أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-4-2021
2400
التاريخ: 28-4-2021
2300
التاريخ: 9-6-2021
2113
التاريخ: 25-7-2022
1051
|
تأخذ الزراعة الانماط التالية (شكل 1):
1- الزراعة البدائية (الأولية) :
(أ) الزراعة البدائية المتنقلة:
يسود هذا النوع من الزراعة الذي يسمى بالزراعة الأولية او البسيطة او المتنقلة بين القبائل المتأخرة على حواف الغابات الاستوائية كالأقزام في الكونغو، والهنود الحمر في حوض الأمازون، وكما في جنوب الملايو، وغينيا الجديدة وجزر المحيط الهادي, وتقوم الزراعة في هذه المناطق على المطر، والملكية جماعية، ويعتمد الزراع في استغلالهم للأرض على الأدوات البدائية كالفأس اليدوية ولا يعرفون المحراث او استخدام الحيوان في الزراعة او التسميد او وقاية النباتات من الآفات.
وفي هذا النوع من الزراعة يقوم الزراع بقطع الأشجار وجذورها وحرق بقاياها ثم ينثر الرماد المتخلف عن الحريق على التربة لتزيد خصوبتها. ويزرعون بعض البقول والنباتات الدرنية كالبطاطا والتارو، كما يزرعون الموز وقصب السكر ونخيل الساجو والكسافا واليام، ولا يعرفون زراعة الحبوب لأنها تحتاج الى الإعداد والعناية في الحقل حتى تنضج، والى عمليات أخرى متعددة حتى تصبح صالحة للأكل، ولذلك كان اهتمامهم لزراعة الفاكهة والثمار التي تؤكل مباشرة ودون حاجة الى إعداد قبل تناولها.
ويمارس هذا النوع من الزراعة جماعات قليلة العدد، فهو يحتاج الى مساحات كبيرة من الغابة لان الأرض بعد زراعتها بمحصولين او ثلاثة تقل خصوبتها فيتركها الزراع الى جزء آخر من الغابة، حيث يقومون بإزالة اشجارها وإعدادها للزراعة من جديد، وقد يعودون الى الأرض السابق زراعتها بعد بضع سنوات حيث تكون قد استعادت خصوبتها. ولذلك كانت هذه الزراعة التي تحتاج الى مساحات كبيرة تلائم بيئة الغابات الاستوائية حيث المساحة الكبيرة التي تسمح بالتنقل، وحيث قلة السكان وحق الملكية المشاع للجميع فيزرع كل حسب مجهوده. والزراعة مستمرة طوال العام حيث تسقط الامطار طوال السنة، كما ان درجة الحرارة اللازمة للنمو متوافرة طوال العام.
وتعرف الزراعة البدائية في المناطق المدارية وشبه المدارية في الأميركتين وفي افريقيا باسم ملبا، وفي جزر الهند الشرقية بامس لادانج، وفي جزر الفلبين باسم كانجن.
(ب) الزراعة البدائية المستقرة:
تسود الزراعة البدائية المستقرة في مناطق محددة في المناطق المنخفضة الجافة في نطاق الغابات شبه المدارية، وفي المناطق المنخفضة الحارة الرطبة، وفي المناطق المرتفعة الهضبية في الأقاليم المدارية.
ومما أدى الى استقرار الزراع في المناطق المدارية، ارتفاع كثافة السكان في بعض المناطق، كما في جزر هايتي، وبعض جزر الهند الشرقية، وأجزاء من جنوب شرق آسيا، لان ارتفاع كثافة السكان جعل السكان يتكالبون على استغلال الأرض المحددة المساحة. وفي بعض مناطق جنوب شرق آسيا كان استغلال بعض النباتات المائية سببا في الاستقرار قرب البحيرات او المجاري المائية، وقد يكون الاستقرار بسبب ضغط القبائل القوية على الجماعات الضعيفة فتلجا الأخيرة الى مناطق جانبية منعزلة حيث تستقر. كما أدى استغلال المعادن الى استقرار بعض الزراع المتنقلين قرب مناطق التعدين او آبار البترول، او على طول الطرق المؤدية اليها. كما كان الاستقرار بسبب بعض السلع التي تحتاج اليها الدول المتقدمة مثل التوابل بجزر الهند الشرقية، والعاج في ساحل العاج، والاخشاب بشرق البرازيل، والمطاط وجوز الهند في حوض الأمازون. فقد دفع الطلب على هذه السلع الزراع الى الاستقرار الى جانب هذه المناطق لزراعة هذه المحاصيل.
وتتميز الزراعة البدائية المستقرة عن المتنقلة بان الزارع المستقر بدا يستعين ببعض الأدوات اليدوية المستقرة، كما تختفي الملكية الجماعية بين الزراع المستقرين لتحل محلها الملكية الفردية، مما يدفع الزراع الى الارتباط بالأرض.
وتتميز الزراعة المستقرة باستخدام بعض طرق الري البدائية في فصل الجفاف ويمتلك الزراع بعض الحيوانات، وفي كثير من الأحيان يحدث تبادل للإنتاج بين بعض الجماعات خلاف الزراعة البدائية المتنقلة.
2- الزراعة الكثيفة Intensive Agriculture:
يوجد هذا النمط من الزراعة في المناطق المزدحمة بالسكان والتي تقل فيها مساحة الأرض الزراعية بالنسبة لعدد السكان، مما يؤدي الى ارتفاع قيمتها وبالتالي استخدام كل شبر منها طوال السنة. وقد يضطر الانسان لضيق المساحات السهلية الصالحة للزراعة الى زراعة السفوح الجبلية وإقامة المدرجات عليها، كما يلجا في الجهات قليلة المطر الى اتباع وسائل الري المختلفة لرفع المياه وتوزيعها على الأرض حسب حاجتها، والى الاعتماد على الأنهار كما هو الحال في جمهورية مصر العربية، وفي ارض الجزيرة بالسودان وفي العراق وسوريا وحوض السند وفي الصين. كما يلجا أحيانا الى الينابيع والآبار كما هو الحال في واحات شبه الجزيرة العربية، وفزان، وجنوبي الجزائر، وواحات الصحراء الغربية في جمهورية مصر العربية. ويستخدم الزراع في هذا النوع من الزراعة الأسمدة بدرجة كبيرة، ويزرعون الأرض طوال العام حيث يعرفون نظام الدورة الزراعية التي تعطي اكثر من محصول واحد في السنة، والآلات المستخدمة في الأرض معظمها ليست آلات حديثة فهي التي تستعمل منذ قون مضت، والسبب في ذلك يرجع الى المساحة الزراعية الصغيرة ووفرة الايدي العاملة.
وتوجد مساحات زراعية كبيرة تقع في الأقاليم الموسمية في جنوب شرق آسيا وفي الجزر المجاورة، حيث تتميز هذه المناطق بسيادة الطابع الزراعي الكثيف. ففي الهند والصين وباكستان يعمل نحو 75% من السكان بالزراعة، وفي اليابان نحو 50% من السكان. وتعد هذه المناطق من اقدم المناطق الزراعية في العالم كما انها تتميز بانها تستغل كل جزء من أراضيها استغلالا كثيفا لكي تستطيع ان تمد الاعداد الهائلة من الفلاحين في المناطق الريفية بحاجتهم من الغذاء.
ومما يميز الزراعة الكثيفة في جنوب شرق آسيا: وجود المزارع الصغيرة، فزيادة السكان وقلة راس المال وارتفاع قيمة الأرض، وكثرة عدد المتساجرين كلها عوامل تجعل من الصعب على عدد قليل من الفلاحين امتلاك الأراضي الواسعة.
وقد يتعاون الفلاحون في زراعة أراضيهم الزراعية، لاسيما اذا كانت متجاورة، حيث ينظمون دورة زراعية تشمل زراعة الأرز والقمح والشعير وبعض المحاصيل الأخرى على مدار السنة، مما يسهل عملية الري حيث يمكن اعتبار المنطقة كلها قطعة واحدة.
3- الزراعة الواسعة Extensive Agriculture:
وتوجد هذه الزراعة حيثما تكون الأرض متسعة والسكان قليلون، وبالتالي تكون الملكية الفردية قليلة كما هو الحال في الجهات التي استعمرها الانسان حديثا كسهول سيبيريا، واراضي البراري في أمريكا الشمالية، والبمباس في الارجنتين.
ونظرا لقلة الايدي العاملة، وعظم مساحة الأراضي القابلة للزراعة، يعتمد الزراع على الآلات الميكانيكية. وقد ساعدت الآلات بالإضافة الى انشاء الطرق وتيسير سبل النقل، وحاجة الانسان المتزايدة الى المواد الزراعية كغذاء، او كمادة خام، على زراعة مساحات كبيرة من الأراضي البكر. ورغم ان إنتاجية الأرض تقل عن الإنتاجية في حالة الزراعة الكثيفة لكن انتاج الفرد فيها يكون اكثر نتيجة لاستخدام الآلات. ولذلك فان الإنتاج يفيض عن حاجة السكان وبالتالي فان هذا الفائض يدخل في التجارة الدولية على خلاف انتاج الزراعة الكثيفة الت تنتج للاستهلاك المحلي، ويسود في هذا النمط من الزراعة استخدام وسائل الري الحديثة منها: رش الآفات بالمبيدات عن طريق الطائرات، واستنباط نباتات مختلفة لتتلاءم مع ظروف المناخ وأنواع التربة المختلفة، واستخدام الآلات الزراعية على نطاق واسع في جميع العمليات، والتوسع في انشاء الطرق، وخطوط السكك الحديدية لتسهيل نقل المنتجات الزراعية الى جهات العالم المختلفة، واستخدام المخصبات المختلفة للمحافظة على خصوبة التربة. وتنتشر في مناطق الزراعة الواسعة زراعة القمح والشعير والقطن.
4- الزراعة التجارية Commercial Agriculture:
وهذا النوع من الزراعة يعد اهم ظاهرة حضارية تميز البيئات المدارية الحارة الموسمية، وشبه المدارية في افريقيا وآسيا وامريكا الوسطى وجزر الهند الغربية، حيث تقوم الزراعة المتخصصة على نطاق كبير وعلى أساس علمي، ولذلك يطلق على هذا النوع الزراعة العلمية. فقد قامت الشركات الاستثمارية بأنشاء مزارع واسعة للحصول على الغلات التي تجود في هذه المناطق التي يحتاج اليها العالم خارج المنطقة المدارية، حيث لا يمكن انتاج هذه المحاصيل مثل المطاط وقصب السكر ونخيل الزيت والكاكاو والشاي والبن وجوز الهند.
وقد ارتبط هذا النوع من الزراعة بصورة من صور الاستعمار الذي كان يتجه صوب الاستغلال الاقتصادي للموارد المتاحة في المستعمرات، وقد وجد الفرصة المتاحة للحصول على المواد الخام اللازمة من أشجار الغابات الكثيفة المنتشرة في المناطق المدارية. غير ان الاعتماد على الأشجار التي لا تخضع لنظام معين وتظهر بشكل متناثر في هذه المناطق كما هو الحال بالنسبة لأشجار المطاط كان يكلف الكثير من الجهد والنفقات. ولذلك لجا الانسان الى قطع الغابات وتطهير الأرض من اجل فرض غايته، وذلك باستغلال شجرة معنية يتولاها بالعناية.
ولكن نظرا لعدم توافر رؤوس الأموال التي تساعد على استغلال هذه الموارد، فان معظم المناطق المستغلة في هذه المناطق الحارة يأتيها راس المال من المناطق المعتدلة، ولاسيما من اوربا وامريكا الشمالية، وبعبارة أخرى فان مستلزمات إقامة المزارع العلمية التجارية من آلات ومعدات وامكانيات تأتي من مناطق خارج المدارين، على حين تقتصر العمالة في هذه المزارع على سكان هذه المناطق، غير انه يستخدم في بعض الأحيان المكينة في حرص وإعداد الأرض وجمع المحصول، واهم الأدوات المستخدمة في هذه المزارع العصى المعقوفة اذ انه لا يوجد حتى الوقت الحاضر أي آلة يمكنها ان تقطف أوراق التين والكاكاو او تجمع المطاط من اشجاره. ولذلك فان من مشكلات الزراعة في هذه المزارع إيجاد العدد الكافي من الايدي العاملة وخصوصا ذات الخبرة في هذه المناطق القليلة السكان. وتقام معظم المزارع التجارية عادة بالقرب من المنافذ المائية لسهولة نقلها الى الخارج حيث ان معظم الإنتاج يكون للتصدير.
ولو ان بعض سكان هذه المناطق يقومون بزراعة نفس المحاصيل، لكنه ليس قائما على أساس علمي، كما يحدث في المزارع الكبرى التي تشرف عليها المؤسسات الاستثمارية برؤوس أموال أمريكية او انجليزية او فرنسية او هولندية، ولذلك فان منتجات المزارع الاهلية الصغيرة تسوق عادة عن طريق المؤسسات التجارية الكبرى ومن ثم فأنها لا تستطيع المنافسة في هذا الميدان. لان انتاج المزارع الاهلية محدود، بينما المزارع التجارية الواسعة تنتشر على نطاق واسع في كل من البرازيل والملايو وبعض جزر إندونيسيا وفي ليبريا، حيث تعتبر مثلا حيا لما يمكن ان يصل اليه الانسان من حيث التحكم في الإنتاج من ناحية الكم والكيف.
5- الزراعة المختلطة Livestock Farming:
وفي هذا النمط من الزراعة يهتم الزراع بالإنتاج الزراعي والإنتاج الحيواني معا. فهو ينتج شيئا من غذائه في حقله، فيربي ابقاره واغنامه على ارضه ليحصل على حاجته من اللحوم والالبان كغذاء، وفي نفس الوقت يحصل على السماد العضوي الناتج من هذه الحيوانات لإخصاب التربة، كما يقوم بزراعة بعض المحاصيل التي يحتاج اليها، فهو يزرع نباتات العلف للحيوان الذي يربيه. وهذا النوع من الإنتاج يوفر حاجته ثم يعرض ما يفيض من ذلك في السوق للمستهلكين. وقد يكون بهدف السوق بالدرجة الأولى كما في هولندا والدانمارك وفرنسا.
وهذا النمط من الإنتاج الزراعي يتطلب الاهتمام بأنواع الحيوانات، واختيار السلالات الممتازة التي يخضع اختيارها لأسلوب علمي وخبرة واسعة ودراية بالصفات والخصائص ودرجة استجابتها للعناية التي توجه اليها. ويهتم الانسان في هذه الحالة بالألبان ومنتجات الالبان التي يفرض عليه التخصص اتقانها وتجهيزها للاستهلاك.
ويتميز هذا النمط من الزراعة باستقرار الدخل، والتخفيف من آثار الجفاف التي قد يتعرض لها الزارع، وخاصة اذا كان الاعتماد بالدرجة الأولى على الامطار، وكذلك التقليل من آثار تذبذب أسعار المنتجات الزراعية.
وهذا النمط من الزراعة يصعب ان يكون عاما تعتمد عليه الدول دون غيره من الأنماط الزراعية الأخرى، وذلك لاختلاف الظروف الطبيعية من جهة الى أخرى على سطح الأرض واختلاف النظم الاقتصادية والاجتماعية التي تجعل جهات قليلة من العالم تصلح لهذا النمط من الزراعة، لان زراعة محاصيل متنوعة والاهتمام بتربية الحيوان في الوقت نفسه يتطلبان ظروفا بيئية صالحة لذلك، فلكل محصول شروط طبيعية وبشرية يجب توافرها. وعندها تتوافر الشروط اللازمة يصبح للزراعة الاهتمام الأكبر اما في الأراضي التي لا تتوافر فيها هذه الشروط والتي تصبح ضعيفة الإنتاج فيكون هدفها الرئيسي غالبا الإنتاج الحيواني، حيث تستغل بالدرجة الأولى كمراعي، وتزرع فيها محاصيل العلف كالذرة والشوفان.
وعندما تكون الأراضي الزراعية والمراعي محدودة، والكثافة السكانية عالية، وتصبح الحاجة ماسة للمحاصيل الزراعية وفي نفس الوقت للإنتاج الحيواني، ففي هذه الحالة يربي الحيوان اعتمادا على استيراد الاعلاف لغذائه او ان يتغذى على بعض المحاصيل المتوافرة ورخيصة الثمن كما يحدث في فرنسا حيث يقدم للحيوان البطاطا والشمندر واللفت, وهذا النمط من الزراعة المختلطة ينتشر في اوربا كما في هولندا والدانمارك وفرنسا، وفي شمال شرقي الولايات المتحدة الامريكية، وفي غرب سيبيريا، وفي جنوبي البرازيل ووسط الارجنتين وجنوبي شيليز
ومما سبق نرى ان تنوع الأنماط والتباين بين الزراعة الكثيفة والواسعة والتجارية والمختلطة هو من قبيل الاستجابة لحجم السكان في البيئات المختلفة وللخبرة العلمية التي استطاع الانسان ان يجعل منها وسيلة لتنمية الإنتاج من اجل الاشتراك في التجارة الدولية. ولذلك كان التركيز دائما على زيادة الإنتاج اما بتوسيع رقعة الأرض المنزرعة وهو ما يعبر عنه بالتوسع الافقي، او بزيادة الإنتاجية للأرض المنزرعة وهو ما يسمى بالتوسع الراسي.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|