المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
نظرية ثاني اوكسيد الكاربون Carbon dioxide Theory
2024-11-24
نظرية الغبار البركاني والغبار الذي يسببه الإنسان Volcanic and Human Dust
2024-11-24
نظرية البقع الشمسية Sun Spots
2024-11-24
المراقبة
2024-11-24
المشارطة
2024-11-24
الحديث المرسل والمنقطع والمعضل.
2024-11-24



تكثيف التربية  
  
2066   12:02 مساءً   التاريخ: 28-4-2017
المؤلف : السيد شهاب الدين الحسيني
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل في الاسلام
الجزء والصفحة : ص٩٦–99
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

التربية الصالحة وحسن الأدب من أهم المسؤوليات الملقاة على عاتق الوالدين، وهي حق للطفل أوجبه الإسلام على الوالدين، والطفل في هذه المرحلة التي تسبق بلوغ سن الرشد بحاجة إلى تربية مكثّفة وجهد اضافي، قال الإمام علي بن الحسين (عليه‌ السلام) : (وأمّا حق ولدك... انك مسؤول عمّا وليته من حسن الأدب والدلالة على ربّه والمعونة له على طاعته فيك وفي نفسه فمثاب على ذلك ومعاقب، فاعمل في أمره عمل المتزيّن بحسن أثره عليه في عاجل الدنيا، المعذر إلى ربّه فيما بينك وبينه بحسن القيام عليه والأخذ له منه) (١).

ولحراجة المرحلة التي يمرُّ بها الطفل فانّ الوالدين بحاجة إلى الرعاية الالهية للقيام بمهام المسؤولية التربوية، قال الإمام علي بن الحسين (عليه ‌السلام): (اللهّم ومُنّ عليّ ببقاء ولدي... وربِّ لي صغيرهم... وأصِحّ لي ابدانهم وأديانهم واخلاقهم... واجعلهم ابراراً اتقياء بُصراء... وأعنّي على تربيتهم وتأديبهم وبرِّهم... واعذني وذريتي من الشيطان الرجيم) (٢).

وقد أكّدت الروايات على المبادرة إلى التربية وحسن الأدب.

قال رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه ‌و آله‌ وسلم) : (أكرموا أولادكم واحسنوا آدابهم) (٣).

وقال أمير المؤمنين (عليه ‌السلام): (إنّ للولد على الوالد حقاً ، وإنّ للوالد على الولد حقّاً ، فحقُّ الوالد على الولد أن يطيعه في كلِّ شيء، إلاّ في معصية الله سبحانه، وحقُّ الولد على الوالد أن يحسِّن اسمه، ويحسِّن أدبه ، ويعلّمه القرآن)(4).

والتربية في هذه المرحلة أكثر ضرورة من المراحل الاخرى، لان فطرة الطفل في هذه المرحلة لا تزال سليمة ونقية تتقبّل ما يُلقى اليها من توجيهات وارشادات ونصائح قبل أن تتلوّث ويستحكم التلوث فيها، فيجب على الوالدين استثمار الفرصة لأداء المسؤولية التربوية.

قال الإمام أمير المؤمنين (عليه ‌السلام) في وصيته للإمام الحسن (عليه ‌السلام): (... وانّما قلب الحدث كالأرض الخالية ما أُلقي فيها من شيءٍ قبلته. فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك، ويشتغل لبُّك ، لتستقبل بجدِّ رأيكَ من الأمر ما قد كفاك أهل التجارب بغيته وتجربته..)(5).

وقال (عليه ‌السلام): (علّموا انفسكم وأهليكم الخير وادّبوهم) (6).

والمنهج التربوي المراد تحكيمه في الواقع هو المنهج الإسلامي الذي يدور حول العبودية والطاعة لله تعالى في كلِّ شؤون الحياة.

قال الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه ‌السلام): (اعملوا الخير وذكّروا به أهليكم وأدّبوهم على طاعة الله ) (7).

وقال (عليه ‌السلام) : (تأمرهم بما أمر الله به وتنهاهم عمّا نهاهم الله عنه...) (8).

وهذا الحديث جامع للقواعد الكلية التي تقوم عليها أعمدة المنهج التربوي السليم في كلِّ جوانب الحياة الفردية والاجتماعية، العاطفية والروحية، فإذا أبدى الوالدان عناية فائقة في العمل على ضوء المنهج التربوي فانّ الطفل سيكون عضواً صالحاً في المجتمع.

وقد كان أهل البيت (عليهم ‌السلام) قد أبدوا عناية خاصة بتربية أبنائهم في هذه المرحلة حتى أعدّوهم إعداداً متكاملاً فكانوا قمة ونموذجاً أعلى في كلِّ شيء، فأمير المؤمنين (عليه ‌السلام) تربّى في مرحلة الصبا في بيت رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه ‌و آله ‌وسلم) قبل ان يُبعث ، فآمن في اللحظات الاولى لدعوة الرسول (صلى ‌الله ‌عليه‌ و آله ‌وسلم)، فأخلص في ايمانه وطاعته لله ولرسوله، وكان قمة في الشجاعة والاقدام وفي التضحية والفداء وفي الكرم والتواضع والصدق وفي كلِّ الفضائل الخلقية ، وربّى (عليه ‌السلام) بدوره أبناءه فكانوا على شاكلته في الارتقاء إلى القمة الشامخة في جميع المكارم والفضائل، وهكذا كان بقية الأئمة (عليهم‌ السلام).

وتزداد مسؤولية الوالدين في التربية والتأديب كلمّا ابتعد المجتمع عن الإسلام أو كان مجتمعاً اسلامياً في الظاهر ولم يتبنَّ الإسلام منهاجاً له في الواقع العملي لتأثير العادات والتقاليد والافكار والمناهج التربوية غير السليمة على تربية الطفل وخصوصاً أجهزة الاعلام كالراديو والتلفزيون والسينما وغيرها.

ويلحق بالتربية الروحية والنفسية والعاطفية، شطرها الآخر وهو التربية البدنية فهي ضرورية جداً للطفل للحفاظ على صحته البدنية واعداده للعمل البدني، حيثُ حثّ رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه ‌و آله ‌وسلم) على التربية البدنية قائلاً: (علّموا أولادكم السباحة والرماية)(9).

وجعل الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه‌ السلام) حمل الطفل وتدريبه على الامور الشاقة من المستحبّات فقال: (تستحب عرامة الصبي في صغره ليكون حليماً في كبره) (10).

والصحة البدنية لها تأثير واضح على الصحة النفسية كما هو مشهور عند علماء النفس والتربية(11).

_____________ 

١ـ تحف العقول : ١٨٩.

٢ـ الصحيفة السجادية الجامعة : ١٢٨ ـ ١٢٩ مؤسسة الإمام المهدي قم ١٤١١ ه‍ ط ١.

٣ـ مستدرك الوسائل ٢ : ٦٢٥.

4ـ نهج البلاغة ، تحقيق صبحي الصالح : ٥٤٦.

5ـ نهج البلاغة : ٣٩٣.

6ـ كنز العمال ٢ : ٥٣٩ / ٤٦٧٥.

7ـ مستدرك الوسائل ٢ : ٣٦٢.

8ـ بحار الانوار ١٠٠ : ٧٤.

9ـ الكافي ٦ : ٤٧ / ٤ باب تأديب الولد.

10ـ الكافي ٦ : ٥١ / ٢ باب ٣٧ من كتاب العقيقة.

11ـ علم النفس ، لجميل صليبا : ٣٨٣.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.