أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-3-2019
2741
التاريخ: 27-3-2017
4039
التاريخ: 2024-07-28
480
التاريخ: 6-11-2016
1972
|
كانت القنوات والبحار والقارات التي تظهر على شكل خطوط على سطح المريخ قد أثارت جدلاً واسعاً في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وبداية القرن العشرين حول إحتمال وجود حضارة متقدمة على سطح المريخ، وأن القنوات المريخية حفرتها الحضارات المتقدمة لري الأراضي والمزروعات على سطح الكوكب، لذلك كله فقد أخذ الفلكيون قضية البحث عن هذه الحضارة علىمحمل الجد وراحوا يدرسون بشغف كوكب المريخ لعلهم يرصدون شيئاً من هذه الحضارة.
يعتبر الفلكي الأمريكي (بيرسيفال لوويل)P.Lowell 1855-1916 من أكثر المهتمين بدراسة المريخ والحضارة المريخية، وكان قد بنى مرصداً فلكياً ممتازاً سنة 1894 في صحراء ولاية أريزونا الأمريكية البعيدة عن إنارة المدن أو التلوث الصناعي، فبدت السماء مناسبة جداً للرصد. وبعد خمسة عشر عاماً من الرصد، التقط لوويل آلاف الصور لسطح المريخ، وتابع رصد ودراسة القنوات وتغير شكلها من وقت لآخر وتغير الفصول المريخية من خلال انتقال القمم القطبية، فاقتنع بأن ثمة حضارة متقدمة على المريخ.
وألف لوويل بعد هذه الفترة الطويلة من الرصد كتاباً سماه (المريخ) Mars وصدر سنة 1894م أتبعه بعد ذلك بكتب أخرى، حيث أصدر سنة 1906 كتاباً شافياً بعنوان "المريخ وقنواته" ثم صدر كتابه الثالث بعنوان "المريخ مسكن الحياة" سنة 1908م. واثناء إنشغال لوويل برصد كوكب المريخ ، صدرت رواية مثيرة عن الحضارة المريخية سميت "حرب العوالم"The World War للكاتب الإنجليزي "هربرت.ج.ويلز" H.G.Wells 1866-1946 تصور فيها أن سكان المريخ المتقدمين عنا تكنولوجياً قد هاجموا الأرض بعد أن جف كوكب المريخ ولم يعد صالحاً للحياة، فاضطروا لمهاجمة الإنسان واحتلال الأرض حيث المياه والبحار والأراضي الخضراء وغيرها من النعم.
لكن المريخيين انهزموا في النهاية بسبب البكتيريا الأرضية التي لم تستطع أجسام المخلوقات المريخية مقاومتها أو حتى أن تجد لها دواءاً شافياً، فقتلتهم وانهزموا على أثرها. كانت رواية (حرب العوالم) قد أثارت المخرج الشاب (اورسون ويليز) O.Welles وسحرته بخيالها الواسع، فقرر بث الرواية على شكل حلقات إذاعية في راديو ولاية نيوجرسي الأمريكية، وأبدع المخرج في أسلوب البث العبقري حتى ظن الناس في تلك الولاية أن الرواية صحيحه وأن سكان المريخ يغزون كوكب الأرض بالفعل، ففروا نحو الجبال العالية بعيداً عن المدينة خوفاً من الغزاة!!، ولم يهدأ بال الناس في تلك الأثناء إلا بنهاية بث الرواية وبعد أن قدم المخرج ويليز اعتذاره لسكان نيوجيرسي على بث هذه الرواية وبث الرعب في نفوسهم، والتي لم يتوقع أبداً أن يصدقها الناس!.
ظلت مسألة البحث عن الحياة على المريخ تراود الناس بهذه الصورة، حتى هبطت مركبة الفضاء فايكنغ-1 على سطح الكوكب، وأجرت العديد من التجارب على تربة الكوكب والتقطت العديد من الصور بهدف البحث عن الحياة المريخية المتوقعة. بينت الدراسات أن القنوات التي رصدها الفلكيون وهواة الفلك ما هي سوى خداع بصري ناتج عن ضرب العواصف الرملية بسطح الكوكب، فتحمل معها الأتربة والغبار وتتشكل نتيجة لذلك الأخاديد التي تشبه الأقنية، وهي ليست قنوات مياه أو بحار أو محيطات.
كما بينت الصور ان سطح المريخ عبارة عن صحراء قاحلة خالية من أي شكل من أشكال الحياة، ولم تظهر بنايات عالية أو اشجار ضخمة أو حيوانات غريبة الشكل أو حتى مخلوقات ذكيه مثل الإنسان على الأرض . ومع ذلك فقد صورت مركبة الفضاء وجوها لإنسان منحوتة في الصخر سميت (الوجوه المريخية)Faces of Mars وبجانب الوجوه أشكالاً لأهرامات تشبه الأهرامات المصرية!.
لا ندري بالضبط إذا كانت الوجوه المريخية تشكلت بفعل مخلوق ذكي عاش على الكوكب في الماضي البعيد، أو أن عوامل التعرية مثل العواصف الرملية هي التي شكلت هذه الوجوه، فالمركبات الفضائية أو الإنسان الذي يتوقع أن يهبط على المريخ في المستقبل سوف تكشف عن حقيقة هذه الوجوه والأهرامات. أجرت فايكنغ-1 ثلاث تجارب على تربة المريخ التي كان يتوقع وجود كائنات حية ميكروسكوبية فيها بعد فشل البحث عن حياة متقدمة أو أشجار عملاقة، وذلك بعد أن غرزت المركبة ذراعها وسحبت كمية من التربة وأدخلتها إلى المختبر الموجود داخل المركبة لتجري تجارب على الكائنات الحية فيها.
قامت المركبة أولاً بتسخين التربة لدرجة عالية، وفقدت نتيجة لذلك 1% من وزنها الذي يعتقد أنها مياه تبخرت من التربة نتيجة للتسخين، وتعتمد التجربة على تعريض التربة إلى ثاني اكسيد الكربون 14 المشع تحت الضوء، وإذا ما كانت هنالك أي كائنات حية فإنها تمتص ثاني اكسيد الكربون وتدخلة في انسجتها، ثم تطرد ثاني اكسيد الكربون ويتم تسخين التربة بعد ذلك، فتتحطم مركبات الكربون في التربة وينتج ثاني اكسيد الكربون ومعرفة ما إذا كان هنالك غاز ثاني اكسيد الكربون 14 المشع او لا، وإذا ما كان هذا الغاز موجوداً فهذا يعني وجود كائنات حية في التربة، وعندما أجريت التجربة نتج ثاني اكسيد الكربون، وهذا يعني في بداية الأمر أن ثمة كائنات حيه موجوده في التربة.
ثم أجرت المركبة التجربة الثانية، والتي اعتمدت على التفاعل الكيميائي، وفيها يتم تعريض التربة إلى مواد كيماوية محتوية على كربون بسيط كالموجود على الأرض ومذاب بالماء فتدخلها في انسجتها، ثم تتقسم المركبات في الأنسجة وتخرج منها غازات مكونة من ذرات كربونية. وإذا ما أجريت التجربة، فلن يكون هنالك إطلاق للغازات المكونة من كربون-14 إذا كانت التربة خالية من أي كائنات حية دقيقة، وعندما أجريت التجربة كانت النتيجة ايجابية، حيث سجلت المختبرات وجود ذرات الكربون-14 أما التجربة الثالثة فاعتمدت على طريقة (تبادل الغازات) وهي عملية طبيعية تحدث بشكل دائم على الأرض، حيث تستهلك النباتات تحت ضوء النهار ثاني اكسيد الكربون وتطلق الاوكسجين، بينما يستهلك الإنسان الاوكسجين ويطلق ثاني اكسيد الكربون.
وعندما اعطيت التربة كمية من ثاني اكسيد الكربون اطلقت نسبة من الأوكسجين الناتج عن الميكروبات التي استهلكت ثاني اكسيد الكربون. وعلى الرغم من النتائج الايجابية للاختبارات الثلاث، فإن الفلكيين غير مقتنعين بصحة التجارب ودقتها، فقد كانت نسبة الكربون الناتج عالية ولا تتوافق مع النسبة المنطقية المتوقعة، وفسروا هذه الزيادة في نسبة الكربون إلى التعرض المستمر لسطح المريخ والذي لا يمتلك غلافاً غازياً حاجبا للأشعة فوق البنفسجية الصادرة عن الشمس، لذلك فإن الكربون المشع ناتج عن عملية أكسدة للغازات المريخية وليست من إنتاج جراثيم أو ميكروبات مريخية.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|