أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-2-2017
2813
التاريخ: 18-4-2016
3935
التاريخ: 22-9-2020
3544
التاريخ: 13-4-2022
3320
|
إن الاسرة الكبيرة والصغيرة بحاجة ماسة إلى الانظمة والقوانين لكي توجد النظام وتمنع من المخالفة والاضطراب والفوضى حتى تستقيم الحياة، وتجري الامور بصورة طبيعية ونظامية. ان الانسان السوي يلجأ دوما وابدا إلى حفظ ذاته لأنه مفطور على ذلك لذا فهو يحب النظام وينقاد إلى طاعته وطبعا انه يدرك عندما يرتكب مخالفة سيلاحقه القانون ويحل به العقاب لذلك فهو يخاف من العقاب ويحترم القانون، وهذا امر طبيعي، لان الخروج على النظام والقانون يقابله عقاب يتناسب معه.
ولكن الملاحظ ان منشأ الخوف عند الناس في الحكومة المستبدة او الاسرة المستبدة هو الظلم والتعسف والاضطهاد اما في الحكومة العادلة او الاسرة العادلة فان منشأ الخوف هو الذنب او المخالفة او الجرم الذي ارتكبه الشخص واستحق العقاب عليه.
وطبيعي لابد من معاقبة الخارجين على النظام والقانون وقواعد الاخلاق والعفة والشرف لضمان حسن تنفيذها من جهة، ولكي يكون هناك حث للناس على الاطاعة والالتزام بها من جهة اخرى. وكما جاء في المأثور عن المعصوم (عليه السلام):(من آمن العقوبة اساء الادب).
ان الإنسان سواء كان صغيرا او كبيرا عندما يعيش في اجواء من الحرية والعدالة والفضيلة لا يخاف الا من ذنبه وما يترتب عليه من عقوبة ليس الا.
يقول امير المؤمنين علي (عليه السلام) في إحدى وصاياهُ لرجل:
(... لا يرجون احدكم الا ربّهُ ولا يخافنّ الا ذنبهُ)(1).
وقد ورد في القرآن الكريم تعبير الخوف من مقام الله سبحانه، في قول الله تعالى:{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}[الرحمن: 46] وقال أيضاً:{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}[النازعات: 40، 41].
فعن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل:{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}[الرحمن: 46] ، قال : من علم ان الله يراه ويسمع ما يقول، ويعلم ما يعلمهُ من خير او شر فيحجزه ذلك عن القبيح من الاعمال، فذلك الذي خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى)(2).
فالإنسان الذي يتلقى مثل هذه التربية الاسلامية العظيمة والتي يكون فيها خائفاً من الله سبحانه لأنه سيعاقبه اذا اجرم جرماً، ويجزيه خيراً اذا فعل احسانا فانه لا يحوم حول الذنب، ويعمل ما في وسعه على صنع المعروف وموارد الخير، والابتعاد عن الشر.
وعلى كل حال فان الاطفال والناشئة اذا تلقوا تربية اسلامية صحيحة، وعاشوا في اسرة مؤمنة صالحة فانهم لا يعتريهم الخوف من العقاب الا في حالة ارتكابهم ذنبا وعصيانهم لله تبارك وتعالى، ومما لا يخفى ان الاسلام دعا الراعي والرعية إلى تطبيق الحق والعدالة والتعامل بالعطف والمحبة واحترام الاسس الاخلاقية والقانونية.
يكتب امير المؤمنين علي (عليه السلام) في عهده النادر إلى مالك الاشتر (رضي الله عنه) حينما ولاه مصر:(فاملك هواك، وشُحّ بنفسك عما لا يحل لك، فان الشح بالنفس : الانصاف منها فيما احببت وكهرت واشعر قلبك الرحمة للرعيّة، والمحبة لهم وألطف بهم ولا تكوننّ عليهم سبعا ضاريا تغتنم اكلهم...)(3).
اجل، إن الرعاة سواء كانوا اباء لأسر او حكاما لدول اذا كانوا ظالمين مستبدين هم في حقيقتهم عبيد اهوائهم وميولهم ورغباتهم اللامشروعة، اما الرعاة العدول فانهم لا يسيرون وفقا لأهوائهم ورغباتهم وانما يتبعون الحق والانصاف والفضيلة ويحبون الخير والإحسان والصلاح والتقدم للرعية.
وما على الحكام اصحاب المسؤولية اسرية كانت ام حكومية الا ان يقتدوا بأمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه افضل الصلاة والسلام رجل الحق والحقيقة وصوت العدالة الانسانية، الذي تعلم من الرسول (صلى الله عليه واله) والرسالة دروس الحرية والعدالة والمثل العليا وجسدها بصدق واخلاص على ارض الواقع وفي علاقاته وتعامله مع العدو والصديق، والقريب والبعيد على حد سواء.
وقد وصفه عدي بن حاتم الطائي في مجلس معاوية عندما طلب منه ذلك، فقال:(... وكان فينا كأحدنا يجيبنا اذا سألناه ويُدنينا اذا اتيناه ونحن مع تقريبه لنا وقربه منا، لا نكلمه لهيبته ولا نرفع اعيننا اليه لعظمته فان تبسّم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم... يعظّم اهل الدين، ويتحبّب إلى المساكين، لا يخاف القوي ظلمه، ولا ييأس الضعيف من عدله..)(4).
_____________
1ـ بحار الانوار : ج17، ص105.
2ـ تفسير البرهان : ص1071.
3ـ نهج البلاغة : ص475.
4ـ عدة الداعي:ص208.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|