أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-3-2018
1208
التاريخ: 27-6-2017
1278
التاريخ: 27-6-2017
507
التاريخ: 28-6-2017
682
|
خلافة أبي العباس السفاح:
هو أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، بويع في سنة مائة واثنتين وثلاثين.
كان كريماً حليماً وقوراً عاقلاً كاملاً كثير الحياء حسن الأخلاق، ولما بويع واستوسق له الأمر تتبع بقايا بني أمية ورجالهم فوضع السيف فيهم.
وفي بعض أيامه كان جالساً في مجلس الخلافة وعنده سليمان بن هشام بن عبد الملك وقد أكرمه السفاح فدخل عليه سديف الشاعر فأنشده:
لا يغـــرنك مـــا تـرى من رجال *** إن تحت الضلوع داءً دويا
فضع السيف وارفع السوط حتى *** لا ترى فوق ظهرها أمويا
فالتفت سليمان وقال: قتلتني يا شيخ! ودخل السفاح وأخذ سليمان فقتل. ودخل عليه شاعر آخر وقد قدم الطعام وعنده نحو سبعين رجلاً من بني أمية فأنشده:
أصبــــح الملك ثابـــت الآساس *** بالبهاليـل من بني العباس
طلبــــــــوا وتر هـاشم فشفوها *** بعد ميل من الزمان وياس
لا تقيلن عبــــــد شمسٍ عــاراً *** واقطعــن كل رقلةٍ وغراس
ذلـــــا أظهـــــــــر التودد منها *** وبهـــا منكم كحز المواسي
ولـــقد غاظني وغاض سوائي *** قربهـم من نمارق وكراسي
أنزلـــــوها بحيـث أنـــزلها الل *** ه بدار الهــوان والإتعـــاس
واذكروا مصرع الحسين وزيـدٍ *** وقتيــــلاً بجــانب المهراس
والقتيل الـــذي بحــران أضحى *** ثــــاوياً بين غــربة وتناس
فالتفت أحدهم إلى من بجانبه وقال: قتلنا العبد. ثم أمر بهم السفاح فضربوا بالسيوف حتى قتلوا. وبسط النطوع عليهم وجلس فوقهم فأكل الطعام، وهو يسمع أنين بعضهم حتى ماتوا جميعاً .
وبالغ بنو العباس في استئصال شأفة بني أمية حتى نبشوا قبورهم بدمشق، فنبشوا قبر معاوية بن أبي سفيان، فلم يجدوا فيه إلا خيطاً مثل الهباء، ونبشوا قبر يزيد فوجدوا فيه حطاماً كأنه الرماد، ولما قتل رجالهم واستصفى أموالهم قال:
بنـــي أميــة قد أفنيت جمعكـــم *** فكيف لي منكم بالأول الماضي
يطيب النفس أن النــار تجمعكم *** عوضتم من لظاها شر معتاض
منيتــــــم، لا أقــال الله عثرتكم *** بليث غــاب إلى الأعداء نهاض
إن كان غيظي لفوتٍ منكم فلقد *** رضيت منكـم بما ربي به راض
ثم لم تطل مدة السفاح حتى مات بالأنبار في سنة مائة وست وثلاثين.
ذكر وزارة أبي سلمة الخلال:
أول وزير وزر لأول خليفة عباسي حفص بن سليمان أبو سلمة الخلال، كان مولىً لبني الحارث بن كعب. قيل في تلقيبه بالخلال ثلاثة أوجه: أحدها أن منزله بالكوفة كان قريباً من محلة الخلالين وكان يجالسهم، فنسب إليهم، كما نسب الغزالي إلى الغزالين وكان يجالسهم كثيراً. ورأيت في تسمية الغزالي وجهاً آخر قيل كان من رأيه الصدقة على النساء العجائز اللواتي يحضرن إلى دار الغزل ليبعن غزلهن فيرى ضعفهن وفقرهن ونزارة مكسبهن فيرق لهن فيتصدق عليهن كثيراً ويأمر بالصدقة عليهن، فنسب إلى ذلك. وثانيها أنه كان له حوانيت يعمل فيه الخل فنسب إلى ذلك. وثالثها أنها نسبة إلى خلل السيوف وهي أغمادها.
كان أبو سلمة من مياسير أهل الكوفة، وكان ينفق ماله على رجال الدعوة، وكان سبب وصلته إلى بني العباس أنه كان صهراً لبكير بن ماهان ، وكان بكير ابن ماهان كاتباً خصيصاً بإبراهيم الإمام، فلما أدركته الوفاة قال لإبراهيم الإمام: إن لي صهراً بالكوفة يقال له أبو سلمة الخلال قد جعلته عوضي في القيام بأمر دعوتكم ثم مات. فكتب إبراهيم الإمام إلى أبي سلمة يعلمه بذلك ويأمره بما يريد من أمر الدعوة، وقال أبو سلمة بأمر دعوتهم قياماً عظيماً. فلما سبر أحوال بني العباس عزم على العدول عنهم إلى بني علي، عليه السلام، فكاتب ثلاثة من أعيانهم جعفر بن محمد الصادق، عليهما السلام، وعبد الله المحض بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، عليهم السلام، وعمر الأشرف بن زين العابدين، عليه السلام، وأرسل الكتب مع رجل من مواليهم، وقال له: اقصد أولاً جعفر بن محمد الصادق فإن أجاب فأبطل الكتابين الأخرين، وإن لم يجب فالق عبد الله المحض، فإن أجاب فأبطل كتاب عمر، وإن لم يجب فالق عمر.
فذهب الرسول إلى جعفر بن محمد، أولاً ودفع إليه كتاب أبي سلمة ، فقال: ما - لي ولأبي سلمة وهو شيعة لغيري. فقال له الرسول: اقرأ الكتاب. فقال الصادق، عليه السلام، لخادمه: أدن السراج مني، فأدناه، فوضع الكتاب على النار حتى احترق. فقال الرسول: ألا تجيبه؟ قال: قد رأيت الجواب. ثم مضى الرسول إلى عبد الله المحض ودفع إليه الكتاب فقرأه وقبله وركب في الحال إلى الصادق، عليه السلام، وقال: هذا كتاب أبي سلمة يدعوني فيه إلى الخلافة، وقد وصل علي يد بعض شيعتنا من أهل خراسان. فقال له الصادق، عليه السلام: ومتى صار أهل خراسان شيعتك؟ أأنت وجهت إليهم أبا مسلم؟ هل تعرف أحداً منهم باسمه أو بصورته، فكيف يكونون شيعتك وأنت لا تعرفهم وهم لا يعرفونك؟ فقال عبد الله: كأن هذا الكلام منك لشيء. فقال الصادق: قد علم الله أني أوجب النصح على نفسي لكل مسلم فكيف أذخره عنك؟ فلا تمن نفسك الأباطيل فإن هذه الدولة ستتم لهؤلاء، وقد جاءني مثل الكتاب الذي جاءك. فانصرف عبد الله من عنده غير راض. وأما عمر بن زين العابدين فإنه رد الكتاب وقال: أنا لا أعرف صاحبه فأجيبه، ثم غلب أبو سلمة على رأيه وعملت الدعوة عملها، وبويع السفاح ونم الخبر إليه فحقدها على أبي سلمة وقتله.
شيء من سيرته ومقتله:
كان أبو سلمة سمحاً كريماً مطعاماً كثير البذل مشغوفاً بالتنوق في السلاح والدواب، فصيحاً عالماً بالأخبار والأشعار والسير والجدل والتفسير، حاضر الحجة ذا يسار ومروءة ظاهرة. فلما بويع السفاح استوزره وفوض الأمور إليه وسلم إليه الدواوين ولقب وزير آل محمد، وفي النفس أشياء. وخاف السفاح إن هو قتل وزيره أبا سلمة أن يستشعر أبو مسلم ويتنمر، فتلطف لذلك، وكتب إلى أبي مسلم كتاباً يعلمه فيه بما عزم عليه أبو سلمة من نقل الدولة عنهم، ويقول له: إنني قد وهبت جرمه لك، وباطن الكتاب يقتضي تصويب الرأي في قتل أبي سلمة . وأرسل الكتاب مع أخيه المنصور، فلما قرأ أبو مسلم الكتاب فطن لغرض السفاح فأرسل قوماً من أهل خراسان قتلوا أبا سلمة ، فقال الشاعر:
إن الوزير وزير آل محمد *** أودى فمن يشناك كان وزيرا
إن السلامة قد تبين وربما *** كان السرور بما كرهت جديرا
انقضت وزارة أبي سلمة.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|