أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-4-2017
3075
التاريخ: 5-4-2017
3009
التاريخ: 5-4-2017
5543
التاريخ: 26-3-2022
2190
|
ليست هناك قوةٌ تساعد على الثبات والمقاومة والصمود والاستقامة مثل قوة الايمان فالإيمان بالهدف هو العامل القوي وراء تقدّم الإنسان في ميدان الحياة فهو الّذي يهضم في نفسه كل الالام والمتاعب ويدفع بالمرء إلى المضي قدماً في طريق الوصول إلى أهدافه المقدّسة حتّى ولو كلفه ذلك التعرض للموت.
إنَّ الجنديّ المُسلَّح بقوةِ الإيمان منتصرٌ لا محاله.
إن الجنديّ الّذي يعتقد بأن الموت في طريق العقيدة هو عين السعادة لابدّ أن يحرز النصر.
إن على الجندي ـ قبل أن يسلِّحَ نفسَه بسلاح العصر ـ أن يتزود في قلبه من طاقة الإيمان بالهدف ويضيء قلبه بمصباح الاعتقاد بالحقيقة وحبِّها ويجب أن يكون جهادُه وصلحُه من أجل العقيدة والدفاع عن حوزتها وكيانها.
إِنَّ أفكارنا وعقائدنا نابعةٌ من روحنا وفي الحقيقة انَّ فكر الإنسان وليد عقله فكما أنَّ الإنسان يحبُ ولده الجسماني حبّاً شديداً كذلك يحب أفكاره الّتي هي ولائد عقله وروحه بل إن حبّ الإنسان لعقيدته اكثر من حبّه لأولاده الجسمانيّين ولهذا فهو يدافع عن عقائده حتّى الموت ويغضي ـ في سبيل الدفاع عن حوزة العقيدة والحفاظ عليها ـ عن كل شيء بينما هو غير مستعدّ لأن يضحي بنفسه في سبيل الحفاظ على اولاده.
إنّ حب المرء للمال والمنصب حبُّ محدود فهو ينساق مع هذا الحبّ مادام لم يهدّد حياته خطرُ الموت الحقيقي ولكنّه مستعد لأن يمضي ـ في سبيل الدفاع عن حياض العقيدة ـ إلى حدّ الموت ويؤثر الموت الشريف في سبيل العقيدة على الحياة ويَرى الحياة الحقيقية والواقعية في وجود الرجال المجاهدين وهو يردد :
إنما الحياة عقيدة وجهاد :
ولنلق نظرة فاحصة على حياة بطل حديثنا ( ونعني به المدافع الوحيد عن الإسلام وحامي الرسول الاوحد في بدايات عهد الرسالة ) فماذا كان دافعه إلى هذا الامر وما الّذي كان يحركه في هذا السبيل؟ واي شيء كان وراء مضيه في هذا الطريق إلى حافة العدم والغض عن النفس والنفيس والمقام والقبيلة وغير ذلك والتضحية بكل ذلك في سبيل محمّد (صـلى الله علـيه وآله).
إن من المتيقَّن أن دافعه إلى ذلك لم يكن المحرك الماديّ وبالتالي لم يقصد من وراء الدفاع عن ابن اخيه وحمايته والحدب عليه كسب أمر مادي كتحصيل مال وثروة لأن النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) لم يكن له يومئذ مالٌ ولا ثروة.
وكما أن مقصود أبي طالب لم يكن أيضاً تحصيل مقام وأحراز مكانة اجتماعية لأنه كان يملك في ذلك المجتمع أعلى المناصب واهمها فقد كانت له رئاسه مكة والبطحاء بل هو فقد منصبه وشخصيته الممتازة ومكانته المنقولة بسبب دفاعه عن محمّد وعدم الاستجابة لقومه في تسليمه اليهم والتخلي عنه لأن دفاعه عن رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) قد استوجب سخط زعماء قريش عليه واستياءهم من موقفه وخروجهم عن طاعته ودفعهم إلى التمادي في معاداة بني هاشم و أبي طالب والثورة عليهم!!
تصَوّرٌ باطلٌ
ربما يتصور بعض ضعفاء البصيرة أن علة حدب أبي طالب على رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) والتضحية في سبيله بالنفس والنفيس كانت هي : علاقة القربى ووشيجة الرَحِم أو بتعبير آخر : إِن التعصب القبليّ والعصبية القومية هو الّذي دفع بأبي طالب إلى ان يعرّض نفسه لكل ذلك المكروه في سبيل ابن اخيه.
ولكنّ هذا ليس سوى مجرّد تصور باطل لا غير ويتضح بطلانه بدراسة مختصرة لأنه لا تسطيع أية وشيجة قربى على أن تدفع أحداً إلى أن يضحي بنفسه في احد أقربائه إلى هذه الدرجة من التضحية والمفاداة بحيث يقي مثلا ابن أخيه عليه ويكون مستعداً لأن يتقطّع ولده بالسيوف إرباً إرباً دون ابن أخيه.
إن العصبيات القبائلية والعائلية وان كانت تدفع بالإنسان حتّى إلى حافة الموت ولكن لا معنى لان تختص هذه الحماية الناشئة عن العصبية العائلية والقبلية الشديدة بفرد واحد وشخص خاص معيّن من أفراد العائلة والقبيلة في حين نجد أبا طالب قد قام بكل هذه التضحية في سبيل شخص واحد وفرد معين ( أي النبيّ ) ولا يفعل مثل هذه في سبيل غيره من أبناء عبد المطلب و هاشم وأحفادهما ومن ينتمي إليهم بوشيجة القربى ورابطة الرحم.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|