المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6779 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

حمل مُحاكٍ dummy load
10-9-2018
توزيع الأدوار بين الأب والأم
11-1-2016
السلوك الإجرامي
22-4-2017
خصائص نزول سورة العلق
2024-09-06
Multiplicative Persistence
15-11-2020
Preference
2-6-2021


الديانة النصرانية في العرب قبل الاسلام  
  
5389   11:09 صباحاً   التاريخ: 7-11-2016
المؤلف : محمود عرفة محمود
الكتاب أو المصدر : العرب قبل الاسلام و احوالهم السياسية والدينية واهم مظاهر حضارتهم
الجزء والصفحة : ص198-205
القسم : التاريخ / احوال العرب قبل الاسلام / عرب قبل الاسلام /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-2-2017 2278
التاريخ: 2024-01-16 970
التاريخ: 9-3-2021 3156
التاريخ: 8-11-2016 1938

دخلت النصرانية بلاد العرب وانتشرت فيها بالتبشير وليس بطريق الهجرة الذي اتبعته الديانة اليهودية هناك. فلم تحدث هجرات نصرانية الى الحجاز وبلاد اليمن، وكان التبشير يتم بدخول بعض النساك والرهبان الى جزيرة العرب ومنهم من رافقوا البدو الاعراب وعاشوا معهم وجاروهم في عيشتهم وطرز حياتهم، التي تتميز بالحل والترحال والإقامة في الخيام فعرفوا ((بأساقفة الخيام)) واساقفة اهل الوبر واساقفة العرب البادية. وذكر ان مطران بصري. من اعمال دمشق كان يشرف على نحو عشرين اسقفا انتشوا بين عرب حوران وعرب غسان(1). وكان لإتقان المبشرين كيفية التأثير ووسائل الاقناع والمنطق، فضلا عن براعتهم في مداواة بعض الامراض، ان تمكنوا من ضم بعض سادات القبائل والاعراب الى الدين الجديد. فذكر ان بعض الرهبان القريشيين تمكنوا من شفاء النساء العقيمات فولدن اولادا بفضل دعواتهم وبركات الرب، كما حدث لسيد الضجاعمة اذ توسل احد الرهبان الى الله ان يهب لهك ولدا ذكرا، فاستجاب له، فلما راى سيد القبيلة ذلك، اعتنق النصرانية هو وافراد قبيلته. وذكر أيضا ان الراهب ما رايشوعزخا، شفى النعمان ملك الحيرة من مرض عصبي الم به وذلك بإخراج الشيطان من جده(2). وكان لهذه المعجزات التي اعتقدها العرب ان دخل عدد من الامراء وسادات القبائل في النصرانية. وبذلك ضمن المبشرون مساعدتهم وحمايتهم، فعاشوا في كنفهم في امن وسلام واخذوا في نشر دينهم في انحاء جزيرة العرب.

انشا النصراني في جزيرة العرب كثيرا من الاديرة(3)، كوسيلة من وسائل التبشير ونشر ديانتهم، فقد اعدوا الديرة للقوافل التجارية ليجد فيا التجار كل وسائل الراحة والاستماع خلال رحلاتهم واسفارهم الشاقة وكانت هذه الاديرة تشتهر بالخمور والنبيذ، الذي كان يتم صنعه على ايدي الرهبان انفسهم، واثناء اللهو وشرب الخمور كان الرهبان يلعبون دورهم في التعريف بدينهم ويؤدون شعائرهم في حضور زوارهم ويدعونهم الى الانضمام للنصرانية. فكانت الاديرة بيوتا للخلوة والانقطاع لعبادة الله ومواطن للراحة واللهو والتبشير بالديانة المسيحية. وقد انتشرت هذه الاديرة في أماكن عديدة من بلاد العراق وبلاد الشام وفي بعض نواحي الحجاز ونجد وجنوبي جزيرة العرب وشرقها(4).

كان لقدوم البعثات الدينية التي تتالف من الرهبان والنساك وإقامة الاديرة في بلاد العرب، ان انتشرت المسيحية هناك، خاصة ان قياصرة الروم قاموا بتشجيعها والاغداق على المبشرين بكل ما يمكنهم من تأدية رسالتهم، وحرصوا على تحول اتباعهم الى هذه الديانة حتى يضمنوا ولاءهم، وتامين مصالحهم الاقتصادية في جزيرة العرب.

كانت بلاد الشام تمثل المعقل الأول الذ وطدت فيه المسيحية اقدامها للعلاقات المباشرة والوطيدة مع قياصرة الروم الذين اتخذوا من النصرانية دينا رسميا لامبراطوريتهم فانتشرت بين عرب بلاد الشام من الغساسنة اتباع القيصر، وغيرهم من قبائل كلب وقضاعة وعاملة وجذام وقد حارب الغساسنة الى جانب الروم لدوافع دينية وسياسية ففي يوم اليرموك كانوا في صفوف الروم وكان رئيسهم جبلة بن الايهم الغساني في مقدمة الجيش الذي ارسله هرقل لمحاربة المسلمين. كذلك كانت قبائل عاملة ولخم وجذام من القبائل المنتصرة التي ساعدت الروم وازرتهم، فكانوا يؤيدونهم حين قدم الرسول [صلى الله عليه وآله]تبوك(5).

وكانت قبائل اياد من جملة العرب المتنصرة سكنوا السواد والجزيرة، وسكن قوم منهم بلاد الشام فخضعوا للغساسنة وللروم وتنصروا. كذلك وجدت النصرانية طريقا لها بين عدد كبير من رجالات قبائل طئ(6). فوفد عدي بن حاتم الطائي وكان على النصرانية الى رسول الله[صلى الله عليه وآله] واعلن اعتناقه الإسلام. وفي بلاد العراق وجدت النصرانية لها ارضا خصبة عند اهالة الحيرة.

وعلى الرغم من تبعية الحيرة الى الفرس الا ان الاكاسرة لم يكن يهمهم نشر المجوسية بين اتباعهم لاعتبارها ديانة خاصة بالفرس دون غيرهم، فم تهتم الإمبراطورية الفارسية بانتشار النصرانية بين الموالين لها لانها لم تجد فيها ما يتعارض مع مصالحها، ذلك ان النصرانية المنتشرة في بلاد الحيرة كانت تخالف النصرانية المتشيعة للروم، فقد كان نصارى الشام على المذهب اليعقوبي او النسطوري (7)، القائل بالطبيعة الواحدة للمسيح، فهم أصحاب الطبيعة الواحدة وصاحب هذا المذهب هو يعقوب البرادعي (ت578م)(8)، بينما كان نصارى العراق ومن والاهم من قبائل تغلب واياد وبكر(9)، من اتباع المذهب النسطوري، الذي ينسب الى نسطوريوس (ت 450م) ويرى ان للمسيح طبيعتين او اقنومين، اقنوم الناسوت واقنوم اللاهوت.

وفضلا عن المذهبين اليعقوبي والنسطوري، وجدت فرقة في بعض جهات بلاد العرب عرفت باسم الفطائريين واتباعها كانوا من المبالغين في تاليه مريم وعبادتها وكانوا يقدمون لها أقراص العجين والفطائر كقرابين لذلك عرفوا بالفطائريين (10)، قال الله تبارك وتعالى: { وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} [المائدة: 116] (11).

كان لاتصال بلاد الحجاز بالحيرة وبلاد الشام ان دخلت النصرانية الى هذه البلاد. ومنها دومة الجندل وأيلة وتيماء، كما كان في يثرب ومكة والطائف قليل من المسيحيين عند ظهور الإسلام. ذلك ان جماعات متن تجار مكة والطائف كانوا يذهبون في رحلاتهم التجارية الى امارة الحيرة للبيع والشراء. فكانوا يتعرفون على التغيرات والتطورات الثقافية والدينية، وينقلونها الى أبناء بطونهم وعشائرهم وذلك فضلا عن قدوم المبشرين من الحيرة الى بلاد الحجاز في ركاب القوافل التجارية.

فدومة الجندل كانت على اتصال تجاري منذ القدم مع الحيرة. وبذلك انتقلت اليها النصرانية وصار فريق من أهلها نصرانيين، وكان صاحب ايلة قبل الإسلام، يوحنا بن رؤبة، وهو نصراني قدم الى تبوك بعد الإسلام وكان الرسول ص بها فصالحه على الجزية وبقي على دينه(12)، وقد اطلق عليه المسعودي(13) لقب اسقف ايلة. واما اليمامة فكان حاكمها عند بعثة النبي ص هو هوذة بن علي، وكان نصرانية من بني حنيفة على علاقة قوية بالفرس وذكر ابن الاثير(14)، ان هوذة توسط لفك اسر مائة رجل من بني تميم في اعقاب يوم الصفقة.

كما ذكر ان معظم الرقيق في مكة كان نصرانيا وانه كان بها جالية من الروم والنصارى(15)، فضلا عن الجواري الروميات وليس ادل على وجود نفر قليل من النصرانيين في مكة من ان قريشا ادعت ان رجلا نصرانيا كان يعيش بمكة وقت ظهور الإسلام يسمى جبر النصراني هو الذي يلقن رسول الله[صلى الله عليه وآله] ما يقوله للناس وانه هو الذي كان يعلمه ذلك وكانوا يقولون: والله ما يعلم محمد كثيرا مما يأتي به الا جبر النصراني غلام الحضرمي(16).

فانزل الله عز وجل: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} [النحل: 103] (17).

وفضلا عن ذلك كان من بين الجالية الكبيرة التي تعرف بالأحابيش، عدد كبير من النصارى، وهم الذين كانوا يقومون بالخدمة وبالأعمال التي يحتقرها ويزدريها عظماء مكة(18). ومن ناحية أخرى تزوج بعض رجال قريش من نصرانيات فكانت ام الحارث عبد الله المعروف بالقباع نصرانية(19). وكان في وادي القرى نفر من الرهبان كما أشار الى ذلك الشاعر جعفر بن سراقة، احد بني قرة قائلا:

رهبـــان بأسفــــل ذي القـرى

وبالشام عرافون فيمن تنصرا(20)

كما كان في يثرب بعض النصارى الذين كانوا يسكنون في موضع يقال له سوق النبط(21)، وفي البحرين كان بنو عبد القيس على النصرانية، فقدم بشر بن عمرو على راس وفد من بني عبد القيس على النبي [صلى الله عليه وآله ]، واعلنوا اعتناقهم الدين الإسلامي(22).

كما انتشرت المسيحية بالتبشير في نواحي الجزيرة الجنوبية. فدخلت اليمن أيضا على يد احد المبشرين الصالحين واسمه فيميون وكان من الزهاد السياح ساح في البلاد. وكان تصدر عنه الكرامات والمعجزات، وتروي الروايات ان رجلا من اهل الشام اسمه صالح، اتصل به وتوغلا معا في بلاد العرب فاختطفتهما سيارة من العرب وباعوهما بنجران لبني الحارث بن كعب من كهلان، الذين كانوا يعبدون الصنم العزي. وقد تمكن الرجان من اقناع سيد بني الحارث يبطلان ما هو عليه وقومه من عبادة الاصنام وذلك بعد ان دعوا الله في يوم عيد العزي ان يرسل عليها ريحا صرصرا عاتية تقضي عليها، فاتت الريح عليها واستأصلتها، فلما راى ذلك اهل نجران تنصروا(23)، وقام فيميون بتعيين احدهم وهو عبد الله بن الثامر رئيسا عليهم، وجعلهم تحت رعاية الاسقف بولس(24)، وتذكر روايات الاخباريين ان عبد كلال بن مثوب، احد زعماء حمير هو الذي ادخل النصرانية ونشرها بين الحميريين، وانه اخذها عن رجل من غسان كان قد قدم عليه من بلاد الشام(25).

صار للمسيحية مركز قوة في بلاد اليمن في القرن الرابع الميلادي، يدل على ذلك اشتراك اسقف عن اليمن في اعمال مجمع ((نيقية)) الذي عقد سنة 325م، كما ارسل الامبراطور قسطنطين بن قسطنطين الأكبر المعروف بقسطنطين الثاني (337 – 361م) سفارة مسيحية الى الجنوب برئاسة ثيوفيلوس الهندي لأقناع ملوك اليمن بإقامة بعض الكنائس للمسيحيين هناك. وقد نجح – ثيوفيلوس في انشاء كنيسة في ظفار العاصمة وأخرى في عدن(26) وكان من اهم دوافع الامبراطور البيزنطي التي حملته على ارسال هذه البعثة، توطيد نفوذه السياسي في تلك البلاد لاحكام سيطرته عليها وتامين مصالح الإمبراطورية الاقتصادية في بلاد اليمن الخصب التي تملك زمام التجارة في البحر الأحمر(27).

كانت نجران اهم مواطن النصرانية في بلاد العرب الجنوبية وقد اشتهرت، بأنشاء اكبر الكنائس وافخمها في جزيرة العرب في عهد الاحباش، وعرفت بكعبة نجران او بيعة نجران كما جاء في نص ابرهة(28). اذ كان اهل اليمن يطلقون على الكنيسة اسم البيعة. يقول ياقوت: ((وكعبة نجران هذه يقال لها بيعة بناها بنو عبد المدان بن الديان الحارثي على بناء الكعبة وعظموها مضاهاة للكعبة وسموها كعبة نجران وكان فيها أساقفة معتمون، كان اذا جاءها الخائف امن او طالب حاجة قضيت او مسترفد ارفد وكان لعظمها، عندهم يسموها كعبة نجران وكان فيها أساقفة معتمون، كان اذا جاءها الخائف امن او طالب حاجة قضيت او مسترفد ارفد وكان لعظمها، عندهم يسمونها كعبة نجران، وكانت على نهر نجران))(29).

كذلك انشا الاحباش كنيسة في ظفار، واهتموا بتزيينها وعهدوا بتدبير شئونها الى الاسقف((جرجنسيوس))(30) الذي قام بحركة تبشير واسعة لنشر النصرانية بين الحميريين. وكان للنصارى كنيسة أخرى في مارب انشاها الاحباش وعينوا عليها اسقفا من قبلهم، وقد احتفل بافتتاحها ابرهة ملك اليمن وأشار اليها في النص الذي دونه عن ترميم سد مارب(31)، اما اهل صنعاء فكان لهم كنيسة عظيمة لا تقل روعة عن كنيسة نجران، وقد ابدع الاحباش في تزيينها وتجميلها وانفقوا على بنائها أموالا طائلة، وقد عرفت باسم ((القليس))(32)، وموضعها جامع صنعاء في الوقت الحاضر.

كان اباطرة الروم يمدون الكنائس بالأساقفة والمبشرين. كما اغدقوا الأموال عليها حتى تتمكن من القيام بمهامها في نشر النصرانية في تلك البلاد التي تشكل لهم اهم مناطق النفوذ والمصالح السياسية والاقتصادية. فانتشرت البيع في المدن وفي القرى وف البوادي، وكان يقصدها الاعراب للتنزه بها واحتساء الشراب وللتزود بالماء او الزاد، وقد أشار القران الكريم الى البيع والصوامع، أماكن سكني الرهبان في قوله تبارك وتعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: 40] (33).

لما كانت نجران تمثل المعقل الرئيسي للنصرانية، فقد صار لها نظام سياسي ديني خاص تخضع له، وكان يتولى شئونها رؤساء على اعلى مستوى للمناصب الرئيسية الأساسية وهم: العاقب، امير القوم وذو رايهم وصاحب مشورتهم والذي لا يصدرون الا عن رايه، والسيد صاحب رحلهم ومجتمعهم المختص بتنظيم القوافل ووسائل النقل وغيرها، اما الاسقف فكان امامهم وصاحب مدارسهم الدينية(34) والذي كان بمثابة رئيس نجران الديني.

على الرغم من انتشار النصرانية في بلاد العرب الا ان سواد نصارى العرب لم يكونوا على علم وفقه بأمور دينهم، بل ساروا وراء المبشرين لاعتقادات خرافية بمقدرتهم على شفاء المرضى والتوسط الى الله تبارك وتعالى لتحقيق أهدافهم وامانيهم، ومن ناحية أخرى تنصر كثير من العرب من اجل المصالح السياسية والاقتصادية ولإرضاء سادتهم من الروم والحبش وقدم انضح ذلك من وجود مراكز الثقل النصراني في المواضع التي دان فيها العرب بالتبعية للإمبراطورية البيزنطية وفي بلاد اليمن خلال الاحتلال الحبشي. وعلى ذلك كان النصراني يعرف وقتذاك بانه من كان يأكل الخنزير ويشرب الخمر. فعلى الرغم من ان الأصل في النصرانية انها ديانة سماوية تدعو الى التوحيد تمييزا لها عن الوثنية التي كان جل اهتمامها اتخاذ اصنام وعبادتها، فقد اتخذ النصرانيون التماثيل ووضعوها في بيعهم(35) وكنائسهم، بل قام النصارى بصنع الاوثان للاتجار فيها وبيعها للوثنيين في بلاد الشام(36).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) لويس شيخو: النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلين، بيروت، 1912، جـ1، ص37.

(2) لويس شيخو: النصرانية وآدابها، جـ1، ص35 – 36.

(3) الدير: اصله الدار، والجمع اديار واديرة، والديار، والديراني هو صاحب الدير. وهو الموضع الذي تسكنه الرهبان. انظر ياقوت: معجم البلدان، جـ2، ص495.

(4) ياقوت: المصدر السابق، جـ2، ص495 – 543.

(5) ابن الاثير: الكامل في التاريخ، جـ2، ص192.

(6) لويس شيخو: النصرانية وآدابها، جـ1، ص132.

(7) philby: the background of islam, p, 112 .

(8) Hitti: history of the arabs, p. 63 .

(9) اليعقوبي: تاريخ اليعقوبي، جـ1، ص214.

(10) لويس شيخو: النصرانية وآدابها، جـ1، ص113.

(11) سورة المائدة، اية (116).

(12) ابن الاثير: الكامل في التاريخ، جـ2، ص191.

(13) المسعودي: التنبيه والاشراف، بيروت، 1967، ص272.

(14) ابن الاثير: الكامل في التاريخ، جـ1، ص379.

(15) ابن خلدون: العبر وديوان المبتدا والخبر، جـ2، ص143.

(16) O'Leary: Arabia before Muhammad, p, 184 .

(17) سورة النحل: اية (103)، يلحدون: يميلون عن الحق.

(18) ابن هشام: السيرة النبوية، جـ1، ص355.

(19) الاصفهاني: الأغاني، جـ1، ص30.

(20) الاصفهاني: المصدر السابق، جـ7، ص96.

(21) جواد علي: تاريخ العرب قبل الإسلام، جـ6، ص208.

(22) ابن الاثير: الكامل في التاريخ، جـ، ص203.

(23) ياقوت: معجم البلدان، جـ5، ص266 – 167.

(24) ابن خلدون: العبر وديوان المبتدا والخبر، جـ2، ص59.

(25) لويس شيخو: النصرانية وآدابها، جـ1، ص55.

(26) لويس شيخو: المرجع السابق، جـ1، ص56.

(27) margoliouth: the relations between arabs and iraelites prior to the rise of islam, p, 63.

(28) جواد علي: تاريخ العرب قبل الإسلام، جـ6، ص65.

(29) ياقوت: معجم البلدان، جـ5، ص268.

(30) لويس شيخو: النصرانية وآدابها، جـ1، ص64.

(31) جواد علي: تاريخ العرب قبل الإسلام، جـ6، ص67.

(32) ياقوت: المصدر السابق، جـ4، ص494 – 395.

(33) سورة الحج: اية (40).

(34) ابن هشام: السيرة النبوية، جـ2، ص151.

(35) لويس شيخو: النصرانية وآدابها، جـ1، ص117.

(36) جواد علي: تاريخ العرب قبل الإسلام، جـ6، ص244.

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).