أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-09-2014
![]()
التاريخ: 26-7-2022
![]()
التاريخ: 2024-12-06
![]()
التاريخ: 8-11-2014
![]() |
شكر له يشكر شكراً وشكوراً ، وشكراناً : أثنى عليه .
والشاكر : اسم فاعل .
والشكر من العبد : عرفان الإحسان ونشره ، ولا يكون إلا عن نعمة .
والشكر من الله للعبد : مجازاته له على شكره .
ومعرفة العبد أن النعم التي يتقلب فيها إنما هي من عند الله تعالى ، هو من الشكر . فقد ورد أن موسى (عليه السلام) قال لربه :
(يا رب ، كيف استطاع آدم أن يؤدي شكر ما صنعت إليه ، خلقته بيدك ، ونفخت فيه من روحك ، وأسكنته جنتك ، وأمرت الملائكة فسجدوا له ؟ قال : يا موسى ، علم آدم أن ذلك مني فحمدني عليه ، فكان ذلك شكراً لما صنعت إليه) .
وقد ورد عن الامام جعفر الصادق (عليه السلام) :
(من أنعم الله عليه بنعمة فعرفها بقلبه فقد أدى شكرها) .
وعنه (عليه السلام) :
(فيما أوحى الله الى موسى بن عمران (عليه السلام) : يا موسى ، اشكرني حق شكري ، فقال : يا رب وكيف أشكرك حق شكرك وليس من شكر أشكرك به إلا وأنعمت به علي ؟ قال : يا موسى ، الآن شكرتني حين علمت أن ذلك مني) (1) .
وقد وردت آيات كثيرة في القرآن الكريم حول الشكر وضرورة صدوره من العبد لله سبحانه باعتباره المنعم المفضل عليه .
قال تعالى : {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ } [النحل: 53] .
{وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا } [إبراهيم: 34] .
{اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ} [البقرة: 40] .
{وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً } [لقمان: 20].
وقد جعل الله سبحانه مقابل شكر عبده له على نعمه شكراً منه لعبده أيضاً ، بمعنى مجازاته تعالى له على هذا الشكر ، بشمول لطفه ورحمته في الدنيا ، بزيادة نعمه ، وفي الآخرة بعفوه ورضاه عنه . قال تعالى :
{وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ } [الزمر: 7].
{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7] .
{وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 158] .
{وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} [النساء: 147] .
{وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144].
وقد ورد في السنة الشريفة كثير من الأحاديث المؤكدة لما ورد في القرآن المجيد من هذا الباب حول الشكر والشاكرين .
روي عن رسول الله (صلى الله عليه واله) : (ما فتح الله على عبد باب شكر فخزن عنه باب الزيادة) (2) .
وعن الامام محمد الباقر (عليه السلام) قال :
(كان رسول الله (صلى الله عليه واله) عند إحدى زوجاته ليلتها فقالت : يا رسول الله ، لم تتعب نفسك (أي بالتهجد وقيام الليل للعبادة) وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال (صلى الله عليه واله) : (ألا أكون عبد شكوراً) (3) .
وعن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) :
(من أعطي الشكر أعطي الزيادة) (4) .
ثم إن الشكر ، ليس مجرد القول باللسان ، بل قول وعمل ، التزاماً بأوامر الله ونواهيه .
فعن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) :
(شكر النعمة اجتناب المحارم ، وتمام الشكر قول الرجل : الحمد لله رب العالمين) (5) .
ونختم بما ذكر في كتاب الله من شكر المؤمنين
وحمدهم الله سبحانه في الدار الآخرة بما من عليهم من نعيم مقيم في الجنة :
قال تعالى :
{وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ } [فاطر: 34] .
{أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} [الأعراف: 42، 43].
{وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [الزمر: 73، 74] .
والحمد كما كان أول قولهم في الجنة فهو آخره أيضاً :
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9) دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [يونس: 9، 10].
__________________________
(1) أصول الكافي ، م . س ، 2 ، الباب 234 ، باب الشكر .
(2) و (3) أصول الكافي ، 2 ، الباب 234 ، باب الشكر .
ذكر العلماء في توجيه نسبة الذنب الى النبي (صلى الله عليه واله) مع أنه عندنا معصوم لا يصدر منه ذنب وجوهاً . منها : ليغفر الله لك ما تقدم من ذنوب أمتك وما تأخر بشفاعتك . وإضافة ذنوب أمته إليه للاتصال والسبب بيه وبينها . وأراد بالتقدم والتأخر ما تقدم زمانه وما تأخر) . راجع مجمع البيان ، للطبرسي ، 5/110 – 111 .
(4) المصدر السابق .
(5) أصول الكافي ، م . ن ، والباب .
|
|
"إنقاص الوزن".. مشروب تقليدي قد يتفوق على حقن "أوزيمبيك"
|
|
|
|
|
الصين تحقق اختراقا بطائرة مسيرة مزودة بالذكاء الاصطناعي
|
|
|
|
|
مكتب السيد السيستاني يعزي أهالي الأحساء بوفاة العلامة الشيخ جواد الدندن
|
|
|