المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17761 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

العلة
1-07-2015
البلورات الأيونية
2023-10-01
عـقبـات التـخطـيـط ومـعالجتـها في المـصارف
2024-05-16
شبهات وتساؤلات حول الإمام المهدي (عليه السّلام) وغيبته
2023-07-31
ضوابط استخدام الصور في الصحافة
8/10/2022
الإحصار والصد
17-12-2019


ان الدين عند اللَّه الإسلام  
  
5667   10:56 صباحاً   التاريخ: 26-09-2014
المؤلف : محمد جواد مغنية
الكتاب أو المصدر : تفسير الكاشف
الجزء والصفحة : ج2/ ص26ـ29
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / مقالات عقائدية عامة /

 قال تعالى : {وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} [آل عمران: 19، 20] .

تسأل : ان ظاهر هذه الآية يدل على ان جميع أديان الأنبياء ، حتى دين إبراهيم وغيره من الأنبياء ليست بشيء عند اللَّه الا دين محمد فقط ، مع العلم بأن كل ما جاء به الأنبياء حق وصدق باعتراف محمد (صلى الله عليه واله) والقرآن ؟ .

الجواب : ان هذه الآية تدل تماما على العكس مما تقول ، فإن ظاهرها ينطق بلسان مبين أن كل دين جاء به نبي من الأنبياء السابقين يتضمن في جوهره الدعوة الاسلامية التي دعا إليها محمد بن عبد اللَّه (صلى الله عليه واله) . واليك هذه الحقائق الثلاث :

1 - ان الإسلام يرتكز قبل كل شيء على أصول ثلاثة : الايمان باللَّه ووحدانيته ، والوحي وعصمته ، والبعث وجزائه . . وكلنا يعلم علم اليقين ، ويؤمن ايمانا لا يشوبه ريب بأن اللَّه سبحانه ما أرسل نبيا من الأنبياء الا بهذه الأصول ، لاستحالة تبديلها أو تعديلها ، ولذا قال الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) : « إنّا معاشر الأنبياء ديننا واحد » . . وقال : « الأنبياء اخوة لعلات ، أبوهم واحد ، وأمهاتهم شتى . »

2 - ان لفظ الإسلام يطلق على معان ، منها الخضوع والاستسلام ، ومنها الخلوص والسلامة من الشوائب والأدران ، وليس من شك ان كل دين جاء به نبي من أنبياء اللَّه فهو خالص وسالم من الشوائب ، وعلى هذا يصح أن نطلق اسم الإسلام على دين الأنبياء جميعا .

3 - ان مصدر القرآن واحد لا اختلاف بين آياته كثيرا ولا قليلا ، بل ينطق بعضه ببعض ، ويشهد بعضه على بعض - كما قال الإمام علي ( عليه السلام ) - فإذا وردت فيه آية في مسألة من المسائل ، أو موضوع من الموضوعات فلا يجوز أن ننظر إليها مستقلة ، بل يجب أن نتتبع كل آية لها صلة بتلك المسألة ، وذاك الموضوع ، ونجمعها جميعا في كلام واحد ، معطوفا بعضها على بعض ، ثم نستخرج معنى واحدا من الآيات المتشابكة ، مجتمعة لا متفرقة (1) .

وإذا نظرنا إلى الآيات المشتملة على لفظ الإسلام في ضوء هذه الحقائق نجد أن اللَّه سبحانه قد

دون دين من الأديان التي جاء بها الأنبياء من عند اللَّه . . والسر في ذلك ما أشرنا إليه من أن جميع أديان الأنبياء تتضمن الدعوة الاسلامية في حقيقتها وجوهرها ، عنيت الإيمان باللَّه والوحي والبعث . . والتنوع والاختلاف انما هو في الفروع والأحكام ، لا في أصول العقيدة والإيمان .

وصف جميع الأنبياء بالإسلام في العديد من الآيات ، وبذلك نعلم ان الحصر في قوله تعالى : « إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ » هو حصر لجميع الأديان الحقة بالإسلام ، لا حصر للإسلام بدين

وتعال معي الآن لنقرأ الآيات التي وصف بها اللَّه أنبياءه بالإسلام من عهد نوح (عليه السلام) إلى عهد محمد (صلى الله عليه واله) . قال تعالى في حق نوح : {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ} [يونس: 71] - إلى قوله - { وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [يونس: 72].

وقال تعالى في إبراهيم ويعقوب : {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 130 - 132] .

وقال عن يوسف : {أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [يوسف: 101].

وقال عن موسى : {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ} [يونس: 84]

وقال عن أمة عيسى : {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ} [المائدة: 111].

والآية التي هي أصرح من الكل ، وتعم الأولين والآخرين من الأنبياء وتابعيهم ، وتابعي التابعين قوله تعالى في الآية 85 من سورة آل عمران : {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85] . وإذا لم يقبل اللَّه إلا من المسلمين ، وقد قبل من آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى وجميع النبيّين ، والتابعين لهم بإحسان فتكون النتيجة الحتمية ان النبيين من عهد آدم ، حتى محمد (صلى الله عليه واله) والمؤمنين بهم كلهم من المسلمين .

قال الإمام علي (عليه السلام) : الإسلام هو التسليم ، والتسليم هو اليقين ، واليقين هو التصديق ، والتصديق هو الإقرار ، والإقرار هو الأداء ، والأداء هو العمل .

{وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ } [آل عمران: 19] . قيل :

المراد بأهل الكتاب هنا اليهود . وقيل : بل النصارى . وقيل : هما معا ، وهو الصواب ، لأن اللفظ عام ، ولا دليل على التخصيص ، ويؤيد العموم ان اللَّه سبحانه أشار إلى اختلاف النصارى بعضهم مع بعض في الآية 14 من سورة المائدة : {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} [المائدة: 14]. وأشار إلى اختلاف اليهود في الآية 64 من السورة المذكورة : {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ  - إلى قوله - وأَلْقَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ والْبَغْضاءَ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ }[المائدة: 64].

ومن الأمور التي اختلف فيها اليهود الحياة بعد الموت . . فبعض فرقهم تقول :

لا بعث أبدا لا في هذه الحياة ، ولا في غيرها ، وان عقاب المسئ ، وثواب المحسن يحصلان في هذه الحياة . وتقول فرقة أخرى : ان الصالحين من الأموات ينشرون في هذه الأرض ثانية ، ليشتركوا في ملك المسيح الذي يأتي في آخر الزمن ، كما نقل عنهم ، إلى غير ذلك من الاختلافات .

أما العقيدة المسيحية فقد تطورت ، واجتازت أكثر من مرحلة قبل أن تستقر على التثليث ، فقد كانت في البدء تدعو إلى عبادة إله واحد ، ثم انقسم المسيحيون فرقتين : فرقة جنحت إلى الشرك ، وفرقة بقيت على التوحيد ، ثم اختلفوا فيما بينهم : هل لعيسى طبيعتان : إلهية ، وأخرى ناسوتية ، أو طبيعة إلهية فقط ؟

إلى غير ما هو مسطور في كتب تاريخ الأديان ، وقد أدت الاختلافات الدينية المسيحية إلى مجازر لا مثيل لفظاعتها في تاريخ الانسانية .

ولم يكن اختلاف كل من اليهود والنصارى فيما بينهم عن جهل بالحقيقة ، فقد جاء اليهود العلم بالبعث والنشر ، كما جاء النصارى العلم بأن عيسى عبد من عباد اللَّه ، ولكنهم اختلفوا لإرادة العلو في الأرض بالبغي والفساد .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ وأوضح مثال على ذلك ما ذكرناه عند تفسير الآية 7 من هذه السورة . . فقد وصف اللَّه سبحانه كتابه بأن جميع آياته محكمة ، حيث قال في الآية 1 من سورة هود : « كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ » .

ووصفه بأن آياته كلها متشابهة في الآية 23 الزمر : « اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً » ووصف بعض آياته بالمحكمة وبعضها بالمتشابهة بقوله : « مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ » - آل عمران 7 . انظر تفسير هذه الآية لترى وجه الجمع .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .