلك الأهداف أن تكون البنت مطيعة لربها وخاضعة لتعاليمه ومنقادةً لأوامره وأن تتوكل عليه في كل الظروف والأحوال ، وان تعلم البنت الآن الأصول الأساسية في العقيدة ودراسة ومعرفة الانبياء  وولاة الدين والقادة والربانيين ، ومن الضروري تلقين الفتيات منذ نعومة أظفارهن المعلومات الكافية عن الأنبياء ودورهم في الحياة ، ويجب أن يكون ذلك بأسلوب سلس مفهوم ، متضمناً سرد قصة حياة نبينا (صلى الله عليه واله وسلم)، وبياناً لأهمية القرآن في حياة الإنسان ، وعلى نحو يخلق لديها شعوراً يؤدي الى التعلق به، ثم التحدث لهن أيضاً عن الأئمة المعصومين ومواقفهم وخلاصة عن حياتهم ، وبالخصوص في أيام ولاداتهم وَوَفَياتهم  ، وذلك عن طريق تدريسهم  إلقاء الخطب والكلمات التي تنشر الوعي ، فيتحقق إشباع  نفوس البنات بحب الدين من خلال التحدث عن صفاتهم الحميدة وامتداحها ، وهو ما يثير عواطف البنات ويشدُّهن إليهم نفسياً ، وبالتحدث أيضاً عن الملائكة والأنبياء وعظمتهم ، لعل بعض الأطفال يتصور أنَّ بمقدوره رفض الأنبياء أو الأولياء وعدم الاعتراف بهم والتجاسر على بعضهم كعزرائيل (عليه السلام)

وأما ما يختص بالجوانب العبادية الأخرى والفرائض كالصلاة والصيام والحج والجهاد  والخُمس والزكاة وغيرها فإن البنات يتعلّمن بعضاً منها عملياً والبعض الآخر يتعلمنه نظرياً. أما موضوع الصلاة فينبغي أن يتعوَّدها الأطفال عموماً بين (7 ـ 8 سنوات) من العمر كأن يقف الطفل الى جانب أمه وأبيه ويصلي من باب اللعب والتسلية . روي عن الامام الصادق (عليه السلام) انه قال بشأن الصيام: (اننا نوقظ ابنائنا الى تناول الطعام في السحور في سن السادسة... وحين يبلغ السابعة من عمرة نشجعه على تحمّل الجوع والعطش لعدة ساعات كأن يصوم هذا اليوم من الصباح وحتى الظهر ثم يصوم اليوم الثاني من الظهر وحتى المغرب).

وفي اطار تعويد الاطفال عموماً اداء الواجبات الدينية والتزامهم الامور العبادية ففي هذا المجال لابد من التنبيه على نقطتين مهمتين:

الاولى: لابد من العمل على جعل الولد ينسجم بعبادة ربه في كل خطوط القيمة الدينية.

الثانية: ينبغي عدم التعقيد في التكاليف الدينية فيراعى سن الطفل، ففي السنين الاولى من عمره وعندما يكون تمثّله الاشياء مرهوناً بالتقليد، لابد ان يُقدَّم له نموذجٌ صالحٌ ، سواء من خلال الواقع او من خلال الوسائل الفنية المختلفة.

وربما يحتاج في مثل هذه المرحلة الى استخدام وسيلة الترغيب بحيث تجعله يقبل على العبادات حتى لو رغب في مكافأة مادية يتلقاها.

واما في المراحل المتقدمة التي يصبح فيها الطفل قادراً على فهم معنى العبادات ولو بذهنية طفولية فيصبح من الواجب تقريب الفكرة الى ذهنه ما امكن باستخدام كل الوسائل التربوية التي تستخدم عادة في مرحلة (الروضات) لربطة بالفكرة عبر الصورة او العمل .

وعلى الآباء والمربين ان يتساهلوا في هذه المرحلة مع الطفل بحيث يقبل منهم اداء ركعتين او اداء صلاة بلا ركوع او بلا سجود، وبحيث لا تتحول الصلاة الى عبء على طفولته يشعر معه بالضغط فينفر منها . ولعل هذا ما توحي به كلمة : اتركه سبعاً .

أما في المراحل التي تسبق مرحلة التكليف فيحتاج إلى استخدام الأسلوب نفسه الذي تستخدمه مع الطفل عندما يمتنع عن الدواء أو النوم أو الأكل ، ولابدَّ من ملاحظة مهمة ، وهي أن لا تبلغ حد القسوة بحيث يُعّقد الطفل من الصلاة وغيرها من العبادات .

وتأتي المرحلة اللاحقة  التي تكون دراسة دقيقة لمعرفة  تأثير الحزم سلبياً أو إيجابياً على سلوك الطفل ذكرا كان او انثى، وتحديد مدى التقبل لهذا الاسلوب او ذاك وعند الفشل في التأثير في الطفلُ فيُدرَس الامر كمشكلة لاكتشاف العلاج المناسب.

واستشارة من لديهم عقل راجح في كيفية التعامل مع الفتيان والفتيات تفيد في مثل هذه الحالات، فيجب الا تُهمل.

وقد ورد في الحديث: (ادّب صغار اهل بيتك بلسانك على الصلاة والطهور فإذا بلغوا عشر سنين فأضرب ولا تجاوز ثلاثاً).

وإلى جانب الأمور العبادية لابدّ من تنبيه الأولاد على موضوع الطهارة والنجاسة وتدريبهم على طهارة كل شيء لا سيما ثيابهم والابتعاد عن كل ما ينجس حتى في غفلة عنه.

هذا مع الحفاظ على عدم تقييد حريتهم في اللعب واللهو داخل البيت والابتعاد عن التعقيدات التي تجعل من طهارة البيت أمراً عسيراً يخلق جواً من التوتر بين الام والاولاد بحيث يشعر هؤلاء انهم ملاحقون دائما من قبلهم بتعليمات الطهارة، ويُهمِل العناية بها في المستقبل باعتبارها شيئا يضغط على حريته.

لذلك لابدَّ من تعويد الاولاد على الطهارة بطريقة مرنه لا تحوّل المنزل الى سجن يقيّد حركة الاولاد ولعبهم ولهوهم.

واذا اخفقت الام في تدريب الاولاد على الاهتمام بالطهارة فعليها ان تفعل ذلك بمزاج هادئ طيّب لطيف بحيث لا تدع الولد يتحسس الجانب السلبي في الطهارة؛ وبذلك يكون متمرداً على الاوامر الشرعية التي مأموراً بها عند البلوغ.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.