لو أخلّ بالتقصير عامدا حتى أهلّ بالحجّ ، بطلت عمرته ، وكانت حجّته مفردة.

ولا تدخل أفعال الحجّ في أفعال العمرة ـ وبه قال علي عليه السلام وابن مسعود والشعبي والنخعي وأبو حنيفة وأصحابه ⁽¹⁾ ـ لقوله تعالى {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ } [البقرة: 196].

وقال الشافعي : إذا قرن ، تدخل أفعال العمرة في أفعال الحجّ ، واقتصر على أفعال الحجّ فقط ، يجزئه طواف واحد وسعي واحد عنهما.

وبه قال جابر وابن عمر وعطاء وطاوس والحسن البصري ومجاهد وربيعة ومالك وأحمد وإسحاق ⁽²⁾.

ويبطل بما رواه العامّة عن عمران بن الحصين : أنّ  النبي صلى الله عليه وآله قال : ( من جمع الحجّ إلى العمرة فعليه طوافان ) ⁽³⁾.

ومن طريق الخاصّة : قول  الصادق عليه السلام: « إذا طاف وسعى ثم لبّى قبل أن يقصّر فليس له أن يقصّر ، وليس له متعة » ⁽⁴⁾.

ولو أخلّ بالتقصير ناسيا ، صحّت متعته ، ووجب عليه دم ـ قاله الشيخ ⁽⁵⁾ ـ لأنّ إسحاق بن عمّار روى ـ في الصحيح ـ عن الكاظم عليه السلام : الرجل يتمتّع وينسى أن يقصّر حتى يهلّ بالحجّ ، فقال : « عليه دم يهريقه » ⁽⁶⁾.

وحمله الصدوق على الاستحباب ⁽⁷⁾ ، لأنّ معاوية بن عمّار سأل  الصادق عليه السلام: عن رجل أهلّ بالعمرة ونسي أن يقصّر حتى دخل الحجّ ، قال : « يستغفر الله ولا شي‌ء عليه وتمّت عمرته » ⁽⁸⁾.

__________________

(1) المجموع 8 : 61 ، صحيح مسلم بشرح النووي 8 : 141 ، المغني 3 : 497 ، الحاوي الكبير 4 : 164.

(2) المجموع 8 : 61 ، صحيح مسلم بشرح النووي 8 : 141 ، المغني 3 : 497 ، الحاوي الكبير 4 : 164.

(3) أورده الشيخ الطوسي في الخلاف 2 : 333 ذيل المسألة 148 ، ونقله الماوردي في الحاوي الكبير 4 : 164 بلفظ : ( من جمع بين الحجّ والعمرة .. ).

(4) التهذيب 5 : 159 ـ 529 ، الاستبصار 2 : 243 ـ 846.

(5) التهذيب 5 : 158 ذيل الحديث 526.

(6) التهذيب 5 : 158 ـ 159 ـ 527 ، الاستبصار 2 : 242 ـ 844 ، والفقيه 2 : 237 ـ 1128.

(7) الفقيه 2 : 237 ذيل الحديث 1129.

(8) التهذيب 5 : 159 ـ 528 ، الاستبصار 2 : 242 ـ 243 ـ 845.