قال تعالى  : {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } [الزلزلة  : 7 ، 8] .
روي عن عبد اللّه بن مسعود قال : إنّ أحكم آية في القرآن  : {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } . وكان رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) يسميها «الجامعة» (1). وحقّاً ، لو تدبر الإنسان في محتوى هذه الآية تكفيه دافعاً إلى طريق الخير وناهياً عن طريق الفساد والإنحراف.
لذا ورد أنّ رجلاً جاء النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال له : علمني ممّا علمك اللّه.
فأوكله النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أحد أصحابه ليعلمه القرآن ، فعلمه  : { إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} إلى آخر السّورة . فنهض الرجل وقال : هذه تكفيني ... وفي رواية قال : تكفيني هذه الآية.
عن زيد بن أسلم أنّ رجلاً جاء إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال  : علمني ما علمك اللّه ، فدفعه إلى رجل يعلمه القرآن فعلمه إذا زلزلت الأرض حتى بلغ فمن يعمل الخ... قال الرجل  : حسبي . فأخبر بذلك النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال  : «دعه فقد فقه الرجل»(2)
وعن أبي سعيد الخدري قال : لما أنزلت هذه الآية {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } قلت  : يارسول اللّه إنّي لراء عملي ؟ قال : نعم . قلت : الكبار الكبار. قال : نعم. قلت : الصغار الصغار. قال  : نعم. قلت واثكلى اُمي ، قال : ابشر يا أبا سعيد فإنّ الحسنة بعشر أمثالها يعني إلى سبعمائة ضعف ، واللّه يضاعف لمن يشاء والسيئة بمثلها أو يعفو اللّه ، ولن ينجو أحد بعمله . قلت : ولا أنت يا نبيّ اللّه؟ قال : ولا أنا إلاّ أن يتغمدني اللّه منه بالرحمة.(3)
_______________________
1. تفسير نور الثقلين ، ج5 ، ص 164.
2 ـ تفسير روح البيان ، ج10 ، ص495 . وورد نفس المضمون في تفسير نور الثقلين , ج5 ,ص650. 
3. تفسير الدر المنثور , ج6 , ص381.