EN

الرئيسية

الأخبار

صور

فيديو

صوت

أقلام

مفتاح

رشفات

مشكاة

منشور

اضاءات

قصص


المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : التربية والتعليم : التربية العلمية والفكرية والثقافية :

المناخ التربوي

المؤلف:  د. بلال نعيم

المصدر:  التربية والتعليم في القران الكريم

الجزء والصفحة:  ص 87 ــ 93

2025-03-23

97

المقصود بهذا العنوان الأجواء المحيطة بالعملية التربوية - التعليمية، وهل هناك ضوابط لهذه الأجواء بحسب النص القرآني، فالمطلوب، بحسب المبدأ، أن يتم تلقي العلم وأن يتم إيصال المعلومات والكفايات التعليمية، وأن تحصل عملية التربية من دون معوقات وفي أجواء من اليسر والسلاسة وعدم التعقيد، فما هي الأجواء التي أكد عليها القرآن في خصوص الزمان والمكان والحالة النفسية التي سيكون عليها المتلقي لتحصل عملية التعليم من دون معوقات واضطرابات ولتعطي أفضل النتائج المتوخاة منها؟!.

أ- في خصوص الزمان

يمكن للإنسان وفي أي مرحلة عمرية أن يتلقى التعليم من حيث المبدأ في أي فترة من فترات النهار، وفي الساعات الأولى من الليل أيضاً، لكن موضوع التركيز الذهني والنفسي بما يسمح بأعلى مستوى من التلقي ومن الفهم يستدعي اختيار الأوقات المناسبة للتعليم وإملاء العلم، وقد وردت إشارة في القرآن الكريم تفيد بأن الوقت الأنسب للتعليم هو:

- إما الصباح الباكر.

ـ وإما مرحلة ما قبل الغروب.

والاشارة هي: {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الفرقان: 5].

فالمتفق عليه بين العقلاء من الناس، ولعلّه يصل إلى حد الشياع بين العقلاء أن أفضل أوقات التعليم هي (بكرة وأصيلاً). (وقد تحول ذلك إلى عُرف أو شبه عُرف تحدث عنه القرآن على نحو الكشف أو على نحو الإقرار بذكر هاتين الفترتين من النهار كمحطتين متفق عليهما للإملاء والتلقين والتعليم في ذَيْنِكَ الزمنين).

وقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة بأن أفضل الأوقات هي الصباح الباكر حيث يكون الذهن غير متعب بعد فترة من الراحة والسبات في الليل بما يسمح بأفضل حالة تركيز ذهني لتلقي العلوم. (فالانشغالات النهارية والاهتمامات والاحتياجات كلها تتسبب في تشتت الذهن، فالمبادرة إلى تقديم العلم باكراً يمنع من هذا التشتت).

ب- في خصوص المكان:

من الأمور المتفق عليها علمياً أن للمكان دوراً في عملية التعليم، فهو قد يساهم في تشتت الذهن أو في التركيز، وقد يساهم في إرهاق الذهن أو في إراحته، كما أن المكان قد يؤثر في الأعصاب وفي الحالة النفسية تبعاً للسعة أو الضيق، الإضاءة أو العتمة، وكذلك لجهة الألوان المحيطة بالمكان من هنا كان التباني العلمي على اعتماد الصف ذي المواصفات الآتية:

ـ المتسع نسبياً (لكن غير المفتوح).

- المضاء بشكل جيد.

ـ ذي الألوان الفاتحة التي تريح الأعصاب.

ـ الهادئ البعيد عن الضجة وأسبابها.

وفي الإشارات القرآنية ما يلي:

ـ في الألوان: قال سبحانه في بقرة بني إسرائيل: ... {قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ} [البقرة: 69]، أي أن لهذا اللون أثراً نفسياً إيجابياً بإدخاله السرور على الناظرين (بما يعني أن للألوان خصوصيات ترتبط بآثارها النفسية على الناظرين والمشاهدين)، وقد ثبت ذلك علمياً، وهناك مواد ومقررات أكاديمية تدرس في معاهد الفنون حول هذا الأمر، ومن جملة الألوان المريحة للنفس ما ورد في الروايات عن لون زرقة البحر وخضرة العشب ولون السماء.

- وفي الضوء: قال سبحانه: {فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً} [الإسراء: 12]، أي أن النهار هو للإبصار وبالتالي فإن التعليم الذي يعتمد على النظر أساساً يحتاج إلى الضوء الكافي المتوفر في النهار، أو إلى كمية من الضوء تجعل القارئ المتعلم كأنه في النهار حتى لو كان التعليم ليلاً.

وفي الهدوء: فقد ذم سبحانه الذين يتناجون فيما بينهم حين استماعهم إلى النبي (صلى الله عليه وآله) قال سبحانه: {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا} [الإسراء: 47]، أي النبي يتلو التعاليم عليهم وهم يتحادثون فيما بينهم، فهذا مانع عن فهمهم للتعاليم وعن إدراكهم لمضامينها لأنهم منشغلون بالحديث الجانبي. فلا بد من الهدوء ولا بد من الإصغاء.

ج- الحالة النفسية:

المطلوب في عملية التعليم التركيز، وهو متوقف على عدم الانشغالات الصارفة والمشتتة وإن أكثر ما يشتت الذهن عادة الهموم والمشاكل والأحزان، فلا يمكن تلاوة التعاليم وإلقاء العلوم في حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار، من هنا فإن المقدمة الضرورية لتلقي العلوم والتعاليم هي الاستقرار النفسي، والإشارات الواضحة في القرآن هي: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا} [الإسراء: 106].

أي لتقرأ الكتاب وتعاليمه على الناس، والحالة المطلوبة هي المكث أي الاستقرار وهي حالة مخالفة لانعدام الاستقرار التي كانت سمة عصر الجاهلية حيث البداوة والعيش في الصحاري والتردّد من مكان إلى آخر وعدم المكوث في مكان واحد، فهذا النمط من الحياة لا يتناسب مع إنزال التعاليم ومع التعليم؛ لأجل ذلك كانت الحاجة ماسة إلى نقل العرب من حالة التعرب إلى الهجرة إلى المدنية والاستقرار بما يؤسس لواقع مستقر يمكن في ضوئه البدء بإنزال التعاليم عليهم.

أما الإشارة الثانية في قصة موسى (عليه السلام) مع بني إسرائيل عندما أضلهم السامري وأشربوا في قلوبهم العجل وأصبحوا مستغرقين في هذا الضلال، أي أن ذهنهم مصروف إلا عن الحديث عن العجل ولا يمكنهم أن يتلقوا التعاليم، لأجل ذلك ألقى موسى الألواح، ولم يلتفت إليها بل راح ليصلح حال أمته ويعيدهم إلى الاستقرار النفسي الذي يسمح فيما بعد بأخذ الألواح لنشر ما تحتويه من تعاليم ومن هدى للناس.

د- وسائل الإيضاح وعلاقتها بالبيئة المحيطة:

أولاً: في موضوع استخدام الوسائل فهذا أمر ضروري سواء لجهة الأدوات والتقنيات أو لجهة الأمثلة والنماذج المعطاة.

فالله، سبحانه، يقول: {الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 4، 5]، فالأداة الأساسية هي القلم.

أما في موضوع الأمثلة والنماذج فقد زخر القرآن الكريم بالعديد منها التي تهدف إلى تفعيل عملية التربية والتعليم والمهم بالنسبة إلى هذه الأمثلة أن الله سبحانه، لم يستخدم الأمثلة المجردة ولا البعيدة عن البيئة المعاشة وعن المحيط فعندما يضرب الله الأمثال يضربها عن:

- البعوضة

ـ البقرة

ـ الإبل

ـ النحل

ـ.. إلخ

وهي نماذج معاشة ويعرفها العربي البدوي، ولم يأتِ سبحانه بأمثلة عن حالات من أماكن نائية، أو عن أمثلة سوف تكون في المستقبل، وذلك لأن التعليم يجب أن يكون ابن بيئته ليحصل الفهم ويحصل التفاعل، فالتفاعل مع المثل المعاش هو المقدمة اللازمة من أجل الإفهام ولاحقاً تركيز المعلومة، لأنه من الخلل بمكان أن يركز المتلقي على المثل ليفهمه بدل أن يركز على المضمون التربوي أو العلمي، فهنا يحصل الانحراف في التعليم فبدل التركيز على المعلومة أو الفكرة المرتجاة من المثل يتم التركيز على المثل، كما يحصل عند اعتماد المفاهيم التعليمية الغربية. واللافت أن الله سبحانه، لم يستح أن يضرب أي مثل مهما كان من حيث الظاهر صغيراً أو بسيطاً؛ لأن المهم بالنسبة إلى الحق هو الإفهام والتربية والموعظة والإرشاد، وليس المهم ضخامة أو عِظَم المثل. 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي