المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9160 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
عـمليـة تـطويـر نـظام التـجارة الإلكـتـرونـيـة
2025-01-16
إدارة التـجـارة الإلكـتـرونـي
2025-01-16
أهداف تحليل المضمون في البحوث
2025-01-16
أسلوب تحليل المضمون في البحوث الإعلامية
2025-01-16
عيوب الملاحظة في البحوث العلمية
2025-01-16
مزايا الملاحظة في البحوث العلمية
2025-01-16

الحاجز الدماغي – الدموي (Blood – Brain Barrier, BBB)
26-5-2016
القلب مثال قبة لها ابواب‏
25-2-2019
محاصيل ذات طبيعة خاصة- المطاط - مناطق انتاج المطاط الطبيعي
25-12-2016
sound change/law/shift
2023-11-18
عقبات في طريق المرأة
20-7-2022
نبهان التمّار
2023-03-26


اكتشاف شبكة جاسوسيّة في المدينة  
  
3424   09:49 صباحاً   التاريخ: 2-7-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏2،ص555-557.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-6-2017 3252
التاريخ: 28-6-2017 3112
التاريخ: 5-11-2015 4103
التاريخ: 29-3-2022 1849

كان رسول الله (صلى الله عليه واله) ... يولي مسألة تحصيل المعلومات عن العدو وتحركاته اهتماما كبيرا، وكان اكثر انتصاراته تعود إلى حسن استخدامه لهذه الوسيلة وبالتالي لمعرفته الدقيقة بتحرّكات العدو ونشاطاته، وعلى هذا الاساس كان يقضي على الكثير من المؤامرات في مهدها.
ولقد بلغ رسول الله (صلى الله عليه واله) أن ناسا من المنافقين يجتمعون في بيت سويلم  اليهودي، ويخطّطون لتثبيط المسلمين عن رسول الله (صلى الله عليه واله) في هذه الغزوة- غزوة تبوك - ، فبعث رسول الله (صلى الله عليه واله) طلحة بن عبيد الله  في نفر من أصحابه لإرهاب اولئك المتآمرين حتى يكفّوا عن التآمر، وأمره بأن يحرّق عليهم بيت سويلم. 
ففعل طلحة ذلك إذ اقتحم البيت بغتة، وهم يخطّطون، ويدبّرون مؤامرة، واحرق البيت، ففرّوا وسط ألسنة اللهب، وأعمدة الدخان، وافلتوا، وانكسرت رجل أحدهم حين الفرار.
وقد كان هذا الاجراء مفيدا في ردع المنافقين المشاغبين عن العودة إلى مثلها حتى قال أحد رءوسهم وهو الضحّاك بن خليفة  :
كادت وبيت الله نار محمّد ... يشيط بها الضحّاك وابن أبيرق 
وظلت وقد طبّقت كبس سويلم ... أنوء على رجلي كسيرا ومرفقي 
سلام عليكم لا أعود لمثلها ...    أخاف ومن تشمل به النار يحرق 
كما أتى رجال من المسلمين رسول الله (صلى الله عليه واله) كانوا يرغبون في الخروج مع رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى هذه الغزوة، وطلبوا منه ما يحملهم عليه من دابّة فقد كانوا أهل حاجة فقراء، فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه واله) : لا أجد ما أحملكم عليه.
فتولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا، ألاّ يجدوا ما ينفقون.
فاذا كان بين أصحاب النبيّ (صلى الله عليه واله) رجال نافقوا، وتركوا الخروج مع رسول الله متعلّلين بالأعذار السخيفة، فقد كان إلى جانب ذلك أيضا من كان يبكي بكاء مرّا لعدم تمكّنه من المشاركة في الجهاد المقدس حتى عرفوا في التاريخ الاسلامي بالبكائين، ونزل فيهم قرآن اذ يقول تعالى : {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ} [التوبة: 92].
ولقد أبطأ بعض أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) عن الخروج، وتخلّفوا لا عن شكّ وارتياب، أو رغبة عن الجهاد في سبيل الله، وقد كانوا أهل صدق لا يتّهمون في إسلامهم، إنّما تخلّفوا حتى يلتحقوا بركب النبي (صلى الله عليه واله) بعد أن يفرغوا من الحصاد والقطاف وهم ( المخلّفون ) الثلاثة حسب تعبير القرآن الكريم الذين فاتتهم غزوة تبوك، فوبّخهم الله تعالى وعاقبهم على تخلّفهم ليكون في ذلك عبرة لمن سواهم كما ستعرف تفصيل ذلك عمّا قريب.
اما المجاهدون الصادقون الذين لبّوا نداء رسول الله (صلى الله عليه واله) وتهيّأوا من فورهم للخروج معه في شوق بالغ، ورغبة عظيمة في الجهاد. 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.