أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-6-2022
1705
التاريخ: 2024-06-15
724
التاريخ: 22-2-2018
2243
التاريخ: 3-7-2018
1977
|
ضمن هذا السياق ، تخفف العقيدة في نفوس معتنقيها من الضغوط والأزمات النفسية التي يتعرضون لها ، فتصبح ضعيفة الأثر والأهمية ، ضمن أساليب عديدة ، منها :
أـ بيان طبيعة الحياة الدنيا التي يعيش فيها الإنسان: وهذه المعرفة سوف تظهر بصماتها واضحة في وعيه وسلوكه ، فالعقيدة من خلال مصادرها المعرفية تبين طبيعة الدنيا وتدعو إلى الزهد فيها.
يقول الإمام علي (عليه السلام): (أيُّها الناس ، انظروا إلى الدنيا نظر الزاهدين فيها ، الصادفين عنها، فإنَّها عما قليل تُزيلُ الثاوي الساكن، وتفجعُ المترف الآمن .. سرورها مشوب بالحزن ..)(1).
وقال أيضا : ... (وأُحذركم الدنيا ، فإنّها دارُ شخوص ، ومحلَّةُ تنغيص ، ساكنها ضاعن ، وقاطنها بائن، تميدُ بأهلها مَيَدان السفينة ..)(2).
وكان من الطبيعي والحال هذه أن تحذّر العقيدة من التعلق بأسباب الدنيا الفانية الذي ينتج آثارا سلبية تنعكس على نفس المسلم ، فعن علقمة ، عن عبداللّه ، قال : نام رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) على حصير فقام وقد أثّر في جنبه، فقُلنا : يا رسول اللّه ، لو اتخذنا لك وطاءً؟ فقال (صلى الله عليه واله وسلم) : (ما لي وللدُّنيا ، ما أنا في الدنيا إلاّ كراكب استظل تحت شجرة ثمَّ راحَ وتركها)(3).
ويقول وصيه الإمام علي (عليه السلام) : (وأُحذركُم الدنيا فإنّها منزلُ قُلعة ، وليست بدار نُجعة ، قد تزيّنت بغُرورها ، وغرَّت بزينتها ، دارُها هانت على ربِّها ، فخلط حلالها بحرامها ، وخيرها بشرها وحياتها بموتها ، وحلوها مُرِّها لم يُصفها اللّه تعالى لأوليائه، ولم يضنَّ بها على أعدائه ، خيرُها زهيد وشرُّها عتيد. وجمعها ينفدُ ، ومُلكها يُسلب ، وعامرُها يخربُ. فما خيرُ دار تنقضُ نقضَ البناء ، وعُمر يفنى فيها فناء الزَّاد ، ومُدَّةٍ تنقطعُ انقطاع السير ..)(4).
يقول الشيخ الديلمي: ما عبر أحد عن الدنيا كما عبر أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله : (دارٌ بالبلاءِ محفوفة ، وبالغدر معروفة ، لا تدوم أحوالها ، ولا تسلم نزالها ، أحوالها مختلفة ، وتارات متصرفة، والعيش فيها مذموم ، والأمان فيها معدوم ، وإنّما أهلها فيها أغراض مستهدفة ، ترميهم بسهامها، وتفنيهم بحمامها ...)(5).
وكان من الطبيعي أن يؤدي هذا الادراك العميق للدنيا إلى حذر شديد منها، ويكفينا الاستدلال على ذلك: سأل معاوية ضرار بن ضمرة الشيباني عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ، فقال : أشهد لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله ، وهو قائم في محرابه ، قابض على لحيته ، يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين ، ويقول :(يا دنيا! يا دنيا!! إليك عني ، أبيَّ تعرّضتِ؟! أم إليَّ تشوّقتِ؟! لا حان حينك، هيهات غرّي غيري، لا حاجة لي فيك، قد طلّقتك ثلاثا، لا رجعة فيها، فعيشك قصير، وخطرك يسير، وأملك حقير، آه من قلّة الزّاد، وطول الطريق، وبعد السفر، وعظيم المورد)(6).
_____________
1ـ نهج البلاغة ، صبحي الصالح : 148 خطبة / 103.
2ـ نهج البلاغة : 310.
3ـ سُنن الترمذي 4 : 508 / 23(ع)(ع) باب 44 ـ دار الفكر ط 1408 ه.
4ـ نهج البلاغة ، صبحي الصالح : 16(ع) / خطبة 113.
5ـ ارشاد القلوب ، للديلمي 1 : 30 ـ منشورات الرضي ـ قم.
6ـ تنبيه الخواطر ، الأمير ورّام 1 : (ع)9 / باب العتاب.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|