أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-09-2014
6408
التاريخ: 3-10-2014
5978
التاريخ: 7-10-2014
5318
التاريخ: 9-06-2015
5424
|
لما عم الله تعالى جميع الخلق بالحجج الواضحة على توحيده وذكرهم ما أنعم به عليهم في أبيهم آدم (عليه السلام) خص بني إسرائيل بالحجج وذكرهم ما أسدى إليهم وإلى آبائهم من النعم فقال {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ } [البقرة : 40] يعني يا بني يعقوب نسبهم إلى الأب الأعلى كما قال يا بني آدم والخطاب لليهود والنصارى وقيل هو خطاب لليهود الذين كانوا بالمدينة وما حولها عن ابن عباس « اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ » أراد بذلك النعم التي أنعم بها على أسلافهم من كثرة الأنبياء فيهم والكتب وإنجائهم من فرعون ومن الغرق على أعجب الوجوه وإنزال المن والسلوى عليهم وكون الملك فيهم في زمن سليمان (عليه السلام) وغير ذلك وعد النعمة على آبائهم نعمة عليهم لأن الأولاد يتشرفون بفضيلة الآباء وهذا كما يقال في المفاخرة قتلناكم يوم الفخار وهزمناكم يوم ذي قار وغلبناكم يوم النسار وذكر النعمة بلفظ الواحد والمراد بها الجنس كقوله تعالى « وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها » والواحد لا يمكن عده وقيل المراد بها النعم الواصلة إليهم مما اختصوا به دون آبائهم واشتركوا فيه مع آبائهم فكان نعمة على الجميع فمن ذلك تبقية آبائهم حتى تناسلوا فصاروا من أولادهم ومن ذلك خلقه إياهم على وجه يمكنهم معه الاستدلال على توحيده والوصول إلى معرفته فيشكروا نعمه ويستحقوا ثوابه ومن ذلك ما يوصل إليهم حالا بعد حال من الرزق ويدفع عنهم من المكاره والأسواء وما يسبغ عليهم من نعم الدين والدنيا فعلى القول الأول تكون الآية تذكيرا بالنعم عليهم في أسلافهم وعلى القول الثاني تكون تذكيرا بالمنعم عليهم ، ومن النعم على أسلافهم ما ذكره في قوله « وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين » وقال ابن الأنباري أراد اذكروا ما أنعمت به عليكم فيما استودعتكم من علم التوراة وبينت لكم من صفة محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) وألزمتكم من تصديقه واتباعه فلما بعث ولم يتبعوه كانوا كالناسين لهذه النعمة وقوله « وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم » قيل فيه وجوه ( أحدها ) أن هذا العهد هو أن الله تعالى عهد إليهم في التوراة أنه باعث نبيا يقال له محمد فمن تبعه كان له أجران اثنان أجر باتباعه موسى وإيمانه بالتوراة وأجر باتباعه محمدا وإيمانه بالقرآن من كفر به تكاملت أوزاره وكانت النار جزاءه فقال « أوفوا بعهدي » في محمد « أوف بعهدكم » أدخلكم الجنة عن ابن عباس فسمى ذلك عهدا لأنه تقدم به إليهم في الكتاب السابق وقيل إنما جعله عهدا لتأكيده بمنزلة العهد الذي هو اليمين كما قال سبحانه « وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه » ( وثانيها ) أنه العهد الذي عاهدهم عليه حيث قال « خذوا ما آتيناكم بقوة » أي بجد « واذكروا ما فيه » أي ما في الكتاب عن الحسن ( وثالثها ) أنه ما عهد إليهم في سورة المائدة حيث قال « ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي » الآية عن قتادة ( ورابعها ) أنه أراد جميع الأوامر والنواهي ( وخامسها ) أنه جعل تعريفه إياهم نعمة عهدا عليهم وميثاقا لأنه يلزمهم القيام بما يأمرهم به من شكر هذه النعم كما يلزمهم الوفاء بالعهد والميثاق الذي يؤخذ عليهم والأول أقوى لأن عليه أكثر المفسرين وبه يشهد القرآن وقوله « وإياي فارهبون » أي خافوني في نقض العهد وفي هذه الآية دلالة على وجوب شكر النعمة وفي الحديث التحدث بالنعم شكر وفيها دلالة على عظم المعصية في جحود النعم وكفرانها ولحوق الوعيد الشديد بكتمانها ويدل أيضا على ثبوت أفعال العباد إذ لو لم تكن لهم أفعال لما صح العهد والأمر والنهي والوعد والوعيد ولأدى إلى بطلان الرسل والكتب .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|