المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16679 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


نظرية أئمة أهل البيت ( عليهم السَّلام ) في القراءات السبع  
  
4662   03:13 مساءاً   التاريخ: 18-11-2014
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : المناهج التفسيرية في علوم القرآن
الجزء والصفحة : ص188-194.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / القراء والقراءات / رأي المفسرين في القراءات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-04-2015 1347
التاريخ: 27-11-2014 1660
التاريخ: 10-10-2014 2532
التاريخ: 16-11-2020 2218

ما رواه الفضيل بن يسار ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السَّلام ) حيث سأله عن اختلاف القراءات وقال : إنّ الناس يقولون : إنّ القرآن نزل على سبعة أحرف .

فقال أبو عبد اللّه ( عليه السَّلام ) : ( كذبوا ـ أعداء اللّه ـ ولكنّه نزل على حرف واحد من عند الواحد ) .

وروى عن (1) زرارة بسند صحيح عن أبي جعفر ( عليه السَّلام ) أنّه قال : ( إنّ القرآن واحد نزل من عند واحد ، ولكنّ الاختلاف يجيء من قبل الرواة ) (2) .

وما ذكره الإمام ( عليه السَّلام ) من أنّ الاختلاف جاء من قِبَلِ الرواة ، يُعلم من دراسة أسباب نشوء اختلاف القراءات عبر السنين ، وهذا ما نذكره تالياً .

عوامل نشوء الاختلاف في القراءات (3)

عمد جماعة من كبار الصحابة بعد وفاة النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) إلى جمع القرآن في مصاحفهم الخاصة ، كعبد اللّه بن مسعود ، وأُبيّ بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، والمقداد بن أسود وأضرابهم ، وهؤلاء قد اختلفوا في ثبت النص أو في كيفية قراءته ؛ ومِن ثَمّ اختلفت مصاحف الصحابة الأُولى ، وكان كلّ قطر من أقطار البلاد الإسلامية يقرأ حسب المصحف الذي جمعه الصحابي النازل عندهم .

كان أهل الكوفة يقرأون على قراءة ابن مسعود ، وأهل البصرة على قراءة أبي موسى الأشعري ، وأهل الشام على قراءة أُبي بن كعب ، وهكذا .

واستمر الحال إلى عهد عثمان حتى تفاقم أمر الاختلاف ، ففزع لذلك ثلّة من نُبهاء الأُمّة ـ أمثال الحذيفة بن اليمان ـ وأشاروا إلى عثمان أن يقوم بتوحيد المصاحف قبل أن يذهب كتاب اللّه عرضة الاختلاف .

ومن ثَمّ أمر عثمان جماعة بنسخ مصاحف موحّدة ، وإرسالها إلى الأمصار وإلجاء المسلمين على قراءتها ونبذ ما سواها من مصاحف وقراءات أُخرى .

وقد بعث عثمان مع كلّ مصحف مَن يُقرِّئ الناس على الثبت الموحد في تلك المصاحف ، فبعث مع مصحف المكي عبد اللّه بن سائب ، ومع الشامي المغيرة بن شهاب ، ومع الكوفي أبو عبد الرحمن السلمي ، ومع البصري عامر بن قيس ، وهكذا (4) .

وكان هؤلاء المبعوثون يُقرّئون الناس في كلّ قطر على حسب المصحف المرسَل إليهم ، ولكن لم تحسن الغاية المتوخاة من إرسال تلك المصاحف ؛ لوجود اختلاف في ثبت تلكم المصاحف ، مضافاً إلى عوامل أُخرى ساعدت على هذا الاختلاف ، فكان أهل كلّ قطر يلتزمون بما في مصحفهم من ثبت ؛ ومن هنا نشأ اختلاف قراءة الأمصار ، مضافاً إلى اختلاف القرّاء الذي كان قبل ذاك ، فصار هناك عاملان لنشوء اختلاف القراءات :

1 ـ اختلاف القُرّاء ( الذين كانوا في الأمصار قبل وصول المصاحف ) .

2 ـ وجود الاختلاف في نفس تلك المصاحف الموحّدة حسب الظاهر .

فكان الاختلاف يُنسب تارةً إلى اختلاف القرّاء ، وأُخرى إلى اختلاف الأمصار التي بُعث إليها المصاحف .

قال ابن أبي هاشم : إنّ السبب في اختلاف القراءات السبع وغيرها أنّ الجهات التي وُجِّهتْ إليها المصاحف كان بها من الصحابة مَن حمل عنه أهل تلك الجهة ، وكانت المصاحف خالية من النقط والشكل ، فثبت أهل كلّ ناحية على ما كانوا تلقّوه سماعاً عن الصحابة بشرط موافقة الخط ، وتركوا ما يخالف الخط ... ، فمِن ثَمّ نشأ الاختلاف بين قرّاء الأمصار (6) .

كلّ ذلك صار سبباً لاختلاف القراءات التي ليس لها منشأ سوى نفس القرّاء أو المصاحف الموحدة .

مضافاً إلى عوامل أُخرى ساعدت على هذا الاختلاف ، نذكر منها ما يلي :

1 ـ بداءة الخط

كان الخط عند العرب آنذاك في مرحلة بدائية ؛ ومن ثَمّ لم تستحكم أُصوله ، ولم تتعرّف العرب على فنونه والإتقان من رسمه وكتابته الصحيحة ، وكثيراً ما كانت الكلمة تُكتب على غير قياس النطق بها ، ولا زال بقي شيء من ذلك في رسم الخط الراهن .

كانوا يكتبون الكلمة ، وفيها تشابه واحتمال وجوه ، فالنون الأخيرة كانت تُكتب بشكل لا تفترق عن الراء ، وكذا الواو عن الياء ، وربّما كتبوا الميم الأخيرة على شكل الواو ، والعين الوسط كالهاء ، كما ربّما يفكّكون بين حروف كلمة واحدة فيكتبون الياء منفصلةً عنها ، كما في ( يستحي ي ) و ( نحي ي ) و ( أُحي ي ) أو يحذفونها رأساً كما في ( إيلافهم ) كتبوها ( إلافهم ) بلا ياء ؛ ولذلك قرأ أبو جعفر وِفق الرسم بلا ياء ، وربّما رسموا التنوين نوناً في الكلمة ، كما في كلمة ( كأيّن ) في

قوله سبحانه : {فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ } [الحج : 45] ، كما كُتب النون ألفاً في كثير من المواضع منها {لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ} [العلق : 15] ، {وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ} [يوسف : 32] وهاتان النونان نون تأكيد خفيفة كتبوها بألف التنوين ، وقوله : {وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا } [النساء : 67] كتبوا ( إذاً ) بدل ( إذن ) تشبيهاً بالتنوين المنصوب .

كما رسموا ألفاً بعد كثير من واوات زعموا واو الجمع ، وعلى العكس حذفوا كثيراً من ألفات واو الجمع .

فمن الأوّل قوله : ( إنّما أَشكوا بَثّي ) و ( فلا يربوا ) و ( نبلوا أخباركم ) و ( ما تتلوا الشياطين ) .

ومن الثاني قوله : ( فاءو ) و ( جاءو ) و ( فباؤ ) و ( تبوّءو الدار ) و ( سعو ) و ( عتو ) و غير ذلك كثير .

2 ـ الخلو من النقط

كان الحرف المعجم يُكتب كالحرف المهمل بلا نقط مائزة بين الإعجام والإهمال ، فلا يفرّق بين السين والشين في الكتابة ، ولا بين العين والغين ، أو الراء والزاي ، والباء والتاء والثاء والياء ، أو الفاء عن القاف ، أو الجيم والحاء والخاء ، والدال عن الذال ، أو الصاد عن الضاد ، أو الطاء عن الظاء ، فكان على القارئ نفسه أن يميّز بحسب القرائن الموجودة أنّها باء أو ياء ، جيم أو حاء ، و هكذا .

من ذلك قراءة الكسائي : ( إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبأ فتثبتوا ) وقرأ الباقون : ( فتبيّنوا ) .

وقرأ ابن عامر والكوفيون ( ننشزها ) وقرأ الباقون ( ننشرها ) .

وقرأ ابن عامر وحفص : ( ويكفِّر عنكم ) و قرأ الباقون : ( نكفِّر ) .

وقرأ ابن السميفع : ( فاليوم ننحيك ببدنك ) والباقون ( ننجّيك ) .

وقرأ الكوفيون غير عاصم : ( لنثوينهم من الجنّة غُرفاً ) و الباقون ( لنبوِّئنّهم ) ، وأمثلة هذا النوع كثيرة جداً (7) .

3 ـ إسقاط الألفات

كان الخط العربي الكوفي منحدراً عن خط السريان ، وكانوا لا يكتبون الألفات الممدودة في ثنايا الكلم ، وقد كتبوا القرآن بالخط الكوفي على نفس المنهج ، فصار ذلك سبباً لاختلاف القراءات .

1 ـ قرأ الكوفيون ( أَلم نجعل الأَرض مهداً ) بدل مهاداً ؛ لأنّها كُتبت في المصحف بلا ألف .

2 ـ قرأ حمزة والكسائي وشعبة ( وحِرم ) بكسر الحاء وسكون الراء بدل ( وحرام على قرية ) ؛ لأنّها كُتبت في المصحف بلا ألف .

3 ـ قرأ أبو جعفر و البصريون ( وَإِذْ وعدنا موسى أربعين ليلة ) بدل ( واعدنا ) ؛ لأنّها كُتبت هكذا في القرآن ، وهكذا سائر الموارد التي نجم الاختلاف فيها من إسقاط الألف في الكتابة وقراءته في اللفظ .

4 ـ تأثير اللهجة

لا شكّ أنّ كلّ أُمّة وإن كانت ذات لغة واحدة لكن لهجاتها تختلف حسب تعدّد القبائل والأفخاذ المنشعبة منها ، فهكذا كانت القبائل العربية تختلف بعضها في اللهجة وفي التعبير والأداء ، وقد سبّب ذلك اختلافاً في القراءة .

1 ـ اختلافهم في الحركات : مثل ( نستعين ) بفتح النون وهي لغة قيس وأسد ، وكسر النون لغة غيرهم ، ومثل ( معكم ) بفتح العين وكسره .

2 ـ اختلافهم في الهمزة والتليين : نحو ( مستهزؤن ) و ( مستهزون ) .

3 ـ اختلافهم في التقديم والتأخير : تقول العرب صاعقة وصواعق وبه نزل القرآن ، وبنو تميم يقولوا : ( صاقعة ) و ( صواقع ) .

4 ـ اختلافهم في الإثبات والحذف نحو ( استحيت ) و( استحييت ) .

5 ـ اختلافهم في النبر بالياء والواو أي تبدلهما همزة ، يقولون يا ( نبئ اللّه ) مكان ( يا نبي اللّه ) ، وكانت هذيل تقلب الواو المكسورة همزة ، فتقول : ( إعاء ) بدل ( وعاء ) .

قال سيبويه : بلغنا أنّ قوماً من الحجاز من أهل التحقيق يهمزون ( نبي ) و ( بريئة ) مكان نبي و بريّة .

ولمّا حجّ المهدي قَدِم المدينة ، فقَدِم الكسائي ليصلّي بالناس فهمز ، فأنكر عليه أهل المدينة وقالوا : إنّه ينبر في مسجد رسول اللّه بالقرآن .

إلى غير ذلك من موارد اختلاف اللهجة التي سبّبت اختلافاً في القراءة .

وهذا الاختلاف بين القبائل كان قد يعظم ويشتدّ ، كالخلاف بين القبائل

العدنانية في الحجاز ، والقبائل القحطانية في اليمن ، سواء في المفردات والتراكيب أم في اللهجات ، حتى قال أبو عمرو بن العلاء : ما لسان حمير وأقاصي اليمن بلساننا ، ولا عربيّتهم بعربيّتنا .
________________________________________

1 ـ الكافي : 2 ، كتاب نقل القرآن ، باب النوادر ، الحديث 13 و 12 .

2 ـ الكافي : 2 ، كتاب نقل القرآن ، باب النوادر ، الحديث 13و 12 .

3 ـ صدرنا في هذا البحث عن كتاب ( التمهيد في علوم القرآن ) تأليف العلاّمة المحقّق محمد هادي معرفة ، و قد أغرق نزعاً في التحقيق ، فلم يبقَ في القوس منزعاً ( حيّاه اللّه وبيّاه ) .

4 ـ تهذيب الأسماء للنووي : 1 / 257 .

6 ـ البيان في تفسير القرآن : 165 ، نقلاً عن التبيان للجزائري : 86 .

7 ـ مجمع البيان : 8 / 290 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .