المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24

حكم الجماعة مع وجود الحائل بين الإمام والمأموم أو كون الإمام أعلى من المأموم
20-8-2017
أنواع المناقصات الحكومية
2024-08-13
نشأة علم الدلالة
3-8-2017
دجاج بالزنجبيل
2024-09-26
تجب صلاة الجمعة بشروط
30-11-2016
الْقَسْوَةِ – بحث روائي
29-9-2016


شجاعة أبو الاحرار (عليه السلام)  
  
3574   11:50 صباحاً   التاريخ: 16-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج1, ص117-119.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام) /

لم يشاهد الناس في جميع مراحل التاريخ أشجع ولا أربط جأشاً ولا أقوى جناناً من الإمام الحسين (عليه السّلام) فقد وقف يوم الطفِّ موقفاً حيّر فيه الألباب وأذهل فيه العقول وأخذت الأجيال تتحدّث بإعجاب وإكبار عن بسالته وصلابة عزمه وقدّم الناس شجاعته على شجاعة أبيه التي استوعبت جميع لغات الأرض ؛ وقد بهر أعداؤه الجبناء بقوّة بأسه ؛ فإنه لم ينهار أمام تلك النكبات المذهلة التي أخذت تتواكب عليه وكان يزداد انطلاقاً وبشراً كلمّا ازداد الموقف بلاءً ومحنة ؛ فإنّه بعد ما فَقَد أصحابه وأهل بيته زحف عليه الجيش بأسره وكان عدده فيما يقول الرواة ثلاثين ألفاً فحمل عليهم وحده وقد ملك الخوف والرعب قلوبهم فكانوا ينهزمون أمامه كالمعزى إذا شدّ عليها الذئب على حدّ تعبير الرواة وبقي صامداً كالجبل يتلقّى الطعنات من كل جانب ولم يوهَ له ركن وإنّما مضى في أمره استبسالاً واستخفافاً بالمنيّة.

يقول السّيد حيدر :

فتلقّى الجموعَ فرداً ولكنْ          كلّ عضوٍ في الروع منه جموعُ

رمحهُ من بَنانهِ وكأنّ من                   عزمهِ حدُّ سيفِهِ مطبوعُ

زوّج السّيفَ بالنفوسِ ولكنْ       مهرها الموتُ والخضابُ النجيعُ

ويقول في رائعة اُخرى :

ركينٌ وللأرض تحت الكماة           رجيفٌ يزلزل ثهلانَها

أقرّ على الأرض من ظهرها        إذا ململ الرعبُ أقرانَها

تزيد الطلاقةُ في وجههِ              إذا غيّر الخوفُ ألوانَها

ولمّا سقط أبي الضيم على الأرض جريحاً وقد أعياه نزف الدماء تحامى الجيش بأسره من الإجهاز عليه ؛ رعباً وخوفاً منه ؛ يقول السّيد حيدر :

عفيراً متى عاينتهُ الكماة           يختطفُ الرعبُ ألوانَها

فما أجلت الحربُ عن مثلهِ         صريعاً يُجبّن شجعانَها

وتغذّى أهل بيته وأصحابه بهذه الروح العظيمة فتسابقوا إلى الموت بشوق وإخلاص لم يختلج في قلوبهم رعب ولا خوف وقد شهد لهم عدوّهم بالبسالة ورباطة الجأش فقد قيل لرجل شهد يوم الطفِّ مع عمر بن سعد : ويحك! أقتلتم ذرّية رسول الله (صلّى الله عليه وآله)؟ فاندفع قائلاً : عضضت بالجندل إنّك لو شهدت ما شهدنا لفعلت ما فعلنا ؛ ثارت علينا عصابة أيديها في مقابض سيوفها كالأسود الضارية تحطم الفرسان يميناً وشمالاً وتلقي أنفسها على الموت لا تقبل الأمان ولا ترغب في المال ولا يحول حائل بينها وبين الورود على حياض المنيّة والاستيلاء على الملك فلو كففنا عنها رويداً لأتت على نفوس العسكر بحذافيره فما كنّا فاعلين لا اُمّ لك؟!.

ووصف بعض الشعراء هذه البسالة النادرة بقوله :

فلو وقفتْ صُمّ الجبالِ مكانهمْ               لمادتْ على سهلٍ ودكّت على وعرِ

فمِن قائمٍ يستعرض النبلُ وجههُ                ومن مقدمٍ يرمي الأسنّة بالصدرِ

وما أروع قول السّيد حيدر :

دكّوا رباها ثمّ قالوا لها                وقد جثوا نحنُ مكان الرّبا

لقد تحدّى أبو الأحرار ببسالته النادرة الطبيعة البشرية فسخِر من الموت وهزأ من الحياة وقد قال لأصحابه حينما مطرت عليه سهام الأعداء : قوموا رحمكم الله إلى الموت الذي لا بدّ منه ؛ فإنّ هذه السهام رسل القوم إليكم.

لقد دعا أصحابه إلى الموت كأنّما هو يدعوهم إلى مأدبة لذيذة ولقد كانت لذيذة عنده حقّاً ؛ لأنّه هو ينازل الباطل ويرتسم له برهان ربّه الذي هو مبدؤه .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.