عشر آيات من سورة هود بحق علي
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 3، ص287-290.
2025-06-25
722
عشر آيات من سورة هود بحق علي
قال تعالى : {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (13) فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [هود : 13، 14].
قال عمّار بن سويد : سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول في هذه الآية : فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ إلى قوله : أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ .
قال : « إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لمّا نزل قديدا ، قال لعليّ عليه السّلام : إني سألت ربّي أن يوالي بيني وبينك ففعل ، وسألت ربّي أن يؤاخي بيني وبينك ففعل ، وسألت ربّي أن يجعلك وصيّي ففعل.
فقال رجل من قريش : واللّه لصاع من تمر في شنّ بال أحبّ إلينا ممّا سأل محمّد ربّه ، فهلّا سأل ربّه ملكا يعضده على عدوّه ، أو كنزا يستغني به عن فاقته ؟ واللّه ما دعاه إلى حقّ ولا باطل إلّا أجابه إليه . فأنزل اللّه عليه :
فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ إلى آخر الآية ».
قال : « ودعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لأمير المؤمنين في آخر صلاته ، رافعا بها صوته ، يسمع الناس : اللهمّ هب لعليّ المودّة في صدور المؤمنين ، والهيبة والعظمة في صدور المنافقين ، فأنزل اللّه : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (96) فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا} [مريم : 96، 97] بني أميّة .
قال رجل : واللّه لصاع من تمر في شنّ بال أحبّ إليّ ممّا سأل محمد ربه ، أفلا سأله ملكا يعضده ، أو كنزا يستظهر به على فاقته ؟ ! فأنزل اللّه فيه عشر آيات من هود ، أوّلها : فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ إلى أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ ولاية عليّ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ إلى فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ في ولاية عليّ ( عليه الصلاة والسّلام ) فَاعْلَمُوا {فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [هود : 14] لعليّ ولايته مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها يعني فلانا وفلانا {نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا} [هود : 15] ، {أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ} رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم {وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ} أمير المؤمنين عليه السّلام {مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً} [هود : 17] - قال - كانت ولاية عليّ في كتاب موسى {أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ } [هود : 17] في ولاية عليّ {إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} إلى قوله : {وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ} [هود : 18] هم الأئمّة عليهم السّلام هؤُلاءِ {الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ أُولئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَما كانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِياءَ يُضاعَفُ لَهُمُ الْعَذابُ ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَما كانُوا يُبْصِرُونَ أُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ * مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلًا أَ فَلا تَذَكَّرُونَ « 1 » .
وقال عليّ بن إبراهيم ، في قوله تعالى : أَمْ يَقُولُونَ إلى قوله :
صادِقِينَ : يعني قولهم : إنّ اللّه لم يأمره بولاية عليّ ، وإنّما يقول من عنده فيه .
فقال اللّه عزّ وجلّ : فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ أي بولاية أمير المؤمنين عليه السّلام من عند اللّه .
_______________
( 1 ) تفسير العيّاشي : ج 2 ، ص 141 ، ح 11 ، الآية من سورة هود : 18 - 24 .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة