أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-04
271
التاريخ: 2024-09-20
194
التاريخ: 23-02-2015
3667
التاريخ: 29-04-2015
2583
|
العنوان المعروف : تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد المعروف بـ(التحرير والتنوير).
المؤلف : محمد الطاهر ابن عاشور.
ولادته : ولد في سنة 1296هـ-1878م ، وتوفي في سنة 1393هـ-1973م.
مذهب المؤلف : مالكي أشعري.
اللغة : العربية.
تاريخ التأليف : 1340هـ-1380هـ.
عدد المجلدات : ثلاثون جزءاً في 15 مجلداً.
طبعات الكتاب : الطبعة الأولى ، القاهرة ، مطبعة عيسى البابي الحلبي ، سنة 1384هـ-1964م ، حجم 24سم. الطبعة الثانية ، تونس ، الدار التونسية للنشر ، بي تا.
وأعيد طبعه بالأفست على الطبعات السابقة في تونس ، الدار التونسية والدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والاعلان.
وأيضاً تونس ، دار سحنون للنشر والتوزيع ، 1418هـ - 1997م وبيروت ، دار احياء التراث العربي في 32 مجلداً.
حياة المؤلف
هو الشيخ محمد الطاهر بن عاشور ، رئيس المفتين المالكيين بتونس ، ومن كبار علمائهم.
كان مولده بتونس سنة 1296هـ ، درس فيه وتخرج بشهادة التطويع سنة 1899م ، ثم عيّن عام 1931م ، شيخاً للإسلام مالكياً ، وهو من أعضاء مجمع اللغة العربية بمصر والمجمع العلمي العربي بدمشق ، وقد أسهم الشيخ إسهاماً فعالاً في الحركة الوطنية بتونس ، وقد تولى القضاء أكثر من عشر سنين ، ثم تولى الإفتاء ، كما تولى مشيخة الجامع الأعظم جامع الزيتونة.
وكان المفسر لغوياً ، نحوياً ، أدبياً ، من دعاة الإصلاح الاجتماعي والديني ، وله ابحاث ودراسات ومقالات كثيرة تشرت في كبريات المجلات بتونس ومصر.
كانت وفاته بتونس سنة 1393هـ.(1)
آثاره ومؤلفاته
1. التحرير والتنوير.
2. مقاصد الشريعة الإسلامية.
3. أصول النظام الاجتماعي في الإسلام.
4. الوقف وآثاره في الإسلام.
5. أصول الإنشاء والخطابة.
تعريف عام
من أبرز تفاسير القرن الرابع عشر ومن أدقهم في فهم كلام الله المجيد . وكان تفسيراً عصرياً متوسطاً في معترك أنظار الناظرين ، وفي موقف الحكم بين طوائف المفسرين ، وفي إستخراج معاني الكتاب العزيز بالتفسير البياني التحليلي ، وما حواه من المسائل التي لم يذكرها المفسرون. وكان ممن استخدم العقل في فهم آيات القرآن.
قال المؤلف في بيان غرضه من تأليفه :
(أما بعد فقد كانت أمنيتي منذ أمد بعيد ، تفسير الكتاب المجيد ، الجامع لمصالح الدنيا والدين ، وموثق شديد العرى من الحق المتين ، والحاوي لكليات العلوم ومعاقد استنباطها ، والآخذ قوس البلاغة من محل نياطها ، طمعاً في بيان نكت من العلم وكليات من التشريع ، وتفاصيل من مكارم الأخلاق ، كان يلوح انموذج من جميعها في خلال تدبّره ، أو مطالعة كلام مفسّره). (2)
قد ابتدأ بتقديم مقدمات تكون عوناً للباحث في التفسير نذكر عناوينها من جهة أهميتها :
1. في التفسير والتأويل وكون التفسير علماً ، في استمداد علم التفسير وتوقفه على معلومات سابقة .
2. في صحة التفسير بغير المأثور ومعنى التفسير بالرأي ولو كان التفسير مقصوراً على بيان معاني مفردات القرآن من الناحية العربية ، لكان التفسير نزراً يسيراً ، ونحن نشاهد كثرة أقوال السلف من الصحابة ، ممن يليهم ، في تفسير آيات القرآن وما أكثر الاستنباط برأيهم وعلمهم ، وإنما المراد من التحذير من التفسير بالرأي وجوهاً .
3. فيما يحق أن يكون غرض المفسر .
4. في أسباب النزول .
5. في القراءات ومراتبه الصحيحة والترجيح بينها .
6. قصص القرآن .
7. في اسم القرآن وآياته وسوره وترتيبها وأسمائها .
8. وفي آيات القرآن ومعناها وتحديد مقاديرها ، وترتيب الآيات بعضها عقيب بعض ومسألة توقيفية ترتيبها .
9. معنى السورة وتوقيفيتها وأن تسوير القرآن من السنة في زمن النبي صلى الله عليه واله .
10. في أن المعاني التي تتحمّلها جمل القرآن ، تعتبر مرادة بها ، وكان حقيقياً بأن يودع فيه من المعاني والمقاصد أكثر ما تحتمله الألفاظ في أقل ما يمكن من المقدار .
11. في إعجاز القرآن ومبتكرات القرآن التي تميّز بها نظمه عن بقية كلام العرب .
وإنما ذكرنا فهرست عناوين المقدمة بطوله لأهميته واحتوائه على نكات لم يسبق بمثله .
وكان تمام هذا التفسير عصر يوم الجمعة 12 من شهر رجب 1380 ، فكانت مدة تأليفه تسعاً وثلاثين سنة وستة أشهر.
منهجه
وكان طريقته في شروع التفسير ، أن يبدأ باسم السورة وفضلها وفضل قراءتها ، وترتيب نزولها ، وتعيين سورة قبلها وبعدها ، وبيان أغراض السورة ، وعدد آياتها ، ثم ذكر محتويات السورة ، ثم يبدأ بتفسير الآية منتخباً جملة منها فيفسرها قطعة قطعة.
إهتم المفسر في تفسيره ببيان وجوه الإعجاز ونكت البلاغة العربية ، وأساليب الاستعمال ، وبيان تناسب اتصال الآيات بعضها ببعض ، وهو منحى جليل قد عنة به الفخر الرازي وبرهان الدين البقاعي في كتابه المسمى بـ(نظم الدرر في تناسب الآيات والسور) إلا أنهما لم يأتيا في كثير من الآي بما فيه مقنع ، ومفسرنا جاء بما لم يسبق مثله ، فقال في ذلك :
(لم أغادر سورة إلا بيّنت ما أحيط به من أغراضها ، لئلا يكون الناظر في تفسير القرآن مقصوراً على بيان مفرداته ومعاني جمله ، كأنها فقر متفرقة ، تصرفه عن روعة انسجامه وتحجب عنه روائع جماله واهتممت بتبيين معاني المفردات في اللغة العربية بضبط وتحقيق مما خلت عن ضبط كثير منه قواميس اللغة) (3).
بتناول التفسير من أساليب الاستعمال الفصيح ما تصبوا اليه النحارير ، بحيث ساوى هذا التفسير على اختصاره ومطولات القماطير.
لا يجمد على التفاسير بالمأثور ، ولم يقتصر بسعة معاني القرآن وينابيع ما يستنبط من علومه بما آثر عن الصحابة والتابعين ، مع أنه ملتزم بالرأي مع الإحاطة بجوانب الآية ، والعلم بمواد التفسير.
قد تأثر كثيراً في المباحث الأدبية والبيانية بتفسير الكشاف ، والمحرر الوجيز ، ومفاتيح الغيب ، وروح المعاني للزمخشري ، وابن عطية ، والفخر الرازي ، والآلوسي. وإن نقل من غير هذه المفسرين.
وقد يرى في كلماته – في مقدمة تفسيره (في المقدمة الرابعة) - : أنه من العلماء الذين لا يرون مانعاً من الاستفادة بما أثبته العلم في إيضاح حقائق القرآن ، وكل ما كان من الحقيقة في علم من العلوم ، وكان النص القرآني له تعلّق به ، فالحقيقة العملية مرادة سواء فهمت من النص أم لم تفهم. وقد وضع لذلك قيوداً حتى لا يصير الأمر مفتوحاً لكل ما يسمى علماً.
كما يرى أن من وجوه الإعجاز في القرآن اشتماله على الحقائق العقلية والعلمية ، وحتى لا يرد عليه أن الإعجاز بالتحدي ، وأنه ثابت لكل سورة من سور القرآن ، صرّح بأن هذا الوجه من الإعجاز حاصل من القرآن ، وغير حاصل به التحدي صراحة ، كما أنه ثابت للقرآن بمجموعة لا بجميعه ، وتطبيقاً لهذا ، نراه في تفسيره يذكر رأي علماء الهيئة ، وقد يعترض عليهم ويرد قولهم.
وأما اهتمامه بالأحكام الفقهية ، فانه متعرض للأحكام الفقهية فيما إذا تعلقت الآية بالأحكام من دون توسع فيها مع حرية كاملة واجتهاد ودراية فمثلاً عند تفسير قوله تعالى في : {يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} [البقرة : 102] ، قال في حكم السحر :
(وقد حذّر الإسلام من عمل السحر وذمّه في مواضع ، وليس ذلك بمقتضى اثبات حقيقة وجودية للسحر على الاطلاق ، ولكنه تحذير من فساد العقائد وخلع قيود الديانة ومن سخيف الأخلاق. وقد اختلف علماء الإسلام في إثبات حقيقة السحر وإنكارها ، وهو اختلاف في الأحوال فيما أراه ، فكل فريق نظر الى صنف من أصناف ما يدعى بالسحر. وحكى عياض في (اكمال العلم) أن جمهور أهل السنة ذهبوا الى اثبات حقيقته.
قلت : وليس في كلامهم وصف كيفية السحر الذي أثبتوا حقيقته ، فانما أثبتوه على الجملة.. والمسألة بحذافيرها من مسائل الفروع الفقهية تدخل في عقاب المرتدين. ولا تدخل في أصول الدين) (4).
ومن خصائص هذا التفسير اعتماده على العقل بإرشاد من الشرع والاستعانة به في فهم الشرع ، ولهذا نراه كثيراً ما ينقل العقائد والآراء ووجوهه في التفسير ، مع نقدها نقداً استدلالياً عقلياً ، ونموذج على ذلك ، كلامه في السحر وما يقال فيه ، وما ذكره في قصة هاروت وماروت ، والأخبار الإسرائيلية الأخرى التي اعتاد بعض المفسرين من ذكرها ، فانه قال في ذلك :
(ولأهل القصص هنا قصة خرافية من موضوعات اليهود في خرافاتهم الحديثة اعتاد بعض المفسرين ذكرها منهم ابن عطية والبيضاوي ، وأشار المحققون مثل البيضاوي والفخر وابن كثير والقرطبي وابن عرفة الى كذبها وأنها من مرويات كعب الأحبار ، وقد وهم فيها بعض المتساهلين في الحديث ، فنسبوا روايتها عن النبي صلى الله عليه واله ، أو عن بعض الصحابة بأسانيد واهية. والعجب للإمام أحمد بن حنبل ، كيف أخرجها مسندة للنبي صلى الله عليه واله ، ولعلها مدسوسة على الامام أحمد ، أو أنه غرّه فيها ظاهر حال رواتها ، مع أن فيهم موسى بن جبير وهو متكلم فيه ، واعتذر عبد الحكيم بأن الرواية صحيحة ، إي أن المروي راجع الى أخبار اليهود ، فهو باطل في نفسه ورواته صادقون فيما رووا وهذا عذر قبيح..) (5).
وأما بالنسبة الى موقفه الكلامي ، فانه ينهج منهج الأشاعرة من أهل السنة ، مع أنه مقل في ذكر الأقوال وبسطها ، ويعتقد أنه ليست من غرض التفسير بيانها والتعرض لإعمال الظاهر أو تأويلها ، فعلى نموذج من ذلك نقلنا كلامه في بيان رؤية الله في الآخرة بعد ما قال في تفسير قوله تعالى : {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} [الأنعام : 103] : إن عظمة الله جلّ عن أن يحيط بها شيء من أبصار المخلوقين التي هي أجسام محدودة محصورة متحيزة ، فكونها مدركة بالأبصار من سمات المحدثات لا يليق بالالهية : (والخلاف في رؤية الله في الآخرة شائع بين طوائف المتكلمين ، فاثبته جمهور أهل السنة ، لكثرة ظواهر الأدلة من الكتاب والسنة ، مع اتفاقهم على أنها رؤية تخالف الرؤية المتعارفة.. وأما المعتزلة فقد أحالو رؤية الله في الآخرة ، لاستلزامها الانحياز في الجهة ، وقد اتفقنا جميعاً على التنزيه عن المقابلة والجهة ، كما اتفقنا على جواز الانكشاف العلمي التام للمؤمنين في الآخرة لحقيقة الحق تعالى وعلى امتناع ارتسام صورة المرئي في العين ، أو اتصال الشعاع الخارج من العين بالمرئي تعالى ، لأن أحوال الأبصار في الآخرة غير الأحوال المتعارفة في الدنيا.
وقد تكلم أصحابنا بأدلة الجواز وبأدلة الوثوق ، وهذا مما يجب الايمان به مجملاً على التحقيق) (6).
والخلاصة : إن تفسيره تحليلي ، أدبي ، اجتماعي ، اهتم بتبيين معاني المفردات في اللغة العربية بضبط وتحقيق مما خلت من ضبط كثير منه قواميس اللغة ، جمع بين منهجي السلف والخلف ، مبسط في تفسيره ، وهو من التفاسير التي تبقى في الأجيال ويستفيد منه الباحثون.
دراسات حول التفسير والمفسر
1. ابن عاشور ومنهجه في التفسير. سعيد مطلك هدب. جامعة بغداد ، العلوم الإسلامية ، ماجستير ، 1986م. (ابتسام مرهون الصفار ، الجامع للرسائل ، ص26).
2. التفسير والمقاصد عند الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور. صبحي العتيق. تونس ، دار السنابل ، الطبعة الأولى ، 1989م.
3. شيخ الجامع الأعظم محمد الطاهر ابن عاشور ، حياته وآثاره. د. بلقاسم الغالي. بيروت ، دار ابن حزم ، الطبعة الأولى ، 1417هـ ، 1996م ، 264ص.
4. الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور ومنهجه في تفسيره. د. هيا ثامر مفتاح العلي. الدوحة قطر ، دار الثقافة ، 1994م ، 540ص.
5. منهج الامام الطاهر ابن عاشور في التفسير التحرير والتنوير. نبيل أحمد صقر.
القاهرة ، ط1 ، 1422هـ - 2001م. الدار المصرية للنشر والتوزيع ، 334ص (7).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|