أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-5-2017
3124
التاريخ: 2-7-2017
2872
التاريخ: 12-5-2016
3496
التاريخ:
4049
|
قد يتساءل سائل : لماذا انتصر المسلمون اولا؟
لقد انتصروا لأنهم كانوا يقاتلون، ولا يحدوهم في ذلك شيء حتى لحظة الانتصار إلاّ الرغبة في مرضاة الله، ونشر عقيدة التوحيد، وإزالة الموانع عن طريقها، فلم يكن لهم أي دافع ماديّ يشدّهم إلى نفسه.
وقد يتساءل : ولما ذا انهزموا أخيرا؟
لقد انهزموا لأنّ أهداف أكثر المسلمين ونواياهم قد تغيّرت بعد تحقيق الانتصار، فقد توجهت أنظارهم الى الغنائم التي تركها قريش في أرض المعركة، وفروا منهزمين. لقد خولط اخلاص عدد كبير من المسلمين، ونسوا على أثره أوامر النبيّ (صلى الله عليه واله)، وتعاليمه، فغفلوا عن ظروف الحرب.
وإليك فيما يأتي تفصيل الحادث :
لقد ذكرنا عند بيان الأوضاع الجغرافية لمنطقة احد أنه كان في جبل احد شعب ( ثغرة ) وقد كلّف رسول الله (صلى الله عليه واله) خمسين رجلا من الرماة بمراقبة ذلك الشعب، وحماية ظهر الجيش الاسلامي، وأمّر عليهم عبد الله بن جبير ، وكان قد أمر قائدهم بأن ينضحوا الخيل ويدفعوها عن المسلمين بالنبل ويمنعوا عناصر العدوّ من التسلّل من خلالها ولا يغادروا ذلك المكان انتصر المسلمون او انهزموا، غلبوا أو غلبوا.
وفعل الرماة ذلك فقد كانوا في أثناء المعركة يحمون ظهور المسلمين، ويرشقون خيل المشركين بالنبل فتولّى هاربة، حتى إذا ظفر النبيّ وأصحابه، وانكشف المشركون منهزمين، لا يلوون على شيء، وقد تركوا على أرض المعركة
غنائم وأموالا كثيرة، وقد تبعهم بعض رجال المسلمين ممن بايع رسول الله (صلى الله عليه واله) على بذل النفس في سبيل الله ومضوا يضعون السلاح فيهم حتى أجهضوهم عن العسكر أما أكثر المسلمين فقد وقعوا ينتهبون العسكر ويجمعون الغنائم تاركين ملاحقة العدوّ وقد اغمدوا السيوف، ونزلوا عن الخيول ظنا بأن الأمر قد انتهى.
فلما رأى الرماة المسئولون عن مراقبة الشعب ذلك قالوا لأنفسهم : ولم نقيم هنا من غير شيء وقد هزم الله العدوّ فلنذهب ونغنم مع إخواننا.
فقال لهم أميرهم ( عبد الله بن جبير ) : ألم تعلموا أنّ رسول الله (صلى الله عليه واله) قال لكم : احموا ظهورنا فلا تبرحوا مكانكم، وإن رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا، وإن رأيتمونا غنمنا فلا تشركونا احموا ظهورنا؟
ولكن أكثر الرماة خالفوا أمر قائدهم هذا وقالوا : لم يرد رسول الله هذا، وقد أذلّ الله المشركين وهزمهم.
ولهذا نزل أربعون رجلا من الرماة من الجبل ودخلوا في عسكر المشركين ينتهبون مع غيرهم من المسلمين الاموال وقد تركوا موضعهم الإستراتيجي في الجبل، ولم يبق مع عبد الله بن جبير إلاّ عشرة رجال!!
وهنا استغل خالد بن الوليد الذي كان مقاتلا شجاعا، قلّة الرماة في ثغرة الجبل، وكان قد حاول مرارا أن يتسلل منها ولكنه كان يقابل في كل مرة نبال الرماة، فحمل بمن معه من الرجال على الرماة في حملة التفافيّة وبعد أن قاتل من بقي عند الثغرة وقتلهم بأجمعهم انحدر من الجبل وهاجم المسلمين الذين كانوا منشغلين بجمع الغنائم، وغافلين عما جرى فوق الجبل، ووقعوا في المسلمين ضربا بالسيوف وطعنا بالرماح، ورميا بالنبال، ورضخا بالحجارة، وهم يصيحون تقوية لجنود المشركين.
فتفرقت جموع المسلمين، وعادت فلول قريش تساعد خالدا وجماعته، وأحاطوا جميعا بالمسلمين من الأمام والخلف، وجعل المسلمون يقاتلون حتى قتل منهم سبعون رجلا.
إن هذه النكسة تعود إلى مخالفة الرماة لأوامر النبيّ (صلى الله عليه واله) تحت تأثير المطامع المادية وتركهم ذلك المكان الإستراتيجي عسكريا والذي اهتم به القائد الاعلى (صلى الله عليه واله)، وأكد بشدة على المحافظة عليه، ودفع أيّ هجوم من قبل العدوّ عليه. وبذلك فتحوا الطريق ـ من حيث لا يشعرون ـ للعدوّ بحيث هاجمتهم الخيل بقيادة خالد بن الوليد، فدخل إلى أرض المعركة من ظهر الجيش الاسلامي، ووجه الى المسلمين تلك الضربة النكراء!!
ولقد ساعد خالدا في هذا عكرمة بن أبي جهل الذي حمل هو الآخر بمن كان معه من الرجال على المسلمين، وساد على صفوف المسلمين في هذه الحال الهرج والمرج، وعمت فوضى لا نظير لها ساحة المعركة، ولم ير المسلمون مناصا من أن يدافعوا عن أنفسهم متفرّقين، ولكن عقد القيادة لما قد انفرط بسبب هذه المباغتة العسكرية لم يستطع المسلمون إحراز أي نجاح في الدفاع، بل تحمّلوا ـ كما أسلفنا ـ خسائر كبرى في الأرواح، وقتل عدد من المسلمين على أيدي اخوانهم من المسلمين خطأ ومن دون قصد.
ولقد صعّدت حملات خالد وعكرمة من معنويات المشركين، ونفخت فيهم روحا جديدة فعادت قواتهم الهاربة المنهزمة قبل قليل، ودخلت ساحة المعركة ثانية، وساعدت جماعة منهم خالدا وعكرمة وحاصروا المسلمين من كل ناحية وقتل جمع كبير من المسلمين بسبب ذلك!!
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|