المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

عقبات في طريق المرأة
20-7-2022
أهميـة سـوق الأوراق الماليـة
28-11-2021
ما هي الدواجن اللاحمة وما هي فوائد تربية الدواجن اللاحمة
1-2-2018
RADIANS
5-10-2020
البناء الحيوي للسيتوكينينات 
25-4-2016
التوزيع النسبي للسكان
NaN-undefine


فن التربية بالقصة  
  
3840   09:46 صباحاً   التاريخ: 26-1-2016
المؤلف : د. صالح عبد الكريم
الكتاب أو المصدر : فن تربية الابناء
الجزء والصفحة : ص154-155
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

لا شك ان القصة أمر محبب لكل الناس لاسيما الاطفال ، فالإنسان بطبعه يميل للأسلوب القصصي، وهو منهج رباني حيث جاء الخطاب القرآني غني بالقصص، حتى انه جاءت احدى سور القرآن باسم سورة القصص، كما جاء القرآن مليء بالقصص.

يقول الله تعالى:{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ}[سورة يوسف: الآية 3]، ويقول الله تعالى:{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}[سورة يوسف: الآية 111]، وامر الله نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) بذلك فقال:{فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}[الأعراف: 176].

فالإنسان يحتاج الى الترويح عن النفس في غمار الحياة. والقصص اسلوب رباني في تربية الانسان وتهذيب اخلاقه وسلوكه، ومن خلال القصص تصل المعاني والافكار والقيم بأسلوب غير مباشر، ودوماً نقول ان الاسلوب غير المباشر في الاقناع والتوجيه أفضل من الاسلوب المباشر، لان الاسلوب المباشر في التوجيه والاقناع يؤدي الى المقاومة والدفاع.

ـ لماذا يميل الاطفال الى القصة ؟

يميل الاطفال للقصص أكثر من الكبار وذلك للآتي:

1ـ يميل الطفل للقصص لأنها سبب في تقريب الام والاب له.

2ـ يميل الطفل للقصص لأنه يشعر بالحب والتقدير والاهتمام.

3ـ يميل الطفل للقصص لأن لديه حب الاستطلاع ولذا فالقصة تشبع فضوله لاكتشاف العالم من حوله.

4ـ تفريغ طاقات الحب والعدوان من خلال تقمص شخصية أبطال القصة.

5ـ القصص البسيطة تناسب طبيعة التفكير لدى الطفل: فالتفكير لديه عياني محسوس ملموس وليس تجريد ولذلك فالأطفال يحبون قصص الحيوانات.

6ـ اشباع حاجات ورغبات الطفل وخياله الواسع.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.