 
					
					
						خاطب الله أهل الكتاب بالتخويف و التحذير  					
				 
				
					
						 المؤلف:  
						أمين الاسلام الفضل بن الحسن الطبرسي
						 المؤلف:  
						أمين الاسلام الفضل بن الحسن الطبرسي					
					
						 المصدر:  
						تفسير مجمع البيان
						 المصدر:  
						تفسير مجمع البيان					
					
						 الجزء والصفحة:  
						ج3 , ص99-100
						 الجزء والصفحة:  
						ج3 , ص99-100					
					
					
						 28-09-2014
						28-09-2014
					
					
						 5565
						5565					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				 قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا}[النساء : 47] .
 
ثم خاطب الله أهل الكتاب بالتخويف و التحذير فقال « يا أيها الذين أوتوا الكتاب » أي أعطوا علم الكتاب « آمنوا » أي صدقوا « بما نزلنا » يعني بما نزلناه على محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) من القرآن و غيره من أحكام الدين « مصدقا لما معكم » من التوراة و الإنجيل اللذين تضمنتا صفة نبينا (صلى الله عليه وآله وسلّم) و صحة ما جاء به « من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها » و اختلف في معناه على أقوال ( أحدها ) أن معناه من قبل أن نمحو آثار وجوهكم حتى تصير كالأقفية و نجعل عيونها في أقفيتها فتمشي القهقرى عن ابن عباس و عطية العوفي ( و ثانيها ) إن المعنى أن نطمسها عن الهدى فنردها على أدبارها في ضلالتها ذما لها بأنها لا تفلح أبدا عن الحسن و مجاهد و الضحاك و السدي و رواه أبو الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام) ) ( و ثالثها ) أن معناه نجعل في وجوههم الشعر كوجوه القرود عن الفراء و أبي القاسم البلخي و الحسين بن علي المغربي ( و رابعها ) إن المراد حتى نمحو آثارهم من وجوههم أي نواحيهم التي هم بها و هي الحجاز الذي هو مسكنهم و نردها على أدبارها حتى يعودوا إلى حيث جاءوا و هو الشام و حمله على إجلاء بني النضير إلى أريحا و أذرعات من الشام عن ابن زيد و هذا أضعف الوجوه لأنه ترك للظاهر .
 
فإن قيل على القول الأول كيف أوعد سبحانه و لم يفعل فجوابه على وجوه أحدها أن هذا الوعيد كان متوجها إليهم لو لم يؤمن واحد منهم فلما آمن جماعة منهم كعبد الله بن سلام و ثعلبة بن شعبة و أسد بن ربيعة و أسعد بن عبيدة و مخريق و غيرهم و أسلم كعب في أيام عمر رفع العذاب عن الباقين و يفعل بهم ذلك في الآخرة على أنه سبحانه قال « أو نلعنهم كما لعنا » و المعنى أنه يفعل أحدهما و قد لعنهم الله بذلك و ثانيها أن الوعيد يقع بهم في الآخرة لأنه لم يذكر أنه يفعل بهم ذلك في الدنيا تعجيلا للعقوبة ذكره البلخي و الجبائي و ثالثها أن هذا الوعيد باق منتظر لهم و لا بد من أن يطمس الله وجوه اليهود قبل قيام الساعة بأن يمسخها عن المبرد « أو نلعنهم » أي نخزيهم و نعذبهم عاجلا عن أبي مسلم و قيل معناه نمسخهم قردة « كما لعنا أصحاب السبت » يعني الذين اعتدوا في السبت عن السدي و قتادة و الحسن و إنما قال سبحانه « نلعنهم » بلفظ الغيبة و قد تقدم خطابهم لأحد أمرين إما للتصرف في الكلام كقوله « حتى إذا كنتم في الفلك » فخاطب ثم قال و جرين بهم بريح طيبة فكنى عنهم و أما لأن الضمير عائد إلى أصحاب الوجوه لأنهم في حكم المذكورين « و كان أمر الله مفعولا » فيه قولان - ( أحدهما ) - إن كل أمر من أمور الله سبحانه من وعد أو وعيد أو خبر فإنه يكون على ما أخبر به عن الجبائي - ( و الآخر ) - إن معناه أن الذي يأمر به بقوله كن كائن لا محالة و في قوله سبحانه « من قبل أن نطمس وجوها » دلالة على أن لفظة (قبل) تستعمل في الشيء أنه قبل غيره و لم يوجد ذلك لغيره و لا خلاف في أن استعماله يصح و لذلك يقال كان الله سبحانه قبل خلقه .
 				
				
					
					 الاكثر قراءة في  مقالات عقائدية عامة
					 الاكثر قراءة في  مقالات عقائدية عامة					
					
				 
				
				
					
					 اخر الاخبار
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة