المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

حرارة الانضغاط heat of compression
27-11-2019
Monic Polynomial
23-1-2019
ما الفرق بين الأُصول والعقيدة والشريعة؟
26-10-2020
معنى كلمة زبر
12-5-2022
افـكـار المدرسـة الكلاسيكيـة
25-10-2019
المدارس الجغرافية - المدرسة الإقليمية
2023-04-27


انحلال المؤسسة الأسرية / تفكك الاسرة  
  
2650   10:04 صباحاً   التاريخ: 21-4-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص19-21
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-9-2019 2508
التاريخ: 2023-06-03 1513
التاريخ: 2-2-2023 1161
التاريخ: 13-1-2016 2274

للأسف الشديد نواجه احياناً عوائل قد تفككت وانحلت علاقتها لأسباب وعوامل معينة فتخربت بيوتاتهم الزوجية بالرغم من سلامتها الظاهرية. عندما تفتقد العائلة الى الادب والالتزام، ويفقد الرجل والمرأة إحساسهما بالمسؤولية تجاه واجباتهما، او عندما تفتقر حياتهم للوقار، والرزانة، والشهامة، والصبر، والايثار، والتسامح، فإن هذه العائلة هي في الحقيقة مفككة ومنحلة بالرغم من ان افرادها يبدون ظاهرياً وكأنهم يعيشون مع بعضهم البعض متفقين.

في العوائل التي يعيش فيها الرجل والمرأة والابناء كل لنفسه دون اي اهتمام او مراعاة للآخرين ستتفكك العلاقة العائلية بينهم، مع انهم يعيشون تحت سقف واحد، وهكذا فإن العلاقة التي تعاني من نقص المحبة، وعدم الحضور الكافي للوالدين في العائلة، ونقص وعدم كفاية المحبة الموجودة، او الاختلال في تماسكها، هي علاقة منحلة ومفككة، وعلينا ان ننظر نتائجها الوخيمة وآثارها المقلقة.

إن العائلة هي الملتقى ومحل الانس ومحيط التفاهم، والرجل والمرأة هما جناحان يحملان ابناءهما تحت ريشهما، ويسعيان للحفاظ عليهم من الاخطار والصدمات، فضلاً عن إفاضة الدفء والحنان عليهم، والعمل على تربيتهم، وهذا العمل هو حق للطفل من جهة، ومن جهة اخرى فإن الوالدين والآباء والامهات مكلفون بذلك، فهم مسؤولون عن عملهم هذا.

ـ حالات تفكك العلقة الزوجية :

إن الامثلة والحالات التي تسبب تفكك العلاقة وانحلالها متعددة، وتحتاج الى كتاب مستقل مختص بذلك، وفي هذا البحث سنسعى – مع مراعاة الاختصار والايجاز – الى ذكر بعض الامثلة والنماذج، وعلينا ان نذكر سلفاً بأن سبب هذه التفككات والانحلالات ليس الرجل او المرأة دائماً، بل هي خاضعة احياناً لتأثير عوامل غير متوقعة ولا مترقبة.

- ان لكل عائلة بشكل طبيعي ركنين اثنين : الاب والام، وموت احدهما لأي سبب من الاسباب سيفكك هذه العلاقة (بالطبع هذا التفكك ليس مزمناً باستمرار، بل يمكن إصلاحه ....).

- ان العائلة التي حدث فيها طلاق او تفريق هي عائلة مفككة.

- العائلة التي فيها منازعة ومشاجرة، او العائلة التي تسود فيها المشاجرة بين الرجل والمرأة، والاب والام اللذان يبتعدان عن العائلة ويتغيبان عنها اكثر من الحد المتعارف لأي سبب، والعائلة التي تفتقر الى المحبة والانس والصفاء المطلوب، والعوائل التي يحكمها عدم المساوة والتمييز والفوضى والغضب والتقليد الاعمى، هي عوائل مفككة.

- في العوائل التي يعيش افرادها كل لنفسه، او التي يتبجح فيها كل بمفاخره وانجازاته او التي فيها إهمال وفوضوية، او التي فيها إفراط بالدلال او تفريط به، اي عدم وجود الحنان والعطف، او عند وجود اختلاف او اختلال جسمي او نفسي لبعض اعضاء العائلة، والعائلة التي فيها نفاق وتعارض مصالح، او عدم تقيد بالاخلاق والقيم.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.