أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-08
1094
التاريخ: 2023-04-04
1130
التاريخ: 23-10-2014
2522
التاريخ: 2023-04-26
1197
|
قال تعالى : {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ} [الأحقاف : 35] .
هناك بحث واختلاف كبير جدّاً بين المفسّرين في : مَن هم أولو العزم ؟ وقبل أن نحقق في هذا ، ينبغي أن نحقق في معنى (العزم) ، لأنّ (أولو العزم) بمعنى ذوي العزم.
«العزم» بمعنى الإرادة الصلبة القوية ، ويقول الراغب في مفرداته : إنّ العزم هو عقد القلب على إمضاء الأمر.
وقد استعملت كلمة العزم في مورد الصبر في آيات القرآن المجيد أحياناً ، كقوله تعالى : {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ } [الشورى : 43].
وجاءت أحياناً بمعنى الوفاء بالعهد ، كقوله تعالى : {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} [طه : 115].
لكن بملاحظة أنّ أصحاب الشرائع والأديان الجديدة من الأنبياء قد ابتلوا بمشاكل أكثر ، وواجهوا مصاعب أشد ، وكانوا بحاجة إلى عزم وإرادة أقوى وأشد لمواجهتها ، فقد أطلق على هذه الفئة من الأنبياء (أولو العزم) والآية مورد البحث إشارة إلى هذا المعنى ظاهراً. وهي تشير ضمناً إلى أن نبيّ الإسلام(صلى الله عليه وآله وسلم)من هذه الفئة ، لأنّها تقول : (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ).
وإذا كان البعض قد فسّر العزم والعزيمة بمعنى الحكم والشريعة فمن هذه الجهة ، وإلاّ فإنّ كلمة العزم لم تأتِ في اللغة بمعنى الشريعة.
وعلى أية حال ، فطبقاً لهذا المعنى تكون (من) في (من الرسل) تبعيضيه ، وإشارة الى فئة خاصّة من الأنبياء كانوا أصحاب شريعة ، وهم الذين أشارت إليهم الآية 7 من سورة الأحزاب : {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا}.
فقد أشارت الآية إلى هؤلاء الأنبياء الخمسة بعد ذكر جميع الأنبياء بصيغة الجمع ، وهذا دليل على خصوصيتهم.
وتتحدث الآية (13) من سورة الشورى عنهم أيضاً ، فتقول : {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى}.
وقد رويت في هذا الباب روايات كثيرة في مصادر الشيعة والسنّة ، تدل على أنّ الأنبياء أولي العزم كانوا خمسة ، كما ورد في حديث عن الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام : «ومنهم خمسة : أولهم نوح ، ثمّ إبراهيم ثمّ موسى ، ثمّ عيسى ، ثمّ محمّد»(1).
وجاء في حديث آخر عن الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) : «منهم خمسة أولو العزم من المرسلين : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمّد». وعندما يسأل الراوي : لم سموا (أولو العزم)؟ يقول الإمام (عليه السلام) مجيباً : «لأنّهم بعثوا إلى شرقها وغربها ، وجنّها وإنسها»(2).
وكذلك ورد في حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) : «سادة النبيّين والمرسلين خمسة ، وهم أولو العزم من الرسل ، وعليهم دارت الرحى : نوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، ومحمّد»(3).
وروي هذا المعنى في تفسير الدر المنثور عن ابن عباس أيضاً ، بأنّ الأنبياء أولي العزم هم هؤلاء الخمسة (4).
إلاّ أنّ بعض المفسّرين يعتقد أنّ (أولو العزم) إشارة إلى الأنبياء الذين أُمروا بمحاربة الأعداء وجهادهم.
واعتبر البعض عددهم (313) نفراً(5) ، ويرى البعض أنّ جميع الأنبياء (أولو عزم) أي أصحاب إرادة (6) صلبة وطبقاً لهذا القول ، فإنّ (من) في (من الرسل) بيانية لا تبعيضيه .
إلاّ أنّ التّفسير الأوّل أصح منها جميعاً ، وتؤيده الروايات الإسلامية.
_______________________
1- تفسير مجمع البيان ، ج 9 ، ص 143 ، ذيل الآيات مورد البحث.
2- بحار الأنوار ، ج 11 ، ص 58 ، ح 61 ، ويتحدث الحديث 55 ، ص 56 ، من المجلد المذكور بصراحة في هذا الباب.
3- أصول الكافي ، ج 1 ، ص 175, (كتاب الحجة , باب طبقات الأنبياء والرسل) ، ح 3.
4- الدر المنثور ، ج 6 ، ص 45, وتفسير الكاشف , ذيل الآية مورد البحث .
5- المصدر السابق.
6- المصدر السابق.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|