المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



تنازل الأبوين عن مالهما لأولادهم  
  
1943   01:33 صباحاً   التاريخ: 13-1-2016
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الأسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص290-291
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

من المشاكل الخطيرة التي كنا نواجهها هو تنازل الأبوين أحدهما أو كلاهما عن كل ما يملكان لأبنائهما , ثم بعد حصول ذلك وانتقال الملكية للأولاد وصيرورة الأبوين فقيرين لا يملكان شيئا يقوم هؤلاء الأولاد العاقون بتركهما وإهمالهما , وإذا ما تنازلا فقد يمنان عليهما بزيارة في الشهر مرة بعد أن كانوا لا يغادرون البيت ويحرصون على رضاهما عندما كانت الأملاك باسمهما قبل التنازل عنها , أما اليوم وبعد أن انتقل كل شيء الى ملكيتهم فلم يعد هناك ما يبرر أن يزورانهما بشكل يرضيهما .

والاخطر من ذلك تركهما بلا نفقة كافية بعد أن كانا يملكان مالا كثيرا يستطيعان صرفه على نفسيهما .

إن هذه الحالات تدعونا الى أن نطلب من الآباء أن لا يقوموا بمثل هذه التصرفات الخاطئة فلا يتركوا أموالا لأولادهم حتى يقضي الله سبحانه وتعالى قضاءه فلا يعرف أحد كيف سيصبح الأمر لاحقا , ولعل الولد الذي يبدي محبة عالية اليوم سيتحول غدا الى انسان بغيض بعد ان اصبح كل المال بيده إذ إنه كان يهدف منذ البداية للاحتيال وصولا الى هذا المال . او أن المال غيره فعلا , فليستفد الأبوان من المعاملة الخاصة من أولادهم طمعا بالمال أفضل من التنازل عنه ثم يجدان أنهما بلا مال ولا أولاد , وقد قال لي احد هؤلاء الآباء عندما سألته لماذا تنازلت عن كل مالك لهذا الولد العاق الذي لا يتلفت إليك اليوم ويتركك بلا دواء ولا علاج إذ إن الأب مريض ويحتاج الى علاج دائم ؟ فأجاب بأنه فعل ذلك بسبب أن ابنه هدده بقطع علاقته به إن لم يفعل , وفي نفس الوقت وعده بأنه سيهتم به كل الاهتمام اللازم ويأخذه الى بيته تعتني به زوجته وأولاده . ولكن الذي حصل أنه أخذ المال ثم أبقاه حيث هو وحيدا ولم يعد يزوره , بل أكثر من ذلك لم يعد يشتري له الدواء الضروري لحياته ما اضطر الابن للجوء الى المساعدات الاجتماعية لتحصيل دوائه وتأمين علاجه ، فلو كان هذا الأب امتنع عن إعطاء ابنه المال ونفذ ابنه التهديد فإن الذي سيحصل هو ترك الابن أباه ولكن مع ماله الذي يستطيع استعماله للإنفاق على نفسه من دون حاجة احد . أما اليوم فهو يعيش بلا مال ولا ولد .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.