أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-8-2018
1912
التاريخ: 25/12/2022
1307
التاريخ: 1-9-2020
2710
التاريخ: 2023-06-18
1109
|
لابدَّ أن ينتبه الآباء والأمهات والمربون الى ان الدين من أعظم العوامل المساعدة على تربية الأولاد ، وأن الإيمان مشعل وضاء ينير أحلك الطرق ويوقظ الضمائر ويقوّم الانحرافات وأن التنمية الصحيحة للمشاعر اساس التكامل النفسي والوصول الى السعادة والكمال المنشود للإنسان ؛ ولا يحصل ذلك الا بتنميته الإيمان والفضائل .
فالعبادة هي الركيزة الأساسية للإيمان ولا يمكن تحقيقها إلا بالعبادة المرضية لله سبحانه وتعالى، فينبغي تخصيص الجزء المهم من التربية الدينية في هذا الجانب ، وتنشئة الفتيات نشأة سليمة لتكون معتقده بتعاليم دينها ومطبقة لها. والغرض الآخر أن تعتبر البنت الإسلام عقيدة صالحة ومذهباً للحياة وأن تتقبل مبادئه وتعاليمه على أساس كونها أفكاراً حركيةً أصلية. ومن تلك الأهداف أن تكون البنت مطيعة لربها وخاضعة لتعاليمه ومنقادةً لأوامره وأن تتوكل عليه في كل الظروف والأحوال ، وان تعلم البنت الآن الأصول الأساسية في العقيدة ودراسة ومعرفة الانبياء وولاة الدين والقادة والربانيين ، ومن الضروري تلقين الفتيات منذ نعومة أظفارهن المعلومات الكافية عن الأنبياء ودورهم في الحياة ، ويجب أن يكون ذلك بأسلوب سلس مفهوم ، متضمناً سرد قصة حياة نبينا (صلى الله عليه واله وسلم)، وبياناً لأهمية القرآن في حياة الإنسان ، وعلى نحو يخلق لديها شعوراً يؤدي الى التعلق به، ثم التحدث لهن أيضاً عن الأئمة المعصومين ومواقفهم وخلاصة عن حياتهم ، وبالخصوص في أيام ولاداتهم وَوَفَياتهم ، وذلك عن طريق تدريسهم إلقاء الخطب والكلمات التي تنشر الوعي ، فيتحقق إشباع نفوس البنات بحب الدين من خلال التحدث عن صفاتهم الحميدة وامتداحها ، وهو ما يثير عواطف البنات ويشدُّهن إليهم نفسياً ، وبالتحدث أيضاً عن الملائكة والأنبياء وعظمتهم ، لعل بعض الأطفال يتصور أنَّ بمقدوره رفض الأنبياء أو الأولياء وعدم الاعتراف بهم والتجاسر على بعضهم كعزرائيل (عليه السلام)
وأما ما يختص بالجوانب العبادية الأخرى والفرائض كالصلاة والصيام والحج والجهاد والخُمس والزكاة وغيرها فإن البنات يتعلّمن بعضاً منها عملياً والبعض الآخر يتعلمنه نظرياً. أما موضوع الصلاة فينبغي أن يتعوَّدها الأطفال عموماً بين (7 ـ 8 سنوات) من العمر كأن يقف الطفل الى جانب أمه وأبيه ويصلي من باب اللعب والتسلية . روي عن الامام الصادق (عليه السلام) انه قال بشأن الصيام: (اننا نوقظ ابنائنا الى تناول الطعام في السحور في سن السادسة... وحين يبلغ السابعة من عمرة نشجعه على تحمّل الجوع والعطش لعدة ساعات كأن يصوم هذا اليوم من الصباح وحتى الظهر ثم يصوم اليوم الثاني من الظهر وحتى المغرب).
وفي اطار تعويد الاطفال عموماً اداء الواجبات الدينية والتزامهم الامور العبادية ففي هذا المجال لابد من التنبيه على نقطتين مهمتين:
الاولى: لابد من العمل على جعل الولد ينسجم بعبادة ربه في كل خطوط القيمة الدينية.
الثانية: ينبغي عدم التعقيد في التكاليف الدينية فيراعى سن الطفل، ففي السنين الاولى من عمره وعندما يكون تمثّله الاشياء مرهوناً بالتقليد، لابد ان يُقدَّم له نموذجٌ صالحٌ ، سواء من خلال الواقع او من خلال الوسائل الفنية المختلفة.
وربما يحتاج في مثل هذه المرحلة الى استخدام وسيلة الترغيب بحيث تجعله يقبل على العبادات حتى لو رغب في مكافأة مادية يتلقاها.
واما في المراحل المتقدمة التي يصبح فيها الطفل قادراً على فهم معنى العبادات ولو بذهنية طفولية فيصبح من الواجب تقريب الفكرة الى ذهنه ما امكن باستخدام كل الوسائل التربوية التي تستخدم عادة في مرحلة (الروضات) لربطة بالفكرة عبر الصورة او العمل .
وعلى الآباء والمربين ان يتساهلوا في هذه المرحلة مع الطفل بحيث يقبل منهم اداء ركعتين او اداء صلاة بلا ركوع او بلا سجود، وبحيث لا تتحول الصلاة الى عبء على طفولته يشعر معه بالضغط فينفر منها . ولعل هذا ما توحي به كلمة : اتركه سبعاً .
أما في المراحل التي تسبق مرحلة التكليف فيحتاج إلى استخدام الأسلوب نفسه الذي تستخدمه مع الطفل عندما يمتنع عن الدواء أو النوم أو الأكل ، ولابدَّ من ملاحظة مهمة ، وهي أن لا تبلغ حد القسوة بحيث يُعّقد الطفل من الصلاة وغيرها من العبادات .
وتأتي المرحلة اللاحقة التي تكون دراسة دقيقة لمعرفة تأثير الحزم سلبياً أو إيجابياً على سلوك الطفل ذكرا كان او انثى، وتحديد مدى التقبل لهذا الاسلوب او ذاك وعند الفشل في التأثير في الطفلُ فيُدرَس الامر كمشكلة لاكتشاف العلاج المناسب.
واستشارة من لديهم عقل راجح في كيفية التعامل مع الفتيان والفتيات تفيد في مثل هذه الحالات، فيجب الا تُهمل.
وقد ورد في الحديث: (ادّب صغار اهل بيتك بلسانك على الصلاة والطهور فإذا بلغوا عشر سنين فأضرب ولا تجاوز ثلاثاً).
وإلى جانب الأمور العبادية لابدّ من تنبيه الأولاد على موضوع الطهارة والنجاسة وتدريبهم على طهارة كل شيء لا سيما ثيابهم والابتعاد عن كل ما ينجس حتى في غفلة عنه.
هذا مع الحفاظ على عدم تقييد حريتهم في اللعب واللهو داخل البيت والابتعاد عن التعقيدات التي تجعل من طهارة البيت أمراً عسيراً يخلق جواً من التوتر بين الام والاولاد بحيث يشعر هؤلاء انهم ملاحقون دائما من قبلهم بتعليمات الطهارة، ويُهمِل العناية بها في المستقبل باعتبارها شيئا يضغط على حريته.
لذلك لابدَّ من تعويد الاولاد على الطهارة بطريقة مرنه لا تحوّل المنزل الى سجن يقيّد حركة الاولاد ولعبهم ولهوهم.
واذا اخفقت الام في تدريب الاولاد على الاهتمام بالطهارة فعليها ان تفعل ذلك بمزاج هادئ طيّب لطيف بحيث لا تدع الولد يتحسس الجانب السلبي في الطهارة؛ وبذلك يكون متمرداً على الاوامر الشرعية التي مأموراً بها عند البلوغ.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|