الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الصمت
المؤلف:
محمد باقر الدلفي
المصدر:
كل ما يحتاجه المؤمن لترك الذنوب
الجزء والصفحة:
ص 172 ـ 181
2025-07-02
29
عجيب أمر الصمت، دائماً كنت أضع الصمت قانون أساسي في رحلتي للتقرب إلى الله وخلال رحلتي لطلب العلم كان الصمت أفضل صديق لي لا اعتقد أنه يمكن تجريد الروح والتقرب الى الله بدرجات عالية لدى انسان ثرثار كثير الكلام
أكثر الحكماء والعلماء والأنبياء والأولياء كانوا صامتون ولا يتكلمون الا بالحكمة الا بالحق
روي عن الأمام الرضا (عليه السلام) قال: (وإن الرجل كان إذا تعبد في بني إسرائيل لم يعد عابدا حتى يصمت قبل ذلك عشر سنين) (1).
كان بني أسرائيل لو أراد أحدهم أن يكون عابدا يصمت عشر سنين أنظر إلى أهمية الصمت ولا أعني أن تبتعد عن الناس وتترك العمل لا، لا ليس كذلك ولكن قلل من الكلام وتكلم على قدر عملك أو تكلم الكلام الذي تحتاجه ولا تكثر بكلامك أن كنت تريد الوصول إلى درجات روحية عالية أصمت وتعلم لان في الصمت زيادة، في الطاقة تزداد طاقتك الروحية وكثيراً ما تجد الصامتين كثيرين الحفظ وأذكياء جداً
كلما أكثرت من الكلام كلما زادت أخطائك وأيضاً كلما تكلمت أكثر كلما استهلكت من طاقتك الروحية، الأنبياء والرسل كانوا يعتزلون الكهوف ليذكروا الله يصلون ويسبحون وايضاً لا يتكلمون فتكون طاقتهم الروحية عالية جداً وكلما ازدادت طاقة الأنسان الروحية كلما أزداد خشوع وخشية من الله
التكلم في أشياء تزيد من طاقتك مثل التكلم عن فضائل أمير المؤمنين والتكلم عن أهل البيت والتكلم في طلب العلم وأمور الدين والتكلم في أشياء نافعة وإياك والتكلم في أمور لا تنفع ولا تضر لا تنفعك في الدنيا ولا تضرك في الدنيا تعلمتها أو لم تتعلمها روي عن الأمام الرضا (عليه السلام) قال: (إن الصمت باب من أبواب الحكمة) (2).
وايضا روي عن الأمام الباقر (عليه السلام) قال: (شيعتنا الخرس) (3).
الصمت الصمت الصمت والله إني أرى فيها الكثير من الفائدة والحكمة وكلما صمت الأنسان أزداد علماً ومعرفة ولكن أحذر الصمت بلا فائدة أصمت بتفكر وتعلم، وقلل من الثرثرة ولا يعني أن تترك الكلام بالحق وتترك ذكر الله بحجة الصمت وإياك أن تترك كلمة الحق من أجل الصمت لا تصمت أمام الباطل أشهر سيف لسانك بكلمة الحق أصمت عن الثرثرة ولا تصمت عن غير ذلك
أمير المؤمنين علي (عليه السلام) يقول: (القول بالحق خير من العي والصمت) (4).
قول الحق أفضل من الصمت وايضاً للكلام فائدة كثيرة عندما سئل الأمام زين العابدين (عليه السلام) عن الكلام والسكوت أيهما أفضل؟
قال: لكل واحد منهما آفات، فإذا سلما من الآفات فالكلام أفضل من السكوت
قيل كيف ذلك يا بن رسول الله؟
قال: لأن الله (عز وجل) ما بعث الأنبياء والأوصياء بالسكوت، إنما بعثهم بالكلام، ولا استحقت الجنة بالسكوت، ولا استوجبت ولاية الله بالسكوت، ولا توقيت النار بالسكوت، إنما ذلك كله بالكلام) (5).
لا تصمت ولا تتكلم كيف ذلك؟ أنا أقل لك أصمت عن الثرثرة بلا فائدة وأن أردت أن تتكلم تكلم بالله وبذكر الله لان الكلام بغير الله يقسو القلب كما روي عن الأمام الصادق (عليه السلام) قال: كان المسيح عيسى بن مريم يقول: (لا تكثروا الكلام في غير ذكر الله، فان الذين يكثرون الكلام في غير ذكر الله قاسية قلوبهم ولكن لا يعلمون) (6).
كثرة الكلام بغير الله لا فائدة بها ويقسوا القلب وايضاً يضعف من طاقتك الروحية، عندما دعا زكريا ربة أن يهب له غلام: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ * فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ * قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} [آل عمران: 38 - 40].
{قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ} [آل عمران: 41].
لا يكلم الناس لمدة ثلاث أيام ويسبح ويذكر الله كثيراً في الصباح والمساء لكن لماذا هذا الصوم ولماذا الصوم عن الكلام وما هي طاقته العجيبة؟
صام عن الكلام فأصبح لديه ذرية بعد العجز وكبر السن!!
الصمت الصمت الصمت؟
رفيق في رحلتك للتقرب إلى الله واكتشاف الروح والصمت لوحده لا يكفي ايضاً تكمل بقية العبادات وأحذر الثرثرة وكثرة الكلام بغير ذكر الله ولا تصمت عن الباطل قل الحق دائماً وايضاً في الصمت تحافظ على عدم اقترافك الذنوب وأختم برواية أخيرة عن الصمت وشكراً لقدرتك على تحمل كلماتي، قال الأمام الصادق (عليه السلام): (لا يزال العبد المؤمن يكتب محسناً مادام ساكتا، فاذا تكلم كتب محسنا أو مسيئاً) (7).
لنعود إلى حديثنا عن الروح:
إن الروح جوهرة ثمينة وسيطرتها على الجسد لا على الكون سيطرتها على الجسد سيطرة كونية قوية تقل للشيء كن فيكون وهذه الروح أيضاً لها صفات ألوهية متصلة بالله فهي لا تموت تبقى خالدة أن الروح تعود إلى الله لان الله (عز وجل) عندما خلق آدم قال: {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي} [الحجر: 29]
هذه الروح فيها صفات ألوهية ولا يمكن فهم الروح بالكامل حتى موقعها من الجسد لا يمكن معرفته لا يمكن أن نقول إن الروح في يد الأنسان أو في قلبه أو في راسه أو في صدره لا يمكن ذلك ولا نعلم موقعها كذلك الله (عز وجل) لا يحده مكان ولا يمكن أن نعلم مكانه لا في السماء ولا في الأرض أمير المؤمنين (عليه السلام) عندما تكلم عن وحدانية الله (عز وجل) قال: (أين الأين فلا يقال له الأين).
لا أين له ولا مكان له فهو خالق المكان ولا يمكن أن نحده في مكان ما فأن قلنا هو في الأرض فقط أثبتنا أنه غير موجود في السماء وأن قلنا هو في السماء أثبتنا عدم وجوده في الأرض وأن قلنا هو مرة في السماء ومرة في الأرض فقد أثبتنا أنه عندما يكون في الأرض يجهل ما في السماء لا يمكن تحديد مكان الله (عز وجل) لأنه هو خالق المكان: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} [المجادلة: 7].
{وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 115].
كل اثنان فأن الله ثالثهم وهو معهم وكل أربعة فأن الله خامسهم وكذلك هو في المشرق والمغرب ولا يمكن أن نحده في مكان داخل في الأشياء ليس كشيء داخل في شيء وخارج من الأشياء ليس كشيء خارج من شيء.
الله (عز وجل) أقرب اليك من حبل الوريد كما ورد في الآية الكريمة: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق: 16].
هذه الآية الكريمة تحتاج إلى تأمل وتركيز أنا لا أعلم أن تمكنت أن أصل لك المعلومة أو لا ولكن الله (عز وجل) أقرب لك من حبل الوريد وأنت تعلم بحبل الوريد الذي هو بداخل جسدك؟
كيف الله أقرب اليك من هذا الحبل الممتد من بداية الرأس إلى نهاية الجسد كيف يكون الله أقرب اليك من هذا الحبل!!!
لا شك فأن أن الله أقرب إلى روحك والتي هي من الله ونفخت فيه من روحي روح الله هذه الروح هي نفخة من روح الله؟
أذن الله (عز وجل) أقرب اليك من حبل الوريد الذي هو بداخل جسدك والان ايضاً أشير إلى معلومة مهمة
من أنت؟
أجل من أنت وكيف الله أقرب اليك من حبل الوريد من أنت؟
هل أنت الجسد أم القلب أم العقل أم النفس أم الروح؟
القلب والعقل كلها أجهزة من ضمن أجهزة الجسد والجسد من تراب ويعود إلى التراب فكيف يكون أنت؟
أذن أنت ليس الجسد ولا مكونات الجسد التي هي العقل والقلب واليد والعين أو الرأس بالكامل أنت ليس الجسد لأنه من تراب ويعود إلى التراب عند خروج الروح؟
أذن أنت هو الروح أم النفس ولكن أصبح لدينا خلاف الفرق بين الروح والنفس؟
(الكلام السابق كله عندما تكلمت عن الروح فأني اقصد الروح مع النفس معاً أي اقصد الجانب الروحي الشفاف الغير مرئي)
أنا بدوري تحيرت كثيراً في حقيقة النفس والروح ولكن أيقنت أن: الروح: الروح هي العنصر الإلهي الذي يعطي الحياة ويظل باقياً بعد موت الجسد.
وايضاً تعتبر العنصر الإلهي الذي يُعطي للإنسان في لحظة الخلق، وهي التي تظل خالدة بعد موت الجسد الروح هي مصدر الحياة والتوجيه الإلهي، ولكنها ليست (الذات) التي تحس وتفكر وتمارس الأفعال اليومية، الروح هي الأساس الذي يمنح الحياة، ولكنها ليست ما يعبر عن شخصيتك أو تصرفاتك.
النفس: هي الجانب النفسي والوجودي للإنسان الذي يتفاعل مع العالم المادي ويُحاسب على أعماله وأخلاقه.
النفس هي التي تُعبّر عن هويتك الشخصية، مشاعرك، أفكارك، رغباتك، وأفعالك هي الوعي الذاتي الذي يُشعر الإنسان بوجوده في هذا العالم النفس هي التي تقوم بتشكيل الشخص من خلال تجاربه واختياراته.
أذن من أنت؟
أنت النفس التي تشعر وتفكر وتعمل، النفس هي الذات نفسك ذاتك أي نفسك بمعنى أنت
الله (عز وجل) يقول: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} [آل عمران: 28]
نفسه بمعنى ذاته لا بمعنى أنه لديه نفس وروح لا طبعاً ولكن نفسه بمعنى ذاته أو بمعنى هو
أي عندما أقول أنا أي بمعنى نفسي والنفس هي الذات والمحاسبة يوم القيامة ليست للروح أو الجسد وإنما للنفس لذلك وردت آيات كثيرة عن النفس منها: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [البقرة: 110].
{الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} [غافر: 17].
{وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ} [لقمان: 12].
{فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ} [الأنعام: 104].
{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ} [فصلت: 46].
{وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ} [فاطر: 18].
{وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ} [العنكبوت: 6].
{فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ} [يونس: 108].
{وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ} [محمد: 38].
{فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ} [الفتح: 10].
{وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ} [النساء: 111].
كل هذه الآيات وايضاً هنالك الكثير من الآيات تشير إلى نفسك وبمعنى أدق تشير إلى ذاتك أي بمعنى تخاطبك أنت مع روحك وجسدك بالكامل.
النفس هي الواجهة التي تتعامل مع العالم، وهي ما تجسد هويتك في هذا العالم المادي.
تحذير:
ليس هنالك تناقض في كلامي لربما تتذكر أني ذكرت أن روحك تحمل الأشياء وتنقلها من مكان إلى مكان وذكرت كثير من التصرفات والان قلت إن النفس هي مسؤولة عن ذلك؟
النفس هي التي تشعر وتحسب وغيرها من الأمور ولكن من خلال طاقة الروح لأنها مصدر الوجود لذلك نسبت هذه الأمور للروح في بداية البحث والان جزئتها إلى حقيقتها.
تكلمنا كثيراً عن هذه الروح والنفس المطمئنة وأنت ايضاً يمكنك أن تخوض رحلة التكامل والتقرب إلى الله من خلال تزكية النفس إلى أن تصل إلى نفس مطمئنة بذكر الله وتصبح لديك روح قوية بعد الاهتمام بتغذيتها وعدم إهمال تغذية الجسد.
أنت الآن أصبح لديك يقين بقدرتك وبروحك الطاهرة ولكن ذنوبك أغشت وأخفت عنك قدرات هذه الروح بسبب الذنوب أصبح على الروح غشاوة وأنت مخير بين أزالة هذا الغبار لاكتشاف نفسك وذاتك وقدرات روحك ومخير بين طمسها بالذنوب والآثام.
قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): (إذا أردت أن تدوم النعم فلا تذكرها أمام الناس فليس كل مستمع محب).
مرحباً:
أن كنت تريد التكامل فلا يمكنك التكامل حتى تعمل كأنك شخص متكامل وتتصرف كأنك شخص متكامل روحياً.
الأنسان هو من يحدد أن يكون ناجحاً أو فاشلاً.
أنت من تحدد من تكون أنت تستطيع أن تصل إلى ما تريد فقط أعمل على ما تريد وستصل أن شاء الله.
شكراً
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ الكافي، ج 2، ص 111.
2ـ المصدر السابق، ص 113.
3ـ المصدر السابق.
4ـ ميزان الحكمة، ج 9، ح 17915.
5ـ المصدر السابق، ح 17912.
6ـ الكافي، ج 2، ص 114.
7ـ المصدر السابق، ص 116.
الاكثر قراءة في آداب عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
