تحتوي النخالة على مجموعة غنية من الفيتامينات الضرورية لجسم الانسان ، والتي وظيفتها توجيه فيزيولوجية الاعضاء ، منها الفيتامين (ب1) و (ب2) و(ب6) و(ب ب) ، وهي ضرورية لعمل الاعصاب ، والفيتامين (E) المنشط للجنس . وعلى هذا فان تناول الخبز المصنوع من دقيق القمح مع قشرته ، يقي من داء تساقط الاسنان (بري بري) ، والتهاب الاعصاب ، وداء البلاغرا، كما يعطي القوة والنشاط الجنسي والخصاب .

كما ان خبز النخالة من افضل الادوية للمصابين بمرض السكر ، عدا عن انه ينظم حركة الامعاء بشكل عجيب ، ويزيل امراض الكولون ويشفي منها .

وكان القمح في القديم يطحن مع قشرته ، ويصنع منه نوع جيد من الخبز يدعى (راسو بعبه) وهو خبز أسمر قليلا ، واذا نزعت منه النخالة اصبح خبزاً ابيض ، ولكنه فاقد للأملاح والفيتامينات.

ومن المعلوم ان جسم الانسان يحتاج الى الفيتامينات ولو بكميات صغيرة ، فهي تعطي الجسم النشاط وتجعله مقاوماً للامراض . وهذه الفيتامينات موجودة ايضا في قشور الفاكه ، فمن الخطأ ان تقشر التفاحة او قطعة الخيار قبل اكلها ، بل اغسلها جيداً ثم كلها مع قشورها قضماً.

هذا من جهة ، ومن جهة اخرى – ولأن قشرة القمح غنية بالفيتامينات – فانها تعمل على حفظ الحبة من التسوس والتعفن ، لذلك نصح سيدنا يوسف (عليه السلام) ملك مصر قبل حدوث السنوات العجاف بخزن القمح بشكل سنابل عدة سنين ، فلا يُدرس ولا يطحن الا عند استعماله ، فأمكن بذلك ادخار القمح سبع سنين دون ان يصيبه تلف او أذى.

ومن طريف ما قرأت انه اثناء التنقيبات الاثرية في احد معابد الصين ، عثُر على جرّة فخارية مليئة بالعسل ، وقد ألقي فيها حفنة من القمح ، ومن المعلوم ان العسل غني بالمضادات الحيوية (أنتي بيوتيك) التي تمنع من الفساد ، فظلّت تلك الحبات من القمح الاف السنين موجودة في العسل ، وعندما اكتشفوها واخرجوها وغسلوها، وزرعوها فأنبتت وأعطت سنابل بقدرة الله تعالى .